أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Tuesday 24th October,2000العدد:10253الطبعةالاولـيالثلاثاء 27 ,رجب 1421

عزيزتـي الجزيرة

الرؤية التربوية الصحيحة تذلل العقبات أمام المراهق
كثيراً ما يطرح في صحافتنا المحلية العديد من قضايا الشباب التي تتعلق ببعض الظواهر السلبية ويتطرق إليها بصورة انتقادية ساخرة، وهذا لاينبغي كونه يجعلنا نرى ونشاهد إخواننا الشباب عن قرب بمنظار التذمر والتشاؤم والسخرية في ساحة يفترض انها تعالج وتناصح وترشد وتدل أولئك الشباب إلى سبل النفع والخير.
إن قضية التهميش المطلقة مرفوضة وفق المنظور الديني الذي يحتم علينا التناصح والتذكير ويأمرنا أن نأمر بالمعروف وننهى عن المنكر بلين من الجانب وبالأسلوب الأمثل وما خيريتنا بين الأمم إلا بذلك.
إن مواضيع وأطروحات القضايا الاجتماعية التي لا تضع الحلول ولا تدعو إلى الدراسات المستفيضة والجادة أرى أنها منقوصة وغير صالحة للتداول من خلال النشر الإعلامي, لأنها تحيد عن الموضوعية الجادة وتفتقر إلى مقومات الأساليب التربوية والتوجيهية ويعود ذلك إلى عدة أسباب منها:
1 - سطحية التناول لدى البعض.
2 - عدم المامهم ببعض الدراسات النفسية والاجتماعية.
3 - عدم تقديرهم لحساسية تلك المراحل في حياة الشباب المراهق.
4 - نشوء وظهور تلك الاطروحات عن غضب جراء تصرفات المراهقين, و هذا الغضب قد يكون دافعاً أول وراء الكتابة.
وهو أحد أسباب فشل تلك الأطروحات لأن الكاتب حينها لا يرى إلا الزلل والخطيئة ويعكس الينا الظاهرة (بضجر الثائر) من خلال اندفاعات داخلية تعكس رفضة القاطع لتلك الحالات فيفاقم الوضع لدينا وكأن لاعلاج له البتة, ومع ذلك لانعفيهم إطلاقاً عند الطرح من مناقشة القضايا الاجتماعية بكل هدوء وسكينة ومن جميع جوانبها السلبية والإيجابية واجتثاث كامل جذورها السلبية والسيئة وتأييد ومناصرة ومؤازرة الجوانب الجيدة منها ودفعها إلى دائرة الضوء بأبعاده الثلاثة المقروء منه والمسموع والمرئي للاستفادة منه والاقتداء فيه، وإلا فإنا نرجو مخلصين عدم الخوض في مضامير هي أشد حاجة إلى التوجيه التربوي الجيد والمتخصص بعيداً عن الاجتهادات العاصفة التي لاتبقى ولاتذر.
إن هذه الفئة من الشباب وهي في هذه المرحلة بالذات (المراهقة) بحاجة إلى طرق وأساليب تربوية بحتة بعيداً عن العصبية والغضب من قبل متخصصين في هذا المجال أو حتى متمكنين من الأساليب التربوية والتوجيهية لوضع الاساس والدراسات التي تستقصي حالات وحقائق تلك الظواهر السيئة والدخيلة في صفوف شبابنا لنعالج ولو بعضاً منها والتي غالباً ما تنتج عن اندفاعات التباهي ورغبة البروز وإثبات الذات في كثير من التصرفات الطائشة.
إن التمادي والسكوت من قبل المتخصصين أومحاولة الطرح بأسلوب فظ من قبل المجتهدين قد يؤدي إلى تفاقم المشكلة وقد يقود الشباب إلى مزالق أشد خطراً وأعظم نقمة لاسيما أننا نعلم خطر تلك النوازع.
وللعلم والفائدة يجب ألا نعيب تلك الظواهر قبل ان نعرف سبب تأصيلها في نفوس الشباب وما هو الدافع وراء تلك وهل هو حب التقليد الأعمى أو هي نشأت عن القسوة أو الإهمال واللامبالاة في التوجيه والتربية, وذلك من خلال الدراسات والبحوث الميدانية التي يجب ان تحتوي على المصارحة والبوح بالاسرار والحقائق وفق استبيان يضم كافة البيانات الشخصية والمعلومات الأسرية وحتى المحيط الاجتماعي الخارجي وكذلك علاقات الشاب المراهق الشخصية داخل الاسرة وخارجها كمدخل أول لمعرفة الاسباب الرئيسة وراء تلك الظواهر التي نستطيع أن نصف البعض منها بالظاهرة السيئة كظاهرة التدخين أو نصف البعض الآخر بالفوضى المتعدية كظاهرة رفع اصوات المسجلات في الشوارع العامة بموسيقى غربية صاخبة أو ضرب أبواق السيارات باصوات مزعجة لاستدعاء زملائهم من المساكن, وغيرها نستطيع أن نصفه بالتخبطات العشوائية المفرطة كظاهرة السرعة الجنونية أو ظاهرة ارتداء ملابس ذات طابع غربي بحت أو ظاهرة وضع نقوش وأوشمة على الصدر والأذرع أو ظاهرة حلاقة الرأس بطرق مخالفة وشاذة عن المعتاد,, والتفريط في الأمور يأتي على صورتين.
الصورة الأولى: تفريط في الأخلاق والعادات والتقاليد وهذا التفريط يترتب عليه طمس للمعالم والمحاسن الإنسانية الجيدة والغايات النبيلة والمقاصد العالية.
الصورة الثانية: تفريط في الأنفس والممتلكات ويترتب عليه هدر للأرواح والأموال نتيجة طيش أو نازع شيطاني في لحظة نزوة, والظواهر السيئة لاشك أنها تزعجنا كثيرا إلا أنه ليس لنا منها انفكاك سوى بمعالجتها بطرق تربوية صحيحة كي نضمن عدم تسربها إلى بقية شبابنا العزيز سواء بحكم الاختلاط ببعضهم البعض أو بطريقة التقليد بدافع الإعجاب، فيما يجب علينا كمربين أو موجهين أن نميز بين الظاهرة السيئة والنوازع الرجولية المبكرة حتى لا نهدم شخصية فرد منتظرة, فعندما يغضب ويصرخ مراهق في وجه رجل يكبره سنا وعقلا لأي توجيه أو إرشاد قاس لا يعني ذلك أنها ظاهرة سيئة أو أنه فوضوي وعشوائي الانفعالات ولكن ملكات التلطف والوداعة يرى فيها نوعا من الذلة والخنوع ولهذا نجد قوة الشخصية وصلابة المبدأ تمتزج بصلف ثائر أو غضب جامح وجارف وهذا الفرد بهذا السلوك قد يكون خاطئاً، ولكن يجب ألا نصنف هذا السلوك (بالظاهرة السيئة) ففي المقارنة مع غيره نجد أنه افضل بكثير وخصوصا عندما نقيس ذلك بميزان علم النفس والمبرر لذلك أن الشخصية الضعيفة المتذبذبة المتراجعة في الكثير من القرارات هي التي في واقعها لاتعرف التعايش والمشاركة وهذا النوع من الأفراد يعد (فاشلاً اجتماعياً) كما يعرف في علم النفس وهو بحاجة إلى علاج قد يطول إلى سنوات ناهيك عن تزهيد الدين الحنيف في مثل هذه النوعية (فالمؤمن القوي خير من المؤمن الضعيف),,.
ومن حيث المنطق نجد أن التعايش والمشاركة مع الغير يعد ممارسة للحقوق وتأدية للواجبات وإن كانت تختلف عن طرق واساليب الراشدين فالفترة العمرية (المراهقة) هي التي جعلت هذا الاختلال الطفيف وهذه الشخصية نجدها تتطور سريعاً وتتحسن إلى الأفضل وتتغلب على العقبات التي تعترضها وتتوافق بتكيف مع من حولها أثناء التدرج في سلم العمر والسير بمدارج الحياة, ونقيس الموقف اعلاه على الكثير من تصرفات الشباب التي يرى النصح والإرشاد فيها انتقاصاً من شخصيته العالية وخصوصاً إذا كانت تلك النصائح والإرشادات تميل إلى الزجر أو تقترب إلى السخرية فهي مرفوضة لديهم على الإطلاق,.
ولكي نسايرهم في هذه الفترة العمرية الحرجة في حياتهم لابد لنا ان نتعايش معهم بطرق سلسة تضمن لنا عدم تمرد هذا الكائن وعلينا تشجيع البحوث والدراسات التي تعالج سلبيات الشباب والتي في واقعها تنعكس على الجميع وخصوصاً دور التربية التي نلقي عليها العبء بكل ثقل كونها أماكن متخصصة ترى تلك الحالات والظواهر من خلال واقعها المعاش في المجتمع الطلابي وتضافر الجهود والمشاركة من قبل أولياء الأمور والدعاة في غرس المفاهيم الدينية والتربوية لدى الشباب وتعميق مفهوم الأصالة والاعتزاز مع المحافظة على الشخصية الإسلامية الفذة.
وأخيراً أدعو الله أن يوفق الجميع ويعين الراعي ويهدي الرعية,والسلام عليكم.
عوضه علي الزهراني
الرياض

أعلـىالصفحةرجوع




















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved