أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Thursday 26th October,2000العدد:10255الطبعةالاولـيالخميس 29 ,رجب 1421

عزيزتـي الجزيرة

وقفات حول المسميات
عزيزتي الجزيرة:
حقا تظل المسميات دائرة واسعة ذات ابعاد نفسية واجتماعية في اي مجال ويظل (للمسمى) وقعه النفسي الخاص ودلالته المعنوية المؤثرة.
نعم,, يبقى (للمصطلح) توهجه المميز ولمحاته الموغلة في الاعماق,, وفي الواقع الحياتي تقابلنا مسميات عدة تدور في فلك المدارس,, او الشوارع,, او المحلات,, ونظل نبحث عن (الانسجام) بين الاسم والمسمى,, نفتش عن معايير واضحة للتسمية أو أصول ملموسة فلا نكاد نجد في الغالب شيئا من ذلك,.
ولو القينا نظرة الى (المدارس) مثلا لوجدنا نزوع مدارس البنين الى مسميات معينة تدور غالبا حول اسماء الصحابة او المعارك الاسلامية او القواد البارزين.
وربما اضيفت اسماء شخصيات خدموا التعليم واسهموا في التربية.
ولعل (المسمى) في الميدان التربوي ذو طابع خاص فما اروع ان يأتي التكريم من ارباب العلم وامل التربية ليأتي (الاسم) تتويجا كريما ولفتة طيبة ترفع من شأن صاحبها وتجعل ذكره جاريا في الفضاء الموسوم بالشرف,.
ولكن المسألة بحاجة الى التنظيم والتنسيق لاستثمار (تسمية المدارس) وتغطية المواقع والأسماء المؤهلة,, لابد أن تأخذ المسميات المدرسية اتجاهاً ايجابياً يسهم في تأصيل (الرموز) في نفوس ابنائنا وتكريس المعاني النبيلة التي قدمتها شخصيات مارست حضورا مشرفا في ذاكرة المجتمع,.
ولو نظرنا الى رئاسة تعليم البنات لوجدناها قد اختارت تسمية مدارسها بالاعداد مرتبة حسب التأسيس مغفلة اسماء نساء دخلن التاريخ وقمن بأعمال جهادية عظيمة وكن نموذجا مشرفا لحواء,, وهن احرى بالذكر والثناء والتعريف.
نعم اعتقد ان تسمية مدارس البنات منزع جميل يضفي دلالة تكريمية ويضع امام الطالبات صورا مضيئة لنماذج نادرة من النساء.
وتظل عدة تساؤلات جادة ما المانع من ادخال أسماء لشباب عربي مسلم,, مجاهد في العصر الحديث او شهيد,, كمحمد الدرة,, وكذلك شهيدات معاصرات او فتيات ذهبن ضحايا,.
أعيد واقول,, ان حضور (المسمى المدرسي) في أذهان الطلاب والطالبات ذو اثر جميل وبخاصة عندما يقدم تعريفا مكتوبا في مدخل المدرسة للشخصية,.
ولابد من التنسيق والابتعاد عن العشوائية في التسمية,, وكم تكون مدارسنا رائعة وهي تخلد أسماء شخصيات فذة وتقدمها كنماذج تحتذى ورموز تقتدى,, تضيء دروب الأجيال وترسم لهم سبل البذل والعطاء لخدمة الدين والوطن والامة,, وليس بكثير على هؤلاء ان تخلد أسماؤهم ويبقى ذكرهم عطرا مسافرا في فضاء التاريخ اعتراف بالجميل واحتفاء بالأصيل.
محمد بن عبدالعزيز الموسى
بريدة
أعلـىالصفحةرجوع
















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved