أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Tuesday 24th October,2000العدد:10253الطبعةالاولـيالثلاثاء 27 ,رجب 1421

أصداء

السعوديون ودورهم في قضية فلسطين
بقدر ما تمثل قضية فلسطين من أهمية خاصة في منظومة القضايا الحيوية التي تواجهها الأمة العربية خلال هذا القرن، وبقدر ما هي قضية عادلة جسدت بكل عمق طبيعة الصراع الحضاري بين الأمة العربية والأمة الاسلامية من جهة والغرب النصراني اليهودي من جهة أخرى.
وبقدر ما يعنيه احتلال وطن وتشريد شعب وامتهان أولى القبلتين لألف مليون مسلم على هذه الكرة الأرضية التعيسة، وبقدر ما يثيره اغتصاب فلسطين من زخم عاطفي ومرارة في وجدان وقلب كل عربي مسلم.
فإنها قد جسدت بحق مدى الوضاعة في كثير من التوجهات والسلوك الحقيقيين لكثير من الدول العربية والإسلامية الى درجة تحولت فيها هذه القضية العادلة الى ميدان للألاعيب السياسية والمناورات السياسية الخارجية والداخلية في كثير من الأوطان خلافاً لنظرة الشعوب نفسها إليها.
فكم استغلت القضية للتغرير بالشعوب وكم وظفت كأداة فاعلة لتحقيق المكاسب السياسية المحلية لبعض الدول والقادة الى درجة استخدامها كسلاح لتشويه صورة الإنسان العربي المسلم في الذهن العام للشعوب، لا على يد الصهيونية الغاشمة مباشرة ولكن بيد وبقرار مدعي العروبة والاسلام خلال عمر القضية.
هذه حقيقة لا تحتاج الى دليل ومن ينقصه الدليل عليه أن يستقرىء مسيرة السياسات والتصرفات العربية والإسلامية في إطار القضية.
ولكن حالة استثنائية واحدة تمثل اتجاهاً محدوداً بين الدول ظلت أمينة للقضية، رافضة استخدامها وتوظيفها لخدمة مصالحها السياسية داخلية كانت ام خارجية، وكانت المملكة العربية السعودية مهد الرسالة المحمدية وموئل الأصالة العربية الأمينة في موقفها قولاً وعملاً تمثل هذا الاتجاه الأقلية.
يقول جلالة المغفور له الملك عبدالعزيز آل سعود طيب الله ثراه في واحدة من الوثائق الدامغة:
(اعتقد أن واجبي يقضي عليّ بالمحافظة على ديني وأولادي وشرفي وبلادي، وعرب فلسطين كأولادي، ويأتي أمر المحافظة عليهم بعد المحافظة على الدين، وإن عرب فلسطين لم يقصروا في بذل الجهد وهم جديرون بالمناصرة).
وقد فند الملك عبدالعزيز يرحمه الله مزاعم اليهود منفردا بهذه الرؤية متميزا بقوة وعمق الرد التاريخي قائلا:
(إن الحجة التي يستند إليها اليهود في ادعاءاتهم بفلسطين هي أنهم استوطنوها حقبة من الزمن القديم، وأنهم مشتتون في بلاد العالم، وأنهم يريدون إيجاد مجتمع لهم يعيشون فيه أحرارا في فلسطين ويستندون في عملهم على وعد تلقوه من الحكومة البريطانية سمي (وعد بلفور).
أما دعوى اليهود التاريخية فإنه لا يوجد ما يبررها، في حين أن فلسطين كانت ولا تزال آهلة بالعرب في جميع أدوار التاريخ، وكان السلطان فيها لهم، وإذا استثنينا الفترة التي أقام اليهود فيها، والمدة الثانية التي سيطرت فيها الإمبراطورية الرومانية عليها، فإن سلطان العرب كان منذ الزمن الأقدم على فلسطين، وقد كان العرب في سائر ادوار حياتهم محافظين على الأماكن المقدسة معظمين لمقامها محترمين لقدسيتها، قائمين بشؤونها بكل أمانة وإخلاص، ولما امتد الحكم العثماني الى فلسطين كان النفوذ العربي هو المسيطر ولم يكن العرب يشعرون بأن الترك دولة مستعمرة لبلادهم وذلك:
1 لوجود وحدة الجامعة الدينية.
2 لشعور العرب أنهم شركاء في الحكم.
3 لكون الإدارة المحلية للحكم بين أبناء البلد انفسهم.
فيما ذكر يرى ان دعوة اليهود بحقهم في فلسطين استناداً للتاريخ لا حقيقة لها، فإن كان اليهود قد استوطنوها مدة أطول من ذلك فلا يمكن ان يعتبر احتلال أمة لبلد من البلدان حقاً طبيعياً يبرر مطالبتها به، ولو اعتبر هذا المبدأ في العصر الحديث لحق لكل امة ان تطالب بالبلدان التي سبق لها إشغالها بالقوة حقبة من الزمن، ولتسبب ذلك في تغيير خريطة العالم بشكل من أعجب الأشكال مما لا يتلاءم مع الدول ولا مع الحق ولا مع الإنصاف.
أما دعوى اليهود التي يستثيرون بها عطف العالم، وهي أنهم مشتتون في البلدان ومضطهدون فيها وأنهم يريدون إيجاد مكان يأوون اليه ليأمنوا على انفسهم من العدوان الذي يقع عليهم في كثير من الممالك، فالمهم في هذه القضية هو التفريق بين القضية اليهودية العالمية أو اللاسامية وبين قضية الصهيونية السياسية.
فإن كان المقصود العطف على اليهود المشتتين، فإن فلسطين الضيقة قد استوعبت منهم حتى الآن مقدارا عظيما لا يوجد ما يماثله في اي بلد من بلدان العالم، وليس باستطاعة رقعة ضيقة كفلسطين ان تتسع لجميع يهود العالم حتى ولو فرض أنها أخليت من سكانها العرب كما قال المستر (مالكولم) في خطاب ألقاه في مجلس النواب البريطاني فإذا قبل مبدأ بقاء اليهود الموجودين في فلسطين في الوقت الحاضر فتكون هذه البلاد الصغيرة قد قامت بأعظم قسط إنساني لم يقم بمثله غيرها).
يقول المؤرخ لايسي عن اللقاء التاريخي الذي جمع بين الملك عبدالعزيز والرئيس الامريكي فرانكلين روزلفت على ظهر الباخرة مورفي في منطقة قناة السويس عام 1945م ان حوارا حادا جرى بين الرجلين استطاع الملك عبدالعزيز من خلاله إقناع روزفلت بوجهة نظره، وينقل المؤرخ الحوار الذي جرى بين الزعيمين على النحو التالي:
حاول الرئيس روزفلت إقناع الملك بأن اليهود شعب مضطهد مورست عليه أعمال النفي والتعذيب والقتل الجماعي على يد هتلر, فقال الملك: ما دام الأمر كذلك فقد يكون من المناسب إعطاء اليهود أفضل الاراضي وأجمل المنازل العائدة لهؤلاء الألمان الذين اضطهدوهم.
وقال روزفلت ان اليهود الذين نجوا من القتل يخشون البقاء في ألمانيا حيث يمكن أن يتعرضوا لعذابات جديدة، كما ان لليهود رغبة عاطفية بالانتقال الى فلسطين.
فقال عبدالعزيز:
إن البريطانيين والأمريكيين ينوون القضاء قضاء جذرياً على النظام النازي، وبذلك لا يعود لدى اليهود ما يخشونه من بقائهم في ألمانيا، ولست أفهم كيف يمكن ان تترك لعدو مهزوم القدرة على الإيذاء والانتقام.
وحاول روزفلت استناداً الى الكاتب البريطاني أن يضرب على وتر الحقادة العربية لكن الملك عبدالعزيز أجاب قائلاً:
لماذا على العرب أن يستقبلوا اليهود على الرحب والسعة في فلسطين؟,.
إن على عدو اليهود ومضطهدهم أن يدفع ثمن أفعاله، فهكذا نحن العرب نفهم ممارسة العرب.
دور علماء الدين في المملكة
تجاه فلسطين:
وإدراكاً من علماء المملكة لنوايا أعداء الإسلام ووعياً منهم بما يحاك ضد الأمة الإسلامية من مؤامرات ودسائس تحت مختلف الاقنعة فقد حرصوا جزاهم الله خيراً على جعل جهادهم بالكلمة أمضى الأسلحة في محاربة وسائل الأعداء الإعلامية والفكرية والإقتصادية, ولأن كل مسلم يوقن بأن مصلحة المسلمين وقوتهم وعزهم في وحدتهم والتفافهم حول كلمة واحدة, فقد جاء فتاوى علماء المملكة لولاة الأمر في البلاد ولعامة المسلمين واضحة وصريحة ومباشرة وقضية فلسطين هي قضية المسلمين الأولى ولا غرابة أن تحظى باهتمام رجال العلم في المملكة العربية السعودية ومن الأمثلة ما أبرق به علماء نجد للملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود من فتوى جاء فيها:
(السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد وفقك الله فقد بلغنا أنه يراد جعل فلسطين حكومة يهودية، وحكومة عربية وإسلامية، ولا يخفى عليك سلمك الله أن جعل ولاية لليهود في بلاد الإسلام أمر باطل، ومحرم لأنه يعود على الاسلام وأهله والحرمين الشريفين والبلاد المقدسة، بأكبر المخاطر، وأعظم الضرر وكل من عنده غيرة دينية، وحمية عربية يأنف ذلك ويأباه ويشمئز أعظم اشمئزاز ويغار لله، ولدينه ولحرمه أعظم غيرة وغير خاف عليكم أن هذه الديار المقدسة هي للعرب والمسلمين من قديم الزمان فيجب على إمام المسلمين أيده الله أن يقوم في إبطال هذا الفادح العظيم، غيرة لله ولرسوله ولدينه ولحرماته، جميع المسلمين في نجد وغيرها قد غضبوا من هذا الأمر وتحمسوا منه أشد التحمس,, ونحن علماء المسلمين لا نجيز ذلك ولا نقره ولا نقبله بأي طريق).
وقد وقع على هذه الفتوى عدد من علماء نجد ووردت في برقيات نشرت في جريدة أم القرى عدد 659 في 23/7/1937م.
وحين انطلقت الانتفاضة الفلسطينية أصدر سماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز الرئيس العام لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والارشاد يرحمه الله فتوى جاء فيها:
(لقد ثبت لدينا بشهادة العدول الثقات أن الانتفاضة الفلسطينية والقائمين بها من خواص المسلمين هناك وأن جهادهم إسلامي لأنهم مظلومون من اليهود ولأن الواجب عليه الدفاع عن دينهم وأنفسهم وأهليهم وأولادهم وإخراج عدوهم من أرضهم بكل ما استطاعوا من قوة، وقد أخبرنا الثقات الذين خالطوهم في جهادهم وشاركوهم في ذلك عن حماسهم الإسلامي وحرصهم على تطبيق الشريعة الاسلامية فيما بينهم، فالواجب على الدول الإسلامية وعلى بقية المسلمين تأييدهم ودعمهم ليتخلصوا من عدوهم وليرجعوا إلى بلادهم عملا بقول الله عز وجل: (يا أيها الذين آمنوا قاتلوا الذين يلونكم من الكفار وليجدوا فيكم غلظة واعلموا أن الله مع المتقين).
وقوله سبحانه: (انفروا خفافاً وثقالاً وجاهدوا بأموالكم وأنفسكم في سبيل الله ذلك خير لكم إن كنتم تعلمون) الآيات في هذا المعنى كثيرة وصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: (جاهدوا المشركين بأموالكم وأنفسكم وألسنتكم) ولأنهم مظلومون فالواجب على اخوانهم المسلمين نصرهم على من ظلمهم لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه) متفق على صحته، وقوله صلى الله عليه وسلم: (انصر أخاك ظالماً أو مظلوما) قالوا يا رسول الله نصرته مظلوما فكيف انصره ظالما قال صلى الله عليه وسلم: (تحجزه عن الظلم فذلك نصرك إياه) والأحاديث في وجوب الجهاد في سبيل الله ونصر المظلوم وردع الظالم كثيرة جدا فنسأل الله أن ينصر اخواننا المجاهدين في سبيل الله في فلسطين وفي غيرها على عدوهم، وأن يجمع كلمتهم على الحق وأن يوفق المسلمين جميعاً لمساعدتهم والوقوف في صفهم ضد عدوهم, وأن يخذل أعداء الإسلام أينما كانوا وينزل بهم بأسه الذي لا يرد عن القوم المجرمين إنه سميع قريب).
كما وجه سماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز كلمة إلى القادرين من المسلمين للتبرع بجزء من أموالهم وزكاتهم لصالح المجاهدين في فلسطين جاء فيها (فمساعدة المجاهدين والمهاجرين الأفغان والمجاهدين داخل فلسطين بالنفس والمال من أفضل القربات ومن أعظم الأعمال الصالحات وهم من أحق الناس بالمساعدة من الزكاة وغيرها ومن حكمة الزكاة في الإسلام والصدقات أن يشعر المسلم برابطة تجذبه نحو أخيه لأنه يشعر بما يؤلمه ويحس بما يقع عليه من كوارث ومصائب فيرق له قلبه ويعطف عليه ليدفع مما أتاه الله بنفس راضية وقلب مطمئن بالإيمان).
وهذا نص وثيقة الأمان والسلام والتي عرفت بالعهدة العمرية والتي أعطاها عمر بن الخطاب لأهل القدس والتي تدل على عروبة فلسطين ودحض الحجج اليهودية الواهية:
بسم الله الرحمن الرحيم
(هذا ما أعطي عبدالله عمر أمير المؤمنين أهل إيلياء من الأمان أعطاهم أماناً لأنفسهم وأموالهم ولكنائسهم ومصلبانهم وسقيهما وبريئها وسائر ملتها أنه لا تسكن كنائسهم ولا تهدم ولا ينتقص منها ولا من حيزها ولا من صليبهم ولا من شيء من أموالهم ولا يكرهون على دينهم ولا يضار أحد منهم ولا يسكن بإيلياء معهم أحد من اليهود وعلى أهل إيلياء أن يعطوا الجزية كما يعطى أهل المدائن وعليهم أن يخرجوا منها الروم واللصوت فمن خرج منهم فإنه آمن على نفسه وماله حتى يبلغوا مأمنهم ومن اقام منهم فهو آمن وعليه مثل ما على أهل إيلياء من الجزية ومن أحب من أهل إيلياء أن يسير بنفسه وماله مع الروم ويخلي بيعهم وصلبهم فإنهم آمنون على أنفسهم وعلى بيعهم وصلبهم حتى يبلوا مأمنهم ومن كان بها من أهل الأرض قبل مقتل فلان فمن شاء منهم قعدوا عليه مثل ما على أهل إيلياء من الجزية ومن شاء سار مع الروم ومن شاء رجع إلى أهله فإنه لا يؤخذ منهم شيء حتى يحصد حصادهم وعلى ما في هذا الكتاب عهد الله وذمة رسوله وذمة الخلفاء وذمة المؤمنين إذا أعطوا الذي عليهم من الجزية شهد على ذلك خالد بن الوليد وعمرو بن العاص وعبدالرحمن بن عوف ومعاوية بن أبي سفيان وكتب وحضر سنة خمس عشرة).
سلمان بن عبدالعزيز
ينسج خيوط التاريخ:
يقول سموه في إحدى المناسبات الفلسطينية: (إنكم بدوركم الإيجابي تحاولون نسج خيوط التاريخ بجرأة وصدق وأمانة خشية أن يكتب التاريخ من صنعوه فتنشغل الأجيال في تصحيحه أو إعادة تدوينه لقد كانت أمتنا بحاجة إلى جرعة من الحقيقة مُرة كانت أم حلوة فوطدنا النفس على تقديمها لنا يوم أن كان الحرف معضلة والحقيقة جلاداً والكلمة الصادقة رصاصة في القلب).
ويعد صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز آل سعود أمير منطقة الرياض من الرجال القلائل الذين تحمسوا للقضية الفلسطينية وحين يجيء ذكر فلسطين يتبادر للذهن ذكر سموه لما له من مواقف غنية بالدلالات على عميق إيمانه وشمولية تفكيره الإسلامي وحسه الديني الغيور على مقدسات الإسلام وأبناء المسلمين.
ويمثل سموه صوت الفلسطينيين لدى الجهات الرسمية في المملكة فهو يقوم بتتبع أخبارهم في الداخل ويعمل على حل مشاكلهم وتسهيل أمورهم ويسهر على ما من شأنه راحتهم وهو حيث يشاطرهم همومهم ويعضدهم في السراء والضراء إنما يستشعر الأمانة الملقاة على عاتقه.
وفي مجال جمع التبرعات ولأنه يرأس اللجان الشعبية لدعم ومناصرة أسر شهداء فلسطين فإن سموه يعمل على توجيه النداءات الإعلامية وتجد نداءاته صدى واسعا في جميع الأوساط ويحرص على تنويع قنوات التبرع ويتابعها حتى بعد جمعها لتأخذ طريقها في سبيل تخفيف مأساة الاخوة الفلسطينيين، ويبذل سموه من ماله ووقته (سراً وعلناً) في سبيل الإلتقاء باللجنة ويشعر سموه الكريم من منطلق إنسانيته وشخصيته الحرة بالقهر الذي يحس به أبناء فلسطين ويتمنى لهم السعادة والرقي ويفرح حينما تمر مناسبة وطنية للمشاركة لهم فيسارع للمشاركة والحضور الشخصي، ويعد سموه ضيف الشرف دائما في الاحتفالات والمناسبات الفلسطينية ولسموه رؤية عقلانية متكاملة للقضية انعكست هذه الرؤية الموضوعية على أسلوب دعمه للمؤسسات الفلسطينية في الداخل وخاصة الإنسانية منها.
أحمد بن زيد الدعجاني
السكرتير الخاص لوزير المعارف عضو اتحاد المؤرخين العرب

أعلـىالصفحةرجوع




















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved