أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Sunday 5th November,2000العدد:10265الطبعةالاولـيالأحد 9 ,شعبان 1421

مقـالات

نوافذ
الشعارات
أميمة الخميس
تحدثت في الأسبوع الماضي بصورة سريعة ومجملة عن كتاب دفاتر الأيام ليوسف الخال الذي ضمنه يومياته أو بعضا منها في بواكير السبعينات الميلادية، وقد اقتطفت بعض المقاطع من هذه اليوميات لأشير الى الفصام الفكري الذي يعيشه الكثير من المثقفين العرب، وكيف ان الكثير من كتاباتهم تتقاطع مع ما يدعون ويروّجون له، وأن النظرية سرعان ماتتلاشى وتتبخر عندما تنحدر الى أرض الواقع!!
ولكنني لم أشر الى علاقة يوسف الخال بالمرأة ولاسيما زوجته الشاعرة مها بيرقدار التي لم يطرأ ذكرها طوال الكتاب إلا بشكل سريع وموارب، وبشكل يقدمها على أنها زوجة ليوسف الخال وأم لأولاده فقط، وليست شاعرة عربية متميزة؟؟!!
ومها بيرقدار الخال تنتمي لعائلة سورية سنية عريقة، عائلة ارستقراطية أتاحت لمها القسط الوافر من التعليم آنذاك، وكانت مها تكتب الشعر وتتابع الحركة الشعرية العالمية والعربية بحيث انبهرت بالكثير من الرموز والأسماء اللامعة في ذلك الوقت، فحملت ديوانها الاول واتجهت الى بيروت التي كانت تمثل عاصمة ثقافية متميزة للكثير من المهتمين بالثقافة، وقادها حظها الى دار النشر التي كان يوسف الخال يشرف عليها، وقد دخلت هناك وهي مثقلة بالاسم الواسع الذي يمتلكه الخال بينما انبهر هو بدوره بهذه الصبية الشامية الجميلة الهائمة الحالمة التي كانت تقرض الشعر، وعندما طلبها للزواج تحدت بعنفوان طفولي الكثير من الحواجز العسيرة وتزوجته، ليقتادها بعد أن تقطعت سبل العودة الى بيت الغول البيت الذي تلاشت فيه مها بيرقدار الفنانة التشكيلية والشاعرة وحل بدلا منها ربة بيت باهتة ومكملة لديكورات صالون الخال!! حتى إن ذكرها لم يرد في مذكراته سوى في تجربتها مع الوضع أو كأنثى حسية مفرغة من المعنى في بلاط الخال!!
والسؤال الآن: هل كانت مها تعد نفسها سلفا لأدوار الظل الصامتة ولم تكن تبحث عن هويتها الأدبية؟ أم أن اسم الخال وامتلاءه بنفسه وتفكيره البطريركي الذي يتقاطع مع ما يدعيه من تقدمية حجب مها عن الوصول أو حتى إصدار ديوان واحد، حتى ديوانها الذي جلبته من الشام والذي قادها الى شرك العنكبوت؟؟ وهل استطاع الخال ان يتجاوز تلك العلاقة الجسدية الحسية مع المرأة الى آفاق أوسع وأرحب؟؟ أم أن المرأة بالنسبة اليه هي فقط الكاعب الحسناء التي ذكرها الشاعر الجاهلي المنخل اليشكري في قصيدته:
ولقد دخلت على الفتاة الخدر في اليوم المطير
الكاعب الحسناء ترفل في الدمقس وفي الحرير
هي عدة أسئلة لا نملك أجوبة لها، وأيضاً لا نملك الكثير من الحق في التدخل بحياة اثنين ارتضياها لنفسيهما؟!
***
هل سبق ان تعرفتم على أشخاص مضيئين ومشرقين كأول شجرة تبادرها شمس الصباح، الكاتبة لينا السليم هكذا مشتعلة بالأسئلة بالوهج بالتميز الذي يبعدك عن نمطية ورتابة الكثير من الذين حولك!! شكراً لينا على رسالتك عبر الإنترنت، وحينما عرفت ردود فعل أطفالك على قصة وسمية، توهج قلبي بالغبطة والسعادة حتى أحسسته يخفق بين أذني.
E mail: omaima khamis@ yahoo.com

أعلـىالصفحةرجوع


















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved