أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Thursday 26th October,2000العدد:10255الطبعةالاولـيالخميس 29 ,رجب 1421

المجتمـع

الأحاديث تتركز بعيداً عن الدراسة
مجلس الأمهات في المدارس فرصة للالتقاء بالصديقات والجارات
الأمهات لايرضين بإهانة بناتهن وأمهاتهن
*استطلاع: شيخة العبدالهادي
كثيراً مايدور الحديث في المجالس النسائية الخاصة عن مجالس الامهات ويزيد الجدل بينهن حول مشكلاته واهميته وغير ذلك واحياناً يتواعدن للالتقاء فيه وتبادل الحديث عن امور لاتبت للدراسة بصلة.
في هذا التحقيق نتلمس الوضع عن كثب ونضع النقاط على الحروف، نتحدث مع الطالبات ثم الامهات فالمدرسة ثم نختتم التحقيق بحوار مفصل مع الاستاذة خولة عبدالعزيز الربيعة مديرة مكتب الاشراف التربوي بالمنطقة الشرقية نعرض فيه بعض مشكلات المجلس ونقف على اهدافه.
فإلى الطالبات محور هذا كله وماذا يقلن.
صراحة متناهية
في البداية تقول الطالبة هند ر,س, بكل صراحة ودون ذكر اسماء لا أحب ان تحضر أمي في المجلس لاني مقصرة في المدرسة اما بالنسبة لامي فهي لاتهتم لذلك ولها لاكثير من المشاغل واخوتي كثيرون ودائماً تقول لي اعتمدي على نفسك.
يبن مؤيدة ومعارضة
كما قالت احدى الطالبات في المرحلة الثانوية عندما سألناها عما اذا كانت ترغب في حضور والدتها لمجلس الامهات ضحكت بصوت عال انني تخرجت من المرحلة الابتدائية منذ وقت طويل ولم اعد بحاجة الى المراقبة فقد كبرت واصبحت انسانة مسؤولة عن تصرفاتي وهذا لايعني أنني الغي دور والدتي ولكني عندما ارى المجالس التي تعقد عندنا في المدرسة وارى الحضور لتأكد من صحة وجهة نظري وانه من العبث عقدها في المرحلة الثانوية والتقرير الشهري يؤدي الغرض وما اجده فيه من تغير واناقش فيه المعلمة بنفسي.
اما الطالبة موضي محمد بديعان فتقول: ان من حفظ الامانة ايصال بطاقات الدعوة للامهات وليس عيباً ان تحضر والدتي فانا اخجل ان اقف امام معلمتي واناقشها في درجاتي واجد ان امي هي افضل من يقوم بهذه المهمة بعد ان افهمها كل شيء تبدأ هي في النقاش مع المعلمات والجدل معهن احياناً اما بالنسبة لامي فترحب بالحضور وترى انه امر ضروري وهذا ما اعتدت عليه منذ المرحلة الابتدائية.
تواصل مستمر وتفوق دائم
حنين مصطفى ايضا في المرحلة الثانوية تسعد كثيراً بحضور والدتها للمجلس حيث قالت: كم اشعر بالفخر عندما تثني علي المعلمة عند والدتي وامي كذلك اما ابي فلا يحرمني من عطفه ومن هدية قيمة كما انه دائماً مايحضر والدتي الى المدرسة حتى في غير المجالس للسؤال عني من دون علمي مع ذلك فالنتيجة مشرفة دائماً.
أحاديث لافائدة منها
ام هدى محمد نغيمش ام لطالبة فتقول: مجالس الامهات غالباً يكون هناك استقبال ولايوجد مستقبلون فالمعلمات يجتمعن مع بعض امهات الطالبات المعلمات امثالهن ويأخذن في الحديث والسوالف والامهات بدورهن يتحلقن ويسولفن وعندما يبدأ الحفل بكلمة المديرة المعتادة يبدأ الحديث وتعم الفوضى في المكان والحمد لله ابنتي من المتفوقات ولكن مجالس الامهات تفقد التنظيم الجيد وتشير احدى امهات ام اسيل قائلة ان معظم الامهات يحضرن الى مجالس الامهات عندما تكبر ابنتهن وهذا خطأ ولايعني حضور مجلس الامهات عدم الثقة في الفتاة ولكن من تمام الامومة السؤال عن الابنة خارج المنزل ومراقبة سلوكها من خلال ماتلحظه المعلمة ويجب على الام ان تعي بان المدرسة دار للتربية وليس للتعليم فقط ووجود الترابط بين البيت والمدرسة يعني للطالبة الشيء الكثير فهي تقضي معظم وقتها في المدرسة اي ان حياتها اليومية في المدرسة اكثر منها في المنزل الذي يجب ان نعلم مجمل السلوكيات التربوية والتعليمية التي تتلقاها الطالبة في هذه الفترة.
المدرسة لاتتقبل النقاش
ام منيرة الهاجري في المرحلة الابتدائية شهدت بالجهود التي تبذل من اجل انجاحه ولكنها ترى ان المعلمات يرفضن النقاش معهن عما يتعلق بتحسن سلوكهن مع بناتنا ومديرة المدرسة تقف الى صفهن دائماً فبعد الالحاح علينا بالحضور لايتقبلن منا مانقول ويتهمننا بالتقصير وهذا مايجعلنا نحرص على الحضور الى المجلس في المرات القادمة.
ترى ام طالبة في المرحة المتوسطة ان الام التي تحرص على الاصلاح من مستوى ابنتها الدراسي تحرص على الحضور وان كانت ابنتها من المتفوقات فبحضورها تحافظ على تفوق ابنتها كما ان المجلس لن يحقق اهدافه اذا لم يكن هناك افكار وعلاج للسلبيات التي تناقش في المجلس فعند بداية الاجتماع شكر وثناء في الكلمة الملقاة للحضور ثم يبدأ بالخروج عن اهدافه المتعارف عليها، وقلة هي المدارس التي تخرج من المجلس بنتائج مثمرة فالمجهود الذي تبذله المدرسة في التكلف في الحفل المسرحي والضيافة لابد ان تصل بعد ذلك الى مبتغى المجتمع.
كسل وانشغال
ام بدرية الهاشم ان المدارس الاهلية تعتني بهذه الناحية حيث تقول: الامهات غالباً ماتكون لهن مشاغلهن الخاصة وليس محصورة على ابنة واحدة في مرحلة معينة او متفرغة دائماً لحضور المجالس فيجب لايقتصر على الحضور فقط وتكتفي المدرسة بالاتصال الهاتفي حيث تتصل الام بالمدرسة بعد ذلك تناقش ملاحظات المعلمات مع ابنتها في المنزل، قد لاتكون هذه الوسيلة مجدية تماماً ولكنها تفي بالغرض يمكن تخصيص ساعة معينة في يوم معين للإجابة على تساؤلات الامهات الهاتفية في اكثر من خط هاتفي وتريح المدرسة نفسها من تلك الاحتفالات والتجمعات.
فترة,, مسائية
وترى زينب جوهر طالب مديرة الثانوية الاولى بالدمام ان ابرز النقاط التي تطرح في المجالس هي: ضرورة ترابط المنزل بالمدرسة يأتي على رأس كل اجتماع فبالتواصل يكمل كل منا الاخر في تحقيق المنفعة للطالبة والتي هي محور النقاش من جميع النواحي التي تتعلق بها اما بالنسبة لاستجابة الامهات لحضور المجلس فهي نسبة قليلة جداً من 15 20% وقالت: وهذا اقرب مايكون للانقطاع منه للتواصل حيث لايحضر إلا امهات الطالبات الممتازات وتبقى الفئة المحتاجة للمتابعة لاتحضر فتبقى المشكلة قائمة وغالباً ماتكون الاسباب اما متعلقة بظروف الام عدم إيصال الطالبة بطاقة الدعوة للام وعالجنا هذه المشكلة بالاتصال المباشر بالام من مصلحة ابنتها مع اننا نقوم بالاستعداد التام لاستقبالهن على قدر المستطاع وتكون النتيجة في النهاية عدم وصول الهدف المرجو من عقد المجلس وهنا اقترح عقد المجلس في فترة مسائية حيث نقطع على الامهات الكثير من الاعذار ونصل الى نتيجة لا بأس بها.
أسباب الفوضى
وتؤكد المعلمة زينب ان وجود الفوضى يرجع لعدة أسباب وقالت: كون المعلمات مشغولات بحصصهن، نعود مرة اخرى للزمن وهذا مايطالب به كثير من الامهات وكذلك عدم وجود مكان مخصص في المدارس الحكومية لعقد مجالس الامهات او حتى الندوات، اضف الى ذلك ان مديرة المدرسة تنصت للامهات ثم اقف على هذه المشكلة واتتبعها بعد التحقيق من كون هذه الشكوى حقيقة ثم اتأكد من مستوى الطالبة الدراسي فإذا وجدت على المعلمة مأخذا حذرتها من مغبة ذلك ووضحت لها ماقد تجهله فالمعلمة مربية قبل ذلك ووجهتها الى تحسين اسلوب تعاملها مع الطالبات ثم ابلغ والدة الطالبة بذلك واما اذا كانت الشكوى كيدية وهذا مايحصل كثيرا فنوضح للام أخطاءها امام الطالبة والمعلمة وكثيراً ماتأتي امهات يعتذرن من اخطائهن.
وتشير معلمة مادة الكيمياء مريم العزاز من نفس المدرسة الى ان الحرص يأتي من الطالبة اولاً إذا كانت لديها نسبة من الإهمال اما عندما ينقطع الحرص من جانب الام والطالبة وستكون النتيجة سلبية حتما وتظل المشكلة بلا علاج.
وتواصل حديثها قائلة: واما حول معالجة الاتهام الموجه من بعض الامهات للمعلمة وانها سبب تدني مستوى الطالبة فتتعلق مصداقية ذلك بشخصية المعلمة التي تهتم لمشاعر الطالبات وتراعي الفوارق الشخصية بين الطالبات قدر الامكان وبالنسبة لي في هذه الحالة اهدي الام بعد ان استمع اليها وتستعين بالمشرفة الاجتماعية اذا لزم الامر واعطي الطالبة الفرصة لتثبت لي مستواها الحقيقي وعلى الام تفهم الامر بوضوح اكثر وتعلم ان المعلمة لاهدف لها الا مصلحة الطالبة، وقد حدث وان شكت احدى الطالبات من ان امها تلزمها بالقيام بالكثير من الاعمال المنزلية حيث لاتستطيع هذه الطالبة التفرغ للواجبات المدرسية الا في وقت متأخر مما يعرضها للاهمال والنسيان وعند حضور الام وطرح المشكلة ومناقشتها اتضح ان المنزل به خادمة وان الام توفر جميع اسباب الراحة لابنتها ولم تكلفها يوماً بشيء يحول بينها وبين دراستها وقد تفاجأت الام بتدني مستوى ابنتها الدراسي.
ربط البيت بالمدرسة
كما التقينا مديرة مكتب الإشراف التربوي بالمنطقة الشرقية خولة الربيعة فقالت: ان الهدف من اجتماعات مجالس الامهات تدعم الربط بين البيت والمدرسة من خلال مايلي:
اطلاع الامهات على مستوى تحصيل بناتهن وسير الدراسة والنظم المدرسية والاختبارات وغيرها.
وبث الوعي الديني والاجتماعي والثقافي والصحي للامهات والطالبات على اعتبار ان المدرسة مركز اشعاع للبيئة المحيطة وايضاً مناقشة المشكلات والظواهر السلبية المتفشية في المدرسة، واتاحة الفرصة للامهات للمشاركة في اقتراح الحلول المناسبة.
تبصير الامهات بخصائص النمو لطالبات المرحلة وماتمر به الطالبات من تطورات عقلية ونفسية خلال فترة نموهن وكيفية مواجهة تلك المرحلة ومقابلة احتياجاتها.
التعرف على القدرات والمواهب الكامنة لدى الامهات ومحاولة استغلالها والاستفادة منها في تعليم وتدريب الطالبات على بعض المهارات خلال حصص النشاط واخيراً مناقشة المشكلات النفسية والظواهر الاجتماعية والعادات الدخيلة على مجتمعنا مثل آفة المخدرات وبعض المعتقدات والبدع واسلوب القضاء عليها ومحاربتها.
أهداف تربوية واجتماعية
وتواصل مديرة مكتب الإشراف حديثها قائلة: لقد حققت تلك المجالس اهدافاً تربوية واجتماعية خاصة مع تنفيذ المجالس المطورة في المدارس بإشراف المشرفات التربويات بقسم التربية الاجتماعية وهو منفذفي جميع المدارس بمختلف المراحل حيث يتم الاستفادة من امهات الطالبات الموظفات اما العاملات او الطبيبات او الممرضات او من يعملن في قطاعات خاصة او ربات البيوت الناجحات او امهات الطالبات المتميزات يتم التعرف عليهن خلال الاجتماع الاول لمجلس الامهات الذي يعقد في بداية العام الدراسي وفيه يتم شرح الهدف من هذا المجلس وهو الاستفادة من الطاقات والمواهب لدى الامهات وذلك باختيار ام ممثلة عن كل فصل دراسي تحت مسمى الامهات الممثلات للفصول والاستفادة ممن لديها مهارات معينة يمكن ان تسهم في اضافة نشاط جديد ومفيد للطالبة كالإرشادات الصحية والاسرية وبعض المهارات اليدوية,, وقد ازداد وعي الامهات باهمية تلك المجالس.
واما عن كيف يمكن تطوير مجلس الامهات وإبعاده عن روتينه الممل فتقول خولة ان الهدف الاساسي لمجالس الامهات هو تعرف الامهات على المستويات الدراسية والتحصيلية لبناتهن فاذا ماتوصلت كل ام لتحقيق هذا الهدف فلن تصبح تلك الاجتماعات مملة بأية حال خاصة اذا كانت الام حريصة على الاهتمام بشؤون بناتها فليس الفرص من تلك الاجتماعات هو الاحتفال والبهرجة بقدر كونها اجتماعا رسمياً يهدف الى افادة الامهات والاستفادة منهن بما يعود اولاً واخيراً على مصلحة الطالبات اضف الى ذلك ان عدم حرص الامهات على الحضور من معوقات تحقيق اهداف تلك الاجتماعات هي تتطلب الكثير من الجهد والوقت للقضاء عليها او الحد منها,, ويقع على المدرسة ومنسوباتها والهيئة التعليمية والادارية العبء الاكبر في جذب الامهات وتحضيرهن للحضور وذلك باساليب المدرسة المختلفة ارسال الدعوة لحضور الامهات للمجلس قبل التنفيذ بوقت كاف حتى تتهيأ الام لذلك وتعد نفسها للحضور ويتم متابعة وصول بطاقة الدعوة بالاتصال الهاتفي للام شخصياً للتأكد من وصول الدعوة, واما في المدارس المزدحمة باعداد كبيرة من الطالبات يفضل دعوة الامهات على مراحل حتى يتسنى مقابلة احتياجاتهن كلما قل عددهن.
وان يتم مقابلة الامهات بابتسامة لطيفة وبشاشة من منسوبات المدرسة تنم عن حسن الاستقبال والابتهاج لحضورهن وتهيئة الضيافة البسيطة للامهات حتى اكتمال العدد المطلوب من المدعوات.
وفي حالة وجود اماكن متسعة في المدرسة لايمنع من حضور الاطفال الصغار مع الامهات اذا لم يوجد من يرعاهم خلال فترة حضورهن للمدرسة مع الحرص على ايجاد مكان لرعاية الاطفال خلال فترة انعقاد المجلس وتشرف عليهم بعض المعلمات المتطوعات او احدى المستخدمات.
وتخصيص مكان في قاعة استقبال الامهات لعرض انشطة الطالبات واعمالهن خلال تواجد المعلمات المعنيات ضروري لانجاح المجلس وتحقيق هدفه الاساسي وذلك باحضار الادوات المعنية لها في حالة سؤال الامهات عن بناتهن كأسماء الطالبات ومستواهن التحصيلي والملاحظات الخاصة بكل طالبة وعدم اعتماد المعلمة على الذاكرة اثناء سؤال الام لها عن ابنتها ومقابلة الام بكل بشاشة واهتمام، كما ان على المديرة والمرشدة الطلابية توجيه الامهات للسؤال عن بناتهن للمعلمات المسؤولات عن الفصول.
كما يجب اعطاء الامهات الفرصة لابداء الملاحظات والمقترحات والاصغاء اليهن باهتمام ثم تسجيل تلك الملاحظات لدراستها خلال اجتماعات مجلس الإرشاد الطلابي في المدرسة.
ثم يختتم الاجتماع بتوديع الامهات بكل حفاوة وحبذا لو تم تسليمهن اشعارا بموعد الاجتماع القادم مع بعض النشرات المتعلقة بالوعي الصحي والاجتماعي,, هذا وتقول المشرفات التربويات بقسم التربية الاجتماعية حاليا بوضع خطة جديدة لمجالس الامهات سوف يتم تطبيقها خلال العام الدراسي الجديد 1421-1422ه بمشيئة الله سيكون لها اكبر الاثر على احداث تطورات على مجالس الامهات وتحقيق اهدافها الاساسية.

أعلـىالصفحةرجوع
















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved