أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Tuesday 24th October,2000العدد:10253الطبعةالاولـيالثلاثاء 27 ,رجب 1421

الثقافية

هل تستطيع أن تكتب نهاية مناسبة لهذه القصة؟!
نعرض لكم هذا الأسبوع فكرة أخرى ضمن الأفكار المتعددة التي سبق ان طرحت عليكم ووجدت صدى طيبا، ولكن تختلف هذه الفكرة أنها سوف تشحذ هممكم وتجعلكم تدخلون في سباق مثير لتقديم الأفضل,, وحتى لا نطيل عليكم، نقول اختصاراً,, اننا سنعرض لكم قصة قصيرة بعنوان (أسئلة بأجنحة خفيفة) للقاص يوسف المحيميد,, وسنحجب عنكم خاتمة القصة,, والذي نريده منكم ان تكملوا نهاية القصة بالشكل الذي ترونه مناسبا,, وسوف ننشر كتاباتكم مجتمعة في حلقة واحدة.
أسئلة بأجنحة خفيفة
يوسف
داخل الإطار تفيض صورته بالابيض والاسود، وكأنه يطل من نافذة غرفته المحجوبة بوريقات الكينا الكثيفة، لم تتغير ملامح وجهه، العينان الغائرتان السوداوان، حاجباه المفرودان كجناحي نسر يوشك ان يحط فوق وكره، واستقامة أنفه، فقط ظهر له شارب شذبه بعناية، وفي ملامحه هدأة هائلة، كما عرفته، وديعا وعنيفا كالماء.
اشجار الكينا الضخمة تنمو في صدر البيت، وهو ينمو فوق عتبة الباب الصغيرة، كما الأشجار كان لا يتعارك مع صغار الحارة، لكنه يصدر هسيسا خافتا إذا ما كدره احدهم، هل كان ذاك الهسيس، كما الوريقات تهزها الريح، هو آخر شكواه؟
لحظة ان كان الصغار يرشقون بالحجارة والنبال عصافير الكينا، وهي تربك البيت بالضجة، كانت تتوقف، بغتة، عن ضجيجها، فتتوقف معها ضجة صدره الصغير، حيث تشخص عيناه، إلى ان تنقط العصافير الرمادية بالزقزقات بلاط ساحة البيت، فيرق.
بعد ان اغمضت عيني قليلا عن صورته المكسورة في صدر الصفحة، انفتحت نوافذ عديدة، اسلمتني إلى شوارع متسعة، وموحشة، في أعماق (عليشة) القديمة، حيث يتقافز كأرنب بري متوحش، وهو يصرخ في اوراق الجرائد إذ يلوب بها الهواء، يلمها بيديه الصغيرتين نحو صدره، ويطلق انينا عاليا يشبه انين حيوان مكبل، كلما باغتته ورقة بأن صفعها الهواء المشاغب، فتهادت قليلا إلى الامام كنت معه، أساعده بأن اقبض على كل الاوارق التي يعبث بها الهواء، بأن يتآمر عليها، ويأخذها نحو السماء.
صغيراً كان، عندما قالوا له إن الهواء اخذ أمه إلى الاعلى، لحظة ان بدأ يسأل عنها في النهار، ويبكيها في مساءات الشتاء الطويلة.
بعد ان شرح مدرس العلوم مكونات الطبيعة، طلب من احد تلاميذ الصف الامامي أن يعدها، فذكر له: الماء، والهواء، والتراب، لكنه نسي: النار, وقال التلميذ انه يكره النار، لان مدرسا يقول ذلك وتنقل المدرس بين التلاميذ، وكلهم يعلنون بثقة انهم يكرهون النار وقد اشار إلي في الصف الأخير، قلت: أنا أكره الهواء، لكنه لم يسألني: لماذا، ولم أقل أنا أيضا، بأنه رفع ملامح وجه أمه الأليفة، ويديها اللتين تدعكان ظهره بالماء، وتضمانه نحو مساحة صدرها ليلا، حتى بات الليالي التي تلت، يضمه نشيجه الخافت، وتهدهده صرصرة الحشرات الملتصقة بأغصان الكينا الضخمة.
فردتُ الجريدة من منتصفها، وجهه ما تغير، بعينيه الغائرتين قليلا، وحاجبيه المفرودين كجناحي نسر توقفا عن الخفق، وقد هم بالهبوط، إلى أين سيهبط؟ ولما لم اجد اجابة سريعة، قلت لنفسي سوف أقرأ قصته الجديدة:
عندما استيقظتُ هذا الصباح، لم انهض فزعا، كعادتي، بل تنبهت ببطء، وشعرت أنني مكدور تماماً وتعب، فتحسست عيني، ووجدتهما مبتلتين,, .
أقفلت الجريدة ثانية، وضمدت أذني بوسادة قطنية ثقيلة، كي لا أسمع شيئا، لكنني سمعته رغما عني وهو يكمل قصته بالبحة في صوته المتقطع و,,,,,.

أعلـىالصفحةرجوع




















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved