أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Wednesday 1st November,2000العدد:10261الطبعةالاولـيالاربعاء 5 ,شعبان 1421

المجتمـع

زوجي عقيم فهل اتخلى عنه؟
المعاملة الحسنة للزوجة مقابل التضحية بالفرحة بالأبناء
السعادة الزوجية ليست مرتبطة بالأولاد
* تحقيق : هيا عبدالله السويد
حينما أخبرت زوجتي انني عقيم سألتها هل ستتخلين عني,,؟ فقالت لابد من مناقشة هذه الامور بترو ومصارحتك لي تعني حبك لي، لذلك هناك امور عديدة تدور في راس الزوجة ومحاورات نفسية تهاجم قريحتها حينما تفاجأ بخبر عدم قدرة زوجها على الانجاب ولن تستطيع هي رؤية الاطفال مادامت معه فهل تصير مع زوجها الذي تحبه وترضى بكل شيء معه وتتحمل منغصات الاهل والاقارب والاصدقاء الذين ينبشون امورا ساكنة في نظر الزوجين، واذا كان زوجها لايطاق التعامل معه هل تكون فرصة للهروب منه بحجة حقيقية تستطيع أن تنفذ منها وتثبت عدم قدرتها الاستمرار مع هذا الزوج، ونحن هنا عبر هذا الموضوع دخلنا عالما من آراء السيدات اللاتي اجمع البعض منهن على أن طيبة الزوج تغنيهن عن الاطفال وذلك من خلال التحقيق التالي:
أهلي يحرمونني من سعادتي مع زوجي
في البداية تحدثت باسمة عبدالله فقالت: منذ أن تزوجت وأم زوجي يعني (حماتي) تعاملني بقسوة مع انني احرص دائما على ان اقدم لها الطيب والجيد واعتبرها بمقام امي لكنها تجرح كياني وتهز من شخصيتي امام افراد اسرة زوجي فاصبحت ألاقي هذا النفور من ام زوجي بانجذابي نحوها لتلطيف الجو لتشعر بحبي لها عموما لم يكن انجذابي نحوها بشكل إيجابي إلا لأجل زوجي الذي هو طيب لدرجة اللامعقول معي يعاملني بأروع المعاملات الجيدة التي لم يسمعها احد إلا وحسدوني عليها فتعامله معي يجعلني أنسى صراخ امه علي فهو حقيقة بمثابة الاخ والاب والزوج بالنسبة لي المهم بعد مرور سنة من زواجنا كشف لي زوجي انه لايستطيع الانجاب وهذه اوراق التحاليل تثبت انه عقيم، تقبلت الموضوع بصدر رحب لأنه زوجي وهو الإنسان الوحيد الذي احبه وسأضحي من اجله بالغالي والنفيس ولن افرط بإنسان مثله فانا الاقي منه اصدق واجمل العبارات فحينما استمع من بعض صديقاتي من سوء تصرف ازواجهن معهن أحزن واحمد الله دائما وابدا لكن بعدما علم اهل زوجي واهلي بخبر العقم اصبحت الاحظ بعض المتغيرات الغريبة في كل فرد من اهل زوجي استغربت حقيقة ازدادت علامات الاستفهام فقد اصبحت ام زوجي تعاملني معاملة رائعة هاهي تدعوني بابنتي والحبيبة بعد ان كنت سابقا مجرد زوجة ابنها فقط,! تعجبت للحال وسبحان مغير الأحوال وهذا كله لاجل ابنهم لكي ابقى معه ولا اطلب الطلاق وهم لا يعلمون كم هي العلاقة بيني وبين زوجي وبالرغم من حبي لزوجي وتعلقي به لم اعط هذه الأمور اي اهتمام، ففتح لي باب اخر اهلي الآن لا يريدون لي الاستمرار مع زوجي بحجة انه عقيم وهم لا يسكتون ويدعوني بلا اطفال وساء بيني وبينهم الحال فانا راضية بما انا فيه مع زوجي وافضل الاستمرار معه لكنهم اصروا على الطلاق ودخلت في متاهات نفسية جامدة وحدث الطلاق رغما عني، وها انا اخرج من سعادة لادخل عالم المطلقات اللاتي لايرحمهن المجتمع فاصحو كل صباح لاعلم انني مطلقة واعيش حياتي هكذا فهل يعقل ذلك؟؟، لو انني مع زوجي الآن ورفضت إصرار اهلي رغم انهم سيقطعون الاتصال بي إلا انني ساكون بخير افضل من اصبح تحت نظرة المجتمع الظالمة.
سأطلب الطلاق
ثم قالت منيرة السيف: بالنسبة لي فلو علمت في يوم من الايام ان زوجي عقيم ساطلب الطلاق فورا حتى لو كان يعيش في السعادة لاني لا اريد ان يذهب عمري بلا اطفال (فالمال والبنون زينة الحياة الدنيا) بالرغم من اختلاف الآراء إلا أن المرأة تتحمل معاناة ومقاسات هذه المشكلة على خلاف الرجل الذي هو عكس ذلك تماما فالرجل لايصبر اذا علم ان زوجته عقيم فهو سيتزوج ثانية والمرأة خاصة تقهرها الزوجة الثانية فما بالك حينما تصبح الاولى عقيما والثانية تنجب له اطفالا.
هل تستطيع الزوجة أن تضع العيب فيها,,؟
ثم قالت الدكتورة فاطمة البريدي من مستوصف الدرعية: ان هذا الحديث ذو شقين مهمين باختلاف مانلاحظه الان من تضحيات من قبل المراة والرجل فكل من الطرفين يقدم تنازلات لاستمرار العلاقة الزوجية اذا كان كل من الطرفين مهيأً نفسيا لاستقبال مشاكل وملاحظات الطرف الاخر، فالامر الاول المعاملة الحسنة من قبل الزوج لزوجته وتوفير كل سبل العيش الرغيد وتهيئة اجواء البيت من قبل الزوج والزوجة، فما ان يلاحظ الزوج تضحيات الزوجة يجب عليه ان يقدم لها العديد من الاحترام، والصدق والمودة في التعامل، أما الامر الآخر فهو المصارحة بين الزوجين فهي تولد في مثل هذه الامور تهدئة للنفس واستقرارا للذات ولابد من المناقشة السريعة للمستقبل الذي سياتي، فكل طرف سيحدث نفسه ماذا سيحدث اذا علم الاهل والاصدقاء بهذا الخبر؟ وكيف سنحاصر هذه المشاكل ونقوم بحلها؟ ماذا علينا أن نقول لكل المتسائلين؟ إذا كنا سنخفي الخبر كم من الزمن سنخفيه؟ وهل تستطيع الزوجة أن تضع العيب فيها لكي لاتحرج زوجها؟ وماذا سيقدم كل من الطرفين لمواجهة المجتمع؟، أمور عديدة ومشاكل يقول فيها بعض المتزوجين لكن بالحكمة والدراية الثقافية في مثل هذه الامور تسهل لحل اصعب الامور.
الرجل لايصبر كما تصبر المرأة
وقالت نوره عبدالله سعد: منذ أن تقدم الطب اصبحت تقل معظم الأمراض حتى المستعصية لها علاج وهذا بفضل الله ثم لحكومتنا التي هيأت لنا كل سبل العيش ، ومن الطبيعي نجد بعض المتزوجين لايستطيعون الانجاب بسبب العقم الذي يلاقيه الرجل او المراة بشكل عام وبالذات اذا كان الرجل عقيما وبه صفات النبل والاخلاق الحسنة في الحقيقة لا اتخلى عنه لانني ساقف معه وقفة صادقة لايشعر بهاسوى المتزوجين الذين يمرون بهذه الظروف الصعبة فهم يعيشون حياة خاصة بعيدة كل البعد عن اولئك الذين يسيئون لزوجاتهم، فالبدائل موجودة إذا كان زوجي سيعطيني الحنان فانا لا اريد الاطفال اذا كان هناك تعويض لذلك فانا اجد حب زوجي لي افضل من أن انجب طفلا يكبر ويصبح عاقا بوالديه او يسيء معاملتي عندما يتزوج، نحن نعلم (ان المال والبنون زينة الحياة الدنيا) لكننا قد نجهل الحكمة التي جعلها الله سبحانه في اولئك الذين لايستطيعون الانجاب من رجال او نساء، فغريزة الرجل بإحساسه بالابوة موجودة كذلك الام احساسها بالامومة موجود، اما الرجل فيحتاجها اكثر من المراة والعكس اكبر لان الرجل لايصبر كما تصبر المراة وانا افضل ان يكون زوجي عقيما ويعاملني افضل معاملة افضل من ان يكون زوجي سيىء المعشر وانجب منه الاطفال ويكبر همي على هم.
طيبة الزوج تغني عن الاطفال
وقالت المعلمة هيلة عبد الله: من المعروف ان (المال والبنون زينة الحياة الدنيا) لكن قد يستطيع المرء ان يعيش بدون اطفال فطيبة الزوج وحبه وحنانه اجمل شيء تحصل عليه الزوجة في هذا الزمن لصعوبة تربية جيل الالفية الثالثة وهذا لايعني انني امراة لا ابالي بل بالعكس لو كل امراة تخلت عن زوجها وتطلب الطلاق بسبب ان زوجها عقيم لاصبح لدينا رجال كثيرون ونساء كذلك واصبح نسبة العزاب لدينا كبيرة ونادرا ان نجد رجلا عقيما متزوجا بامراة عقيم و ان رغبت المراة بالاطفال فدار الرعاية الاجتماعية موجودة بإمكانها ان تاخذ اي طفل وتكسب اجرا فيه وترعاه كما انه ابنها، وتعوضه عن والدين فقدهما.
رجال ليس لهم أمان
أما زينة الشهري فتقول: ان الحديث عن هذا الموضوع يحتاج الى وقفة مع النفس للحديث معها هل بالفعل تستطيع المراة العيش بلا اطفال,,؟,,, أمور شائكة تقتحم فيها المراة بينهاوبين نفسها مع العلم ان من حق المراة ان تشبع غريزتها بالامومة بغض النظر عن الرجل الذي يزرع الحب مقابل استمراره معها والخوض معها في اعاصير هذه الحياة,, إن الحب في هذا الزمن مفقود وقابل للتغير كالمتغيرات التي تحدث في زمن العوعولمة فالمقابل من الزوج تجاه زوجته التي تضحي من اجله لابد ان يكون مقنعا لدرجة شعورها بالراحة والاقتناع التام بهذه الحياة لكي لاتتأسف وتندم على مافات من العمر فعمر المرأة يجري كالبرق، ومن جانب اخر ننظر لهذا العقم الذي يعاني منه الرجل ( هل هو يحتاج لعلاج,,؟ وهل ستطول فترة العلاج؟ ومانسبة النجاح إذا كانت هناك عملية جراحية؟ وهل العقم هذا سيبقى للأبد دون علاج؟) ومن هنا يتم تطبيق القرارات الحاسمة، وإذا كان العقم صعب علاجه فالحل في رأيي الانفصال، أما إذا بقيت الزوجة مع زوجها فما الذي ستضمنه تجاه هذه التضحية في الايام المستقبلية مادامت الحياة قابلة للتغيرات، فما بالك حينما يصبح الحب كذلك فلو ان الامل موجود ولو بنسبة ضئيلة لاستمرت الحياة الزوجية بلا منغصات لأن الرجل عموما ليس لهم امان.
فرصة للهروب منه
واخيرا قالت منيرة محمد: تزوجت ولم يكن اي منا عقيما لكن بعد مرور شهور من زواجنا ذهب زوجي للمناوبة في عمله في مدينة اخرى وحين رجوعه حدث له حادث سيارة في الطريق اثناء رجوعه للرياض بسبب الجمال التي كانت تسير انذاك في الشوارع وبقي تحت السيارة لمدة اربع الى خمس ساعات ولم ينقذه احد وبعد هذه المدة نقل الى المستشفى واجريت له الاسعافات وبعد خروجه من المستشفى اصبح مشلولا نصفيا مع عدم قدرته على الانجاب بسبب هذا الحادث وعدم اسعافه بسرعة، المهم انني اصبحت افكر في حياتي وانني الان اواجه مشكلتين الاولى انني ساعول زوجي المشلول ورعايته ستكون اشد واكبر والاخر انني لن انجب اطفالا، فكرت كثيرا وعزمت على ان اطلب الطلاق وانفصلنا لانني لا استطيع ان اعيش حياتي وعمري مع هذا الرجل فانا ساصبح مقيدة من كل اتجاه فهو ايضا يعتبرني منذ ان تزوجته مجرد جزء من اثاث هذا المنزل وبالفعل هذا التصرف لايطاق وفرصتي هي ان اهرب منه بلا عودة فالحب بالنسبة له واحترام الزوجة يعتبره يقلل من شأنه ويصغر من شخصيته امام اصدقائه واقاربه كما يقول لذلك كان الحل هو الانفصال ورب ضارة نافعة بإذن الله.

أعلـىالصفحةرجوع
















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved