أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Sunday 22nd October,2000العدد:10251الطبعةالاولـيالأحد 25 ,رجب 1421

القرية الالكترونية

حديث الشبكة
المواقع والتحديث المدروس
خالد أبا الحسن
اتصل بي أحد مرتادي الانترنت في مصر متبرما من التغير الدائم لعناوين الاذاعات والتلفزيونات العربية على الانترنت بشكل مستمر مستفسرا عن السبب, ولأنه مكفوف البصر، فإنه يجد عناءً كبيراً في الوصول إليها مرة أخرى, وبالنظر إلى هذه المعاناة، نجد ان خللا ما ينبغي على اصحاب المواقع التنبه له كي لا يفقدوا انتشارهم وسمعتهم على الانترنت, فبمجرد تغيير عنوان صفحة ما فإن هذه الصفحة تفقد مكانتها لدى الزوار الذين عرفوها وأحبوا محتواها وأرشدوا الكثيرين إليها, ويرتفع حجم هذه الخسارة بقدر سمعة الموقع على الانترنت.
والغريب ان كثيرا من اصحاب المواقع يقعون في هذا المحذور رغم بذلهم الكثير من الوقت والجهد وربما المال لمجرد دعوة مرتادي الانترنت لزيارة موقعهم, فنجاح أي موقع يقاس هذه الايام بعدد زواره بالمقام الاول وبمجرد قيامهم بتحديث الموقع، يقومون بتغيير عناوين صفحاته لدى تعديل اسماء الصفحات على الخادم، وهذا يعد خطأ كبيرا, فلو تم تغيير عنوان موقع يصل زواره إلى مليون زائر يوميا على سبيل المثال، فإن ذلك يعني ان هذا العدد من الزوار لن يجد طريقه إلى الموقع ما لم يتم إشعاره بهذا التغيير بطريقة او بأخرى.
إن التغير المستمر في عناوين الاذاعات مرده بالمقام الاول تحديث الموقع الذي يتم على ايدي اناس لا يدركون تبعات ما يحدثونه من تغيير غير مدروس, والذي ينبغي عمله ان تستمر الوصلات كما هي دون تغيير مع تعديل المحتوى والتصميم دون إضرار بالروابط، او إنشاء صفحة تحويل تلقائي تتولى نقل الزائر الى العنوان الجديد مع إشعاره بضرورة تحديث الرابط لديه.
وقد تحدثت في الماضي عن اسباب فشل المواقع وذكرت اسبابا عدة منها القصور في فهم اصحاب المواقع للاسباب الداعية لانشاء مواقعهم, ولطالما حضر ذلك الموضوع في ذهني وأنا أتصفح الكثير من المواقع العربية التي تعد احيانا انموذجا يحتذى في التصميم والمحتوى غير انها تقتصر إلى التحديث المنتظم والمدروس, فكثير منها لا يزال على حاله منذ افتتاحه لاسباب عديدة لا أكاد أعرف إلا القليل منها لارتباطها بالبيروقراطية الادارية والجهل بالغاية وتعجل النتائج والتي تؤدي جميعها إلى تكبيل هذه المواقع المتميزة.
ذلك الفهم القاصر ليس حكراً على اصحاب المواقع الشخصية بل ان كثيرا من المواقع التجارية والحكومية تظهر جانبا كبيرا منه, فأصحاب تلك المواقع هبوا مع الآخرين لانشاء مواقعهم، وصرفوا مبالغ زهيدة في انشائها ثم استعجلوا في قطف ثمارها, مواقع الانترنت تتطلب التحديث المستمر إذ ان حياة الموقع في تحديثه.
ورغم اهمية التحديث وحيويته وضرورته لإنجاح المواقع، إلا انه قد يؤدي إلى الإضرار بالموقع إذا لم يتم التخطيط لعملية التحديث لتكفل استمرار الجودة والتميز.
يأتي الضرر مثلا لدى تغيير الفريق القائم على ادارة الموقع ليأتي من يعبث بمكونات الموقع وصفحاته من حيث يدري ولا يدري, ويؤدي تحديث المواقع دون دراسة إلى عدم تمكن الزوار الذين اضافوا الموقع في مفضلاتهم من الاهتداء إليه في زياراتهم القادمة، إلا من تسعفه فطنته للوصول إليها بطرق أخرى.
وفي البحث العلمي الحديث، يلزم الباحث ان يشير إلى تاريخ اطلاعه على المرجع الذي يستعين به في بحثه إذا كان هذا المرجع على الانترنت, ومرد هذا الاشتراط هو ان بعض المواقع تقوم بتغيير عناوين البحوث لدى تحديث الموقع مما ينتج عنه عدم تمكن المتابع من الوصول إلى المرجع المشار إليه, وقد وجدت من الأحوط لي ان احفظ نسخا على القرص الصلب من أية بحث او مادة تعجبني على الانترنت لعدم ثقتي باستمرار تلك المادة في موقعها الذي وجدتها فيه.
من جهة اخرى يقوم غالبية اصحاب المواقع بجمع عناوين المواقع المرتبطة بتخصصاتهم ووضعها في صفحة مخصصة لذلك, وفي كثير من الاحيان، يفشل الزائر في الوصول إلى بعض الروابط لأن عنوانها قد تغير، مما يعني ان جامع تلك الروابط سيكون عليه اعادة تحرير صفحته وإزالة الروابط الميتة فيه بين حين وآخر.

أعلـىالصفحةرجوع


















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved