أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Tuesday 24th October,2000العدد:10253الطبعةالاولـيالثلاثاء 27 ,رجب 1421

الاخيــرة

يا أبطال الحجارة لكم في الجزائر أسوة
عبدالله بن عبدالعزيز بن إدريس
قضت حكمة الله منذ الأزل ألا يتحقق لأمة من الأمم النصر على أعدائها، والسيادة الحرة الكاملة على بلادها، والمجد التليد لتاريخها، والمهابة لها في نفوس أعدائها - إلا إذا هي ضحت في سبيل ذلك بكثير مما تملكه من مقومات حياتها الدنيوية من كل غالٍ ونفيس، وأعلاها وأغلاها التضحية بالروح في سبيل الحق والعدل، وتفجير شلالات دمائها غزيرة تسقي بها شجرة مجدها وعزتها وخلودها.
لقد عانت أمتنا العربية من أعداء الإسلام في كل زمان ومكان ما لم تعانه أمة غيرها عبر التاريخ المستمر,, وما ذلك إلا بعد ان انحرفت أمتنا عن جادة الإسلام الصحيح,, بين مقلٍّ في هذا الانحراف ومستكثر، وسوف تستمر معاناتها إلى يوم القيامة، ما لم تُعِد صياغة حياتها وفق ما جاء به القرآن الكريم والسنة النبوية نظرياً وتطبيقياً مع الأخذ بكل أسباب الحضارة والرقي النهضوي.
***
يقف العرب اليوم وبعد انتهاء القمة العربية الاستثنائية وخلفهم المسلمون في العالم على مفترق الطرق بين السلم والحرب مع اليهود، بين الحق والباطل، بين الإسلام والكفر.
وإذا كان اليهود ومن خلفهم النصارى في شبه حرب معلنة على الإسلام والمسلمين في هذه الأيام كما في أزمنة ماضية فإن انتفاضة الأقصى الحالية، والتضحيات الجسام التي يبذلها رماة الحجارة من أطفال وشباب فلسطين دفاعاً عن مقدساتهم وعن كرامتهم، سوف تتحول هذه الانتفاضة إذا ما صيغت روحياً، إلى حرب جهادية,, رغم عدم التكافؤ بينهم وبين اليهود ولو بنسبة واحد في الألف.
فأي الفريقين أحق بالأمن إن كنتم تعلمون , وما تؤديه هذه الانتفاضة المباركة، شرط استمرارها وتصاعدها، سيكون بداية تحرير الوطن الفلسطيني المغتصب والمقدسات الإسلامية المحتلة.
إن هذه الانتفاضة، والتي لم يجد لها العالم في جميع لغاته أي مرادف تترجم إليه، فاستعملها بلغتها العربية انتفاضة لهي بشير خير للفلسطينيين خاصة وللعرب عامة,,ونذير شؤم لليهود ومن يساندهم، بإذن الله.
وإلا فهل أحد منكم قرأ أو سمع عبر التاريخ البشري أن شعباً أعزل من كل سلاح إلا سلاح إيمانه بالله ثم بعدالة ما ينتفض ويثور من أجله قد صارع جيشاً من أقوى الجيوش سلاحاً في العالم، بمقلاعِه أو بنبّاطته غير الشعب الفلسطيني,,؟ فلله درُّ أطفاله وشبابه الذين مثلوا الشجاعة في أعلى وأجلِّ مظاهرها.
لذلك فهم يستحقون منا نحن إخوانهم من عرب ومسلمين أن نقف إلى جانبهم بالنفس والدم والمال,, كلٌّ وفق ظروفه وقدراته الحياتية.
ولقد أعلن صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز ولي العهد في مؤتمر القمة أمس الأول انشاء صندوقين لدعم الانتفاضة، ولحماية القدس، بمبلغ مليار دولار تتحمل المملكة منه 250 مليون دولار,, وكفالة 1000 ألف أسرة فلسطينية من أسر الشهداء على حساب الملك فهد جزاه الله خيراً.
لقد كانت هذه الوقفة السعودية العظيمة أكبر وأبرز حدث في مؤتمر القمة باعتراف الجميع على حدِّ تعبير (الصوالحة نائب وزير الخارجية الإسرائيلي) في تصريح شفوي سمعته من إذاعة إم بي سي, كما أشاد بهذه الوقفة السخية الرئيس السوداني عمر البشير في كلمته التي ألقاها بعد كلمة الأمير عبدالله، وقال البشير إن المملكة العربية السعودية معروفة بأريحياتها ومبادراتها الخيّرة الكثيرة,, .
الشجاعة العربية، والجبن اليهودي
إن أبطال الانتفاضة ليمثلون ظاهرة جديدة غير مسبوقة في التاريخ، ولعلها أول حرب من نوعها في التاريخ حيث لا نسبة في التكافؤ بين الحجر الفلسطيني والصاروخ اليهودي أو الدبابة والرشاش.
إن الله قد كتب الذلَّ والخوف والذعر في النفس اليهودية منذ قديم الزمان، وأثبتها الله جلَّ وعلا في كتابه العزيز بقوله: لا يقاتلونكم جميعاً إلا في قرىً محصنة أو من وراء جُدُر بأسهم بينهم شديد تحسبهم جميعاً وقلوبهم شتى سورة الحشر الآية 14، إنهم أجبن وأذلُّ من أن يواجهوا العربي وجهاً لوجه، لذلك فهم لا يحاربون إلا من خلف التحصينات القوية كالدبابات والمدرعات ونحوها.
أما السلاح الأبيض كالسيوف والرماح والخناجر ونحوها من الأسلحة القديمة التي لا تفعل شيئاً إلا في المواجهة المكشوفة، فهم على هذا الوضع لا يجرؤون، ونتحداهم أن يبارزوا العرب مواجهة بسلاح متكافئ ليتضح ذلَّهم وذعرهم وارتعادهم، أمام العالم الذي ما زال بعضهم مخدوعاً بأسطورة الجيش الذي لا يُهزم.
***
وبعد: فإن المطلوب من الشعب الفلسطيني أن يواصل كفاحه ونضاله من أجل تحرير بلاده ومقدساته، وعليه ألا يستكثر ما يسقط من شهدائه حتى ولو بلغوا عشرات الآلاف، وله قدوة حسنة بالشعب الجزائري الذي كافح وحارب فرنسا إحدى الدول الأوروبية الكبرى بجيشها الجرّار وعتادها المتطور بينما المقاتل الجزائري لا يملك إلا بندقية أو قنبلة يدوية، ومع ذلك داوم كفاحه وسقط من شهدائه أكثر من مليون ونصف المليون,, فهل يستكثر الشعب الفلسطيني لو ضحّى بعُشر ما ضحّى به الجزائريون؟ كُتب عليكم القتال وهو كره لكم، وعسى أن تكرهوا شيئاً وهو خيرٌ لكم، وعسى أن تحبوا شيئاً وهو شرٌّ لكم، والله يعلم وأنتم لا تعلمون , سورة البقرة الآية 216

أعلـىالصفحةرجوع




















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved