أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Tuesday 24th October,2000العدد:10253الطبعةالاولـيالثلاثاء 27 ,رجب 1421

القوى العاملة

من المحرر
دكترة المناصب (2/2)!!
عمرو بن عبدالعزيز الماضي
عندما تناولت موضوع دكترة المناصب في الأجهزة الحكومية وسعي المسؤولين من الوزراء في الأجهزة الحكومية لاستقطاب الكوادر المؤهلة ممن يحملون درجة الدكتوراه لشغل الوظائف القيادية تلقيت أكثر من مكالمة هاتفية، وأكثر من تعليق بين مؤيد لما طرحته وبين معارض ولإيضاح ما تناولته لمن لم يطلع على المقالة السابقة فقد اقترحت عدم الزج بمن يحملون درجة الدكتوراه في المناصب القيادية في الادارات الحكومية لكون المؤهل العلمي لا يعطي تأشيرة المرور والنجاح في العمل الاداري، وكم من منصب بقى شاغراً إدارياً بسبب إقحام شخص مؤهل يفتقد الى مقومات القيادة والتخطيط!!.
فالقيادة خصائص يتصف بها الشخص ويطورها بالعلم والدراسة ولكن لا يمكن أن تصنع لمجرد الحصول على مؤهل علمي عال!!.
الغريب في الأمر أن أكثر الذين ايدوا ما ذهبت إليه كانوا ممن يحملون درجة الدكتوراه فقد كانوا أكثر موضوعية، وأكثر ملامسة لهذا الموضوع الهام.
وأجزم أن الادارة والنجاح في هذا المجال لا يرتبط بالشهادة العلمية فكثير ممن يحملون درجة الدكتوراه حققوا نجاحات كبيرة في مجال أعمالهم وتخصصاتهم في البحث والدراسة وبمجرد أن أوكلت لهم المسؤولية القيادية اصبح البعض منهم يدور في حلقة مفرغة، رغم أن طابع العمل جاء مرتبا وعلميا وفق قواعد ثابتة ونظريات معروفة إلا أن النظريات لا يمكن أن تؤكِّل عيش كما في المثل الشعبي عندما يتعلق الأمر باصدار قرار إداري مناسب أو الموافقة على خطة تنفيذية للعمل، أو تبني استراتيجية تخطيطية لها جوانبها المتعددة التي تحتاج الى متابعة وتوجيه وممارسة اتخاذ القرار في الوقت المناسب وبالأسلوب المناسب!!.
إن شخصية المسؤول الإداري لها تأثيرها الكبير على العمل وجوانبه والبعض ممن يحملون درجة الدكتوراه ويتولون المسؤولية الاشرافية يفتقدون الى الشخصية القيادية فترى الواحد منهم يحيل الموضوع من لجنة الى لجنة ومن دراسة الى أخرى ومن استبيان الى استبيان تلافيا الى تحمل مسؤولية اتخاذ القرار الاداري وما سينتج عن هذا القرار من نتائج وافرازات!! والبعض منهم يحاول تطبيق آرائه وتصوراته التنظيرية في أمور لا تمت الى واقع العمل الفعلي بصلة!!
وقد أبلغني أكثر من شخص بأن أكثر من دكتور أضحى عائقا في تطوير العمل، وأصبحت الأمور تأخذ طابع البيروقراطية المملة في اتخاذ القرار حيث يتبع بعض هؤلاء نظرية ماكس فيبر في الادارة التي يمكن تلخيصها بأن العمل لا بد أن يمر بخطوات طويلة حتى يحقق النجاح المطلوب فالعمل الذي يمر بخطوات طويلة من البحث والتقصي والدراسة يصدر بأقل قدر من الأخطاء!!.
وصاحبنا ماكس عندما أصدر هذه النظرية كان على قناعة تامة بما قال!!.
إلا أنها تبقى نظرية وهناك فرق كبير بين التنظير والواقع، مثل الفرق الحاصل من أن تكون أستاذاً أو تكون مديراً .
نحن في زمن يتطور كل ساعة وكل دقيقة وجماعة صاحبنا ماكس يمكن أن ينجح أسلوبهم في أي عمل لا يحتاج الى السرعة وليس في الواجهة!! أو في أي إدارة لا يرتبط عملها بالزمن والوقت والظروف، ولكنه يعتبر كارثة فيما لو حدث ذلك في إدارة أو عمل يرتبط بالزمن ويؤثر فيه، ويتأثر فأستاذ الجامعة الذي توكل له مسؤولية ادارية كثيرا ما يتأثر بأسلوب المدرس والطالب، والتلقين، والتعامل مع كافة الظروف من هذا المنطلق!!.
وكم من موضوع بقي في أخذ ورد وأحيل من لجنة الى لجنة ومن وقت الى آخر وفي النهاية أصيب المختصون وأعضاء اللجنة بالملل وأصيب صاحب الاقتراح بالاحباط ووعد نفسه بأنه لن يكرر حالة الابداع والحماس لأنه يعرف مسبقا أن الأمر سيكون مصيره الحفظ، أو تصدر الدراسة بسبب التأجيل أو القرار في وقت أو زمن لا يتلاءم مع حيثيات القرار مما يؤدي الى مشكلة!!.
أشكر جميع الذين عقبوا على هذا الموضوع الهام، واتمنى لجميع أعزائي الدكاترة ألا يفهمون أنني ضد توليهم المسؤولية الاشرافية ولكن أتمنى أن يفهم البعض أن المسؤولية الوظيفية لا يمكن أن تفصل على اصحاب المؤهلات العليا وانما لكل فريق العمل سواء من كان يحمل هذا المؤهل أو من لا يتوفر لديه، فالانسان الناجح يمكن أن يكون دكتورا ويمكن الا يكون وهناك العشرات من الدكاترة حققوا النجاح تلو النجاح وهناك العشرات من غير الدكاترة حققوا نفس النجاح فقط ما يجب أن ينظر اليه المسؤول في أي جهاز حكومي هو مصلحة العمل بالدرجة الأولى، وكيف يمكن أن يصل الى النجاح في الجهاز الذي يشرف عليه سواء من خلال الدكاترة أو من غيرهم,, ولكن لا يمكن أن يكون الدكتور هو الهدف لكي يتحقق النجاح ليقول الآخرون أن ذلك المشرف دكتورا فقد يبقى الدكتور عائقا للتطوير والعمل وتبقى توجيهاته مجرد تنظير في تنظير لا يمت للعمل بصلة، وقد حدثت حالات كثيرة في العديد من الأجهزة الحكومية لم يحقق فيها الدكاترة النجاح المطلوب فشربت تلك الأجهزة ذلك المقلب لأنها أرادت أن تستعين بدكتور ظنا منها بأنه سيعالج جوانب الخلل الإداري ويدفع بالعمل الى التطور فجاءت النتائج على عكس المتوقع فشغل الدكتور الوظيفة وأشغل الناس معه فلا تطور العمل ولا ترك الدكتور الوظيفة.
AAMM9@hotmail.com

أعلـىالصفحةرجوع




















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved