أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Sunday 22nd October,2000العدد:10251الطبعةالاولـيالأحد 25 ,رجب 1421

محليــات

لما هو آتٍ
أين مواقع الطيور؟
د, خيرية إبراهيم السقاف
تترنّم الفلسطينيات المقهورات بمخاطبة الحمام,,.
ليس من باب الترف، ولا من حافز الخيال,,,، ولا إمعاناً في الأحلام,,.
يا حمام القدس كبِّر,,, كبِّر,,.
يا حمام القدس,,,
لكن لأن أبراج الحمام خلت مع طلقات النار,,, ونعيق الرصاص,,, ووحشة الدروب,,, بعد أن هتكها الدم والنار,,, من الحمام ,,, بينما لم تخلُّ من الإنسان.
فأين هرب الحمام، وأين رحلت العصافير,,,،
وأين ولَّت الطيور؟!
بل أين القطط الوادعة، والحشرات الجازعة,,, والدوابُّ المفزعة؟!,,.
لا أتخيل أن القدس، وأراضي فلسطين قد خلت منها؟! بخلو الأبراج، والأعشاش، والمخابىء؟,,.
ربما تكون قد ذهبت في مهمات لا تختلف عن مهمات الإنسان لكنها لا تُرى,,, ولا تُعلم,,.
ربما تكون القادرة الوحيدة على الإنصات إلى ما وراء الأستار والجدران، وإلى التسلل إلى المخابىء والمنافذ، وإلى رؤية المؤامرات، والاستماع إلى الاتفاقات ، وإلى الوقوف على الأوجه الأخرى الخبيئة والمداراة في عملية الحرب البشرية النازفة والفاقدة والمنتهِكة,,.
الفلسطينيات يحفِّزن الحمام المشرَّد إلى التكبير,,.
إلى الاستعانة بالقوة الأكبر والأقدر,,.
لأن للحمام قدرة التسلل، والطيران، والوقوف من المنافذ الضيِّقة على ما لا يستطيعه تحرّك جسد الإنسان,,.
ترى عندما كبَّر الحمام بعد الاجتماع تلو الاجتماع في قضية فلسطين ماذا كان ضمن تكبيره من الدعاء؟!
ترى أين مواقع الطيور الفلسطينية الآن؟!
أفي داخل فلسطين المحتلة فوق أسطح وجدران وأسلاك خلفها اليهود يحيكون ويدبرون؟
أم كانت قرب طاولات كامب ديفيد وشرم الشيخ، والآن قمة مصر,,,، وإدارات الأمن اليهودي، وطاولات وزرائه، ومخابىء رؤوسه الكبيرة التي لا تدير سوى شرر الدمار والنار والهزائم البشرية بكافة ألوانها وأشكالها,,,؟!
ترى لو نطق الطير والدابّة والحشرة في فلسطين ماذا تقول؟,,, وأين هي الآن,,,؟!
ترى لو كُشف عن صدورها فما الذي ستفرغه؟,,.
حين سمعت نواح الفلسطينيات يناشدن حمام القدس بالتكبير,,, نزل في حسي شعور بالسحق اللانهائي وصلت إليه القوى النفسية للفلسطينيين نساء ورجالاً فاستعانوا بنداء الطيور ومناجاتها للإله العظيم الذي لا يلجأ لسواه في المحن العظمى,,.
فالله أكبر مع الحمام,,, في كافة مواقفه,,, ومخابئه,,, ودروبه,,.
والله أكبر مع ترنيمات الألم والبكاء والجروح الفلسطينية,,.
والله أكبر,,.
على كل من طغى وتجبَّر.

أعلـىالصفحةرجوع


















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved