أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Tuesday 24th October,2000العدد:10253الطبعةالاولـيالثلاثاء 27 ,رجب 1421

القرية الالكترونية

لكي لا يخسر الجميع
مع قرب نهاية عامها الثاني,,من يعيد للإنترنت في المملكة هيبتها؟
كتب - فهد الزغيبي
يبدو أن أصوات ونداءات واقتراحات مستخدمي الانترنت في المملكة تنتهي في ادراج وهواء المكاتب وسلال النفايات. فمنذ أن بدأت الخدمة في المملكة والمشتركون يتذمرون منها ومن سوئها وكثرة مشاكلها ولسنا بحاجة الى ذكر اسباب هذا التذمر والاستياء اللامنتهي الذي يتوقع الكثير انه سيطول لفترة أخرى من الزمن. فها نحن نقترب من اكتمال العام الثاني منذ بدايتها والتحسن يكاد يكون ضعيفاً بالنسبة للامكانات المتوافرة لدينا التي من الصعب توافرها في أي مكان آخر من العالم. وهذا ما كان من المتوقع ان يحدث في ظل مجتمع نام لا يقدر ما تعنيه الانترنت حاله كحال الكثير من المجتمعات الاخرى وما تحتويه من فوائد فكثير من الناس يظن ان الانترنت اداة ترفيهية كالقنوات الف^ضائية والعاب الف^يديو ولكن بنظام وتقنية آخر. وبعض الناس يسمع بالانترنت كما يسمع بالقنبلة الذرية ولا يعلم ما هي والامثلة الأخرى كثيرة عن فكرة المجتمع عن الانترنت ولكن ليس هذا المجال لذكرها.
ولكي يسمع نداء المستخدمين للانترنت في المملكة يجب أولاً تفعيل مفهوم الانترنت في الوسائل الاعلامية المختلفة المرئية والمقروءة والمسموعة وليس كمساحات اعلانات ومواضيع مشاكل الانترنت ومواضيع أخرى يتم فيها تبادل الاتهامات بين الاطراف المعنية فيها. فعندما تصبح الانترنت مطلباً اجتماعياً وثقافياً وفكرياً وشعبياً لدى مختلف أفراد المجتمع السعودي بجميع طبقاته وفئاته في هذا الوقت بالذات فستنهض الانترنت من سباتها وتجاهلها من قبل مسؤولي شركة الاتصالات السعودية أو عن توفيرها والى أن نصل لهذا الوقت الذي نتمنى ألا يطول جداً.
وعندما يفهم المهني قبل الجامعي ما هي الانترنت وعندما يتغير مفهوم الانترنت في أوساط المستخدمين من مجرد محادثات ومعاكسات وصور ومواقع جنسية فاضحة الى اداة للعلم والمعرفة بجميع اشكالها عندها ستحدث النقلة المعلوماتية التي ستنقلنا من إحدى دول "العالم الثالث" الى مركز متقدم بين - أو على أقل تقدير- قريباً من مصاف الدول المتقدمة خصوصا اننا في هذا البلد العزيز نمتلك كافة الامكانات.
الطاسة ضايعة
والمشكلة المزمنة انه ليس هناك من يتحدث عنها بشكل صريح وموثق فكل المسؤولين عن هذه الخدمة يتجنبون الخوض في تفاصيلها الا اذا تعلق الأمر بالمال أو عند توفير امكانات جديدة واجتماعات تتلو الاجتماعات والمستخدمون "مكانك سر". فلماذا دائماً ما يصرح بان العيوب تقنية؟ في كل وقت تتعطل فيه الشبكة يتم الرد من خلال الصحافة والاعلام ان العيب تقني ومصنعي وتم اصلاحه وتذكرنا تلك الحالة بحال القنوات والنقل المباشر التي تعزو ضعف امكاناتها إلى "الخلل من المصدر".
ونتفاجأ كمستخدمين بتكرار ما حدث ليس مرة واحدة ولكن عدة مرات أو في بعض الأحيان يتم تبادل الاتهامات بين مدينة الملك عبدالعزيز وشركات الانترنت من جهة وشركة الاتصالات من جهة اخرى كما حدث في الاجتماع الاخير الذي عقد الاسبوع الماضي.والضحية دائما الطرف الاضعف وهم المستخدمون الضائعون -الذين لا يوجد لهم حتى جمعية خاصة بهم لتدافع عن حقوقهم ناهيك عن تثقيفهم وتدريبهم -بين الاثنين ولا يسعهم الا السكوت والترقب بأمل ان يكون هناك حد لهذه المعاناة المستمرة.
الأمن مفقود
هذا من ناحية أما من ناحية أخرى فهو مستوى الأمان في شبكتنا! اذ يتردد كثيراً بين مستخدمي الانترنت والخبراء في مجال الامن الشبكي وبعض الهاكرز ان شبكتنا لا ترتقي للمستوى المأمول من الأمان خصوصا بعد اصدار الجهات المسؤولة عن الانترنت وجرائمها بياناً تشدد فيه على أن اي موفر خدمة تستخدم خوادمه وأرقامه الشبكية الخاصة به بعمليات هجومية فسيتحمل جزءا من العقاب على تلك الجريمة وذلك بسبب تقاعسه عن تأمين شبكته. وفي الاجتماع الأخير في مدينة الملك عبدالعزيز بين المدينة وشركة الاتصالات من جهة وموفري الخدمة من جهة أخرى شددت المدينة على هذا الجانب كما تابعنا. فلماذا لا تهتم المدينة وشركة الاتصالات وموفرو الخدمة بآراء المستخدمين لعل فيها الفائدة والنفع وصفحات الصحف والمجلات مليئة بمئات الاقتراحات لحل هذه المشاكل " والذي يده في الماء ليس كمن يده في النار" كما يقول المثل. وفي اعتقاد الكثير من المستخدمين ان شركة الاتصالات لم تولي هذه الخدمة اهتماماً يذكر بسبب كثرة المشاكل لديها كمشاكل الجوال- منذ بدايته ولا يزال- ومشاكل توفير خطوط هاتفية للمناطق المختل^ة والاحياء المتعددة ولا نريد أن تكون الانترنت "القشة التي قصمت ظهر البعير" ولذلك فما رأيهم بمراجعة الاقتراحات المختلفة منذ بداية الخدمة الى وقتنا الحاضر ودراستها ورؤية امكانية الاستفادة منها او من بعضها ويمكن تضمين هذا الاقتراح من تلك الاقتراحات.
اقتراحات فهل من مجيب؟
من المعلوم أن من أسباب ضعف الخدمة لدينا خطوط الهاتف فلماذا لا يتم تخصيص خطوط هاتفية خاصة بالانترنت تكون ذات سرعة نقل عالية وكفاءة مثالية مطابقة للمعايير في الدول المتقدمة الأخرى كأمريكا وأوروبا ويكون هناك مقابل مادي لمثل هذه الخطوط الهاتفية. أي انه اذا اراد مستخدم ان يحصل على خط هاتفي من هذه النوعية فانه يتوجب عليه دفع رسوم تكون اعلى من الرسوم المتعارف عليها للخطوط العادية ولكن يجب ألا تكون مبالغا فيها كما هو الحال في تسعيرة دقيقة الاتصال بالانترنت لكي يضمن لها النجاح والتسويق بين المستخدمين. او يتم توفير اشتراكات عن طريق الاقمار الصناعية للمستخدمين ويكون الاشتراك فيها عن طريق الشركات الموفرة للخدمة بالمملكة وعن طريق شركة الاتصالات لكي لا يكون هناك ظلم للشركات حين تكون شركة الاتصالات الموفر لمثل هذه الخدمة ويكون الغرض من هذه الخدمة استقبالا فقط والارسال يكون عن طريق خط الهاتف لكي يتم التحكم من المدينة بالمواقع والاماكن المراد الوصول اليها. واذا لم تكن شركة الاتصالات راغبة بمثل هذه الاقتراحات فيمكن اعطاء الشركات الموفرة للخدمة الحرية في توفير مثل هذه الخدمة بطريقتها الخاصة وفق ضوابط معينة يتم الاتفاق عليها مسبقاً مع شركة الاتصالات ومدينة الملك عبدالعزيز ممثلة في وحدة خدمات الانترنت وتحفظ لجميع الاطراف حقوقها. وقد يكون من الاسهل استقطاب إحدى الشركات الكبرى الموفرة للخدمة حول العالم والمعروفة بخبرتها وباعها الطويل في هذا المجال كأمريكا أون لاين)AOL( او كمبوسيرف )COMPSERV( او اي تي اند تي)AT*T( وغيرها كثير والكل يعلم ان الشركات الموفرة للانترنت على مستوى العالم تتسابق للحصول على مثل هذه العقود وستكون هناك منافسة حامية فيما بينها للفوز بهذا العقد وبخاصة انها ستكون بوابة لها للدخول الى الانترنت في العالم العربي والخليجي على وجه الخصوص. كما يجب الاشارة الى ان شركة الاتصالات قد اعلنت في احدى الصحف السعودية مؤخرا عن رغبتها في استدراج عروض لمناقصة توفير محطات متناهية الصغر v.sat ولعلها تكون البداية الصحيحة.
وفي البداية والنهاية نحن المستفيدون من هذه الخطوة وبخاصة انها ستوفر الخدمة كما يريدها المستخدمون وليس كما تريدها الاتصالات كما ان تحول الشركة الى القطاع الخاص في الفترة المقبلة سيجعل للمساهمين احقية فرض القرار الأول والأخير في أي خطوة تقوم بها تلك الشركة والتحكم بالخدمة يكون من قبلهم. أما شركة الاتصالات فإنها لن تخسر بذلك فهي أولاً وأخيرا المحصل المالي الوحيد لفواتير الهاتف بصفتها الشركة الوحيدة للاتصالات في المملكة وبذلك حقها محفوظ منذ البداية. ويعتقد المشتركون ومستخدمو الانترنت في المملكة انه يجب ان يحصلوا على مقابل مجز ومشابه لما يدفعونه من اموال لهذه الخدمة وبالتأكيد انه عند ارتقاء مستوى الخدمة فانه سيرتفع عدد المشتركين وسيزداد الدخل المادي لها وستستفيد جميع الاطراف.
خسارة للجميع
أما على حال الانترنت الآن فان الخاسر الوحيد هم المستخدمون المغلوب على أمرهم الذين لا يستطيعون توفير الخدمة الا من خلال شركة الاتصالات وبالتأكيد الشركات الموفرة للخدمة ليس بيدها خيارات كثيرة فهي بالأول والأخير مجرد موصل للخدمة كموصل الاطعمة)DELVIRY BOY( من المطاعم للمنازل فهي ليست مسؤولة عن جودة الخدمة كما ان عامل التوصيل ليس مسؤولاً عن مذاق الطعام ولكنها مسؤولة بشكل آخر عن مستوى معين من الخدمة كما يكون عامل التوصيل مسؤولاً عن برودة وحرارة الطعام وسبب تأخيره.
ولا نستطيع ان نقول في النهاية لأن نهاية هذا الموضوع صعبة للغاية في الوقت الحاضر وسيكتب فيه الكثير في المستقبل كما كتب فيه الكثير في السابق وهو موضوع يومي يتم تداوله في كل أحاديث ومجالس المهتمين بالانترنت لدينا والجميع على علم أنه سيتم تدواله ايضا لفترة أخرى قادمة حتى يتم وضع حد وحل لهذه المشكلة والى أن يحين ذلك الوقت سيواصل المستخدمون الحديث والتعبير عن ارائهم ومقترحاتهم بكل طريقة ولعل اخطرها حينما يكون التعبير في منتديات الانترنت المفتوحة التي ستساهم في اعطاء صورة غير حقيقية عن مقدرات ومكتسبات الوطن.
ويسعد القرية الالكترونية تلقي تعقيباتكم واقتراحاتكم على هذا الموضوع على البريد الالكتروني التالي:
EVILLAGE@SUHUF.NET.SA

أعلـىالصفحةرجوع




















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved