أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Thursday 26th October,2000العدد:10255الطبعةالاولـيالخميس 29 ,رجب 1421

الثقافية

منازل
إش معنى ما يولد قمر؟!
علي بافقيه
لندخل مباشرة إلى الجرح: من أين تؤكل أكتافنا؟ من أين نهان؟ من أين نقتل ويعاق الأطفال أمام أعيننا؟ من أين تشوه صورتنا كبشر في جهات الدنيا الأربع؟ من أين تدنس مقدساتنا؟ لماذا كان لابد أن يذهب الاثنان: باراك وأولبرايت كل منهما بوفده إلى باريس؟ ألم تقل أولبرايت كل ما يريده الإسرائيليون؟
لماذا يتم التصويت في الكونجرس الأمريكي على نقل السفارة الأمريكية إلى القدس؟ هل هو لتضليل المواطن الأمريكي أم لتحقير واذلال المواطن العربي؟ أم هو فقط لاضفاء مزيد من البشاعة على المشهد ؟
هذا الرقم الخرافي: 96% من نواب الكونجرس الأمريكي يؤيدون نقل السفارة الأمريكية إلى القدس، هل يحدث مثل هذا في أي برلمان في العالم؟ حول موضوع حساس كهذا، هل يحدث حتى في الكنيست الإسرائيلي؟ هل قام الفلسطينيون العرب باحتلال واشنطن - لا سمح الله -؟ هذه المواقف والمذابح وأمثالها المئات لا تشبه في بشاعتها سوى الفيتو الأمريكي الذي يمزق كل القرارات الدولية التي تتفق عليها الأمم بشأن اسرائيل، انه فيتو أمريكي لعائلة عربية, معروف ان اسرائيل لا يكتمل الاعتراف بها في الأمم المتحدة إلا بعودة اللاجئين الفلسطينيين إلى ديارهم، أليس هذا صحيحاً؟! والصهيونية تعرف كحركة عنصرية في قرارات الأمم المتحدة، من الذي ألغى هذه الحقيقة وأزالها من قرارات الأمم رغم أنها تزداد سطوعاً كل يوم سوى الولايات المتحدة الأمريكية؟ من الذي يقوم بتكريس كل هذه البشاعة والدفاع عنها؟ هل تراني أريد أن أثبت شيئاً ساطعاً وثابتاً؟ إنني فقط أريد أن اصل إلى سؤال بسيط وسوف أوجهه للزملاء وكذلك الأساتذة الأفاضل الذين تعلمنا منهم وقرأنا عليهم فك الحروف وفك الأفكار من الرياض إلى القاهرة إلى لندن إلى بيروت من تركي السديري الى جهاد الخازن ومن محمد العلي إلى أحمد عبدالمعطي حجازي ومن عبدالله الجفري إلى إلياس خوري وغيرهم كثيرون ممن نعتز بهم وخاصة اولئك الذين يتفاعلون مع وسائل الإعلام وذلك لكون وسائل الإعلام حسب العرف المعاصر تبث الاخبار وتحللها وتتسابق في ذلك ارضاءً للقارئ وللسوق الاخباري والاعلامي وارضاءً للموضوع الساخن الذي هو موضوعنا الآن, أتمنى أن يوفقني الله في صياغة السؤال كما أتمنى أن يشارك الزملاء في صياغة محكمة لهذا السؤال توصلنا إلى أن نتلمس ولو بصيصاً من ضوء السؤال:
المواطنون العرب والمسلمون أصبحوا في حالة من الأذى البالغ والاحساس بالمهانة والمسؤولية الكأداء الملقاة على ضمائرهم, هذا الاحساس أصبح يتراكم على مر السنين وبشكل لا واعٍ ربما انهم يريدون ان يشاركوا في رفع الأذى عن وجدانهم وكرامتهم ومقدساتهم, ان يحترموا شهداءهم ويساعدوا مقاتليهم وأجيالهم, إنهم حقاً يريدون عمل شيء للذود عن كيانهم، يقول العقلاء وأهل الحكمة ان أمامهم عمليتين بسيطتين من أعمال العطاء والجهاد والمشاركة هما:
1 أن يتبرعوا بالمال.
2 الا يشتروا البضائع الأمريكية التي بالأسواق.
ولا شك ان هذين العملين البسيطين هما أضعف الإيمان، إننا هنا لا نريد أن نثير حفيظة أحد ولم نطلب من أي دولة عربية التدخل، فهو ليس شأن هذه المقالة, هناك وجهان متداخلان لهذه المسألة هما: الصحافة والإعلام وما يقدمانه من أخبار وحوارات وتحليلات وآراء مختلفة.
الوجه الثاني هو عملية التبضع من الأسواق، السؤال هنا: لماذا لم تأخذ النقطة الثانية رقم 2 أعلاه حقها في وسائل الاعلام العربية من الدوحة إلى القاهرة إلى مراكش إلى لندن, ان هذه الممارسة التي هي عملية التبضع والتسوق هي ممارسة يومية.
مثلاً عليّ أن أبدأ بنفسي: أي عليّ أن أتحسس هذا القلم الذي أكتب به ليس لكي ألقي به في السلة، أبداً,, ولكن لكي أستيقظ, لكي أوقظ ضميري في المرة القادمة عندما أشتري قلماً أو ساندويتشاً أو مسجلاً أو سيارة او تفاحاً,, وبلا تحديد، فالتحديد يقتل الفكرة، يجتثها وعلى الفرد ان يحدد بنفسه وأن يستفتي قلبه ويتحسس وجدانه، إنها عملية بسيطة تشكل دعماً عفوياً وصادقاً في أي لحظة سواء أكانت صدامات دامية أو مفاوضات، فالعمل البسيط والممارسة اليقظة سلوك حضاري يومي، إنه جهاد حقيقي.
انما يقظة الضمير الفردي ودور الفرد، كجزء من المجموع، في الارتقاء بذاته، والامتلاء بها، هذا يؤدي إلى الحفاظ على كيانه الديني والثقافي والتاريخي والمعنوي.
ان المواطن العربي والمسلم ينتظر أعمالاً عنيفة لكي ينفس عن نفسه، ويتحرر من ثقل ضميره, هذه الأعمال قد تكون سلبية وقد تؤذي الأبرياء وتضر بالكرامة البشرية ولقد كرمنا بني آدم وتقوم بإخلائه من المسؤولية الطبيعية وجعله بعيداً عن الارتقاء بذاته من خلال ممارسات حضارية بسيطة وعضوية وسلمية في نفس الوقت.
أي أنها تتلاءم مع المرحلة ,,, يقول شاعرنا الراحل أحمد قنديل:
لا تحنِ قامتكَ المديدةَ
فالنزال
لمّا يزل دربَ الرجالِ مع الرجال
لا تَحنِها!
ص , ب 1185 ، الرياض 11431

أعلـىالصفحةرجوع
















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved