أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Friday 17th November,2000العدد:10277الطبعةالاولـيالجمعة 21 ,شعبان 1421

أفاق اسلامية

سعة الميادين,, قلة الأعضاء,, كانت من أبرز الأسباب
التنبيه للصلاة,, بين معاناة الهيئة وتكاسل بعض الصالحين!
ماهي المادة التاسعة في المرسوم الملكي التي تنص على التنبيه للصلاة؟
* متابعة: يوسف بن ناصر البواردي
جاء في المادة التاسعة من نظام الهيئة الصادر بالمرسوم الملكي رقم م/37 وتاريخ 26/10/1400ه تحت البند الثاني مانصه:
لما كانت الصلاة هي عمود الدين، وسنامه، فيتعين على أعضاء الهيئة مراقبة إقامتها في أوقاتها المحددة شرعاً في المساجد، وحث الناس على المسارعة إلى تلبية النداء إليها، وعليهم التأكد من إغلاق المتاجر، والحوانيت، وعدم مزاولة أعمال البيع خلال أوقات إقامتها .
وانطلاقاً من هذين التوجيهين الكريمين (الرسمي والشرعي) تنطلق قوافل الخير منبهة لدخول وقت الصلاة في الطرقات والأسواق والممرات,, ولايقف الأمر عند ذلك بل تتابع مهمتها حتى انتهاء الصلاة,.
والمتابع لهذه المهمة العظيمة التي تعتبر بحق سمة من سمات هذه الدولة المباركة التي تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر في جميع أحوالها ليعرف سبب حرص هذه الدولة وفقها الله على هذا الجانب العظيم الذي يحصل به الأمن والاستقرار والنجاة من العقاب.
ولكن ياترى ماذا لو قيل: إن بعض رجال الهيئة قد قصروا في هذا الجانب؟ وماذا لو قيل إن بعض رجال الميدان لايرون وقت الصلاة مما حصل معه تسيب وتساهل في أداء هذه الفريضة والتساهل في إغلاق المحلات,,وقبل الإجابة على هذين التساؤلين من قبل أصحاب الشأن نعرض هاتين الصورتين المغايرتين لنستجلي الأمر بوضوح:
الصورة الأولى:
مجموعة من أصحاب السيارات (الوانيت) قد تجمعوا بجانب بعضهم البعض لانتظار ماذا,, لانتظار الزبائن ,, ولكن كان ذلك وقت الصلاة,, هالني المنظر,, وقفت بجانبهم,, قلت لهم مذكراً,, الصلاة,, هيا إلى الصلاة,, لكن لا حياة لمن تنادي فلقد كانوا منشغلين بالدنيا والتي لربما تزداد انتعاشاً وقت الصلاة كما حصل مع هؤلاء المتخلفين!!
توجهت إلى مركز الهيئة وسألت عضو الهيئة عن سبب تجمع هؤلاء وقت الصلاة وهل لكم دور في تنبيههم؟ فرد علي قائلاً: إن ما رأيته قبل قليل يتكرر دائماً والمنطقة كبيرة جداً فلا نستطيع معه متابعة هؤلاء باستمرار,, ولكنهم يذهبون حينما تقام الصلاة!!
الصورة الثانية:
صاحب محل تجاري واقف عند بوابة المحل وأمامه أحد الزبائن، وقد حصل بينهما شجار,, توجهت إليهما وسألتهما عن المشكلة فقال لي صاحب المحل,, إن هذا الرجل يريد أن يشتري بالقوة، وقد أذن المؤذن ولا أستطيع أن أبيعه,, قلت له ما السبب؟ قال لأن رجال الهيئة ينبهون قبل الأذان بخمس دقائق وإذا أذّن المؤذن والمحل مفتوح يتم القبض على صاحب المحل واستدعائه عندهم، وقد استدعيت عندهم أكثر من مرة بسبب بعض الزبائن قلت له ,, وهل هم ينبهون باستمرار؟ قال: نعم فهو بعكس المحل الذي كنت فيه في السابق حيث لانغلق إلا بعد عشر دقائق بعض الأحيان لقلة التنبيه في تلك المنطقة!!
يتأخرون أحياناً
أخي القارىء: إن هذه القضية التي نحن بصدد الحديث عنها وتفنيدها تتطلب منا أن نعرف مداها ومدى انتشارها وهل هي موجودة فعلاً أم لا وهل تختلف من منطقة إلى منطقة؟
على أثر ذلك توجهت إلى بعض المناطق المتفرقة في أحياء مدينة الرياض,, بداية سألت الأخ فهد الصانع صاحب مكتب عقار عن تنبيه رجال الهيئة للصلاة فقال: إن رجال الله وفقهم الله لهم جهود مباركة في هذا الجانب ولكن ذلك كان في السابق فأنا كنت ألحظهم منذ زمن طويل في هذا الشارع يدورون باستمرار وينبهون للصلاة، أما الآن فبدأ نشاطهم يقل عن السابق ولا أدري ما السبب؟!
الأخ خالد محمد صاحب محل ألعاب كمبيوتر توجهت إليه وقد ذهب من وقت الأذان خمس دقائق,, دخلت عليه وكان عنده اثنان من الزبائن سلمت عليهم وقلت له لماذا لاتغلق المحل؟ قال إن شاء الله سأغلق الآن,, قلت له هل تنتظر الهيئة حتى تغلق؟ طأطأ رأسه خجلاً,, وقال هذه هي مشكلتنا لانغلق حتى تأتي الهيئة,, قلت له وهل تأتي الهيئة باستمرار,, قال نعم ولكنهم يتأخرون أحياناً!!
وأثناء توجهي للصلاة في إحدى الدوائر الحكومية والمعروفة بكثافة المراجعين لفت انتباهي تجمع لمراجعين وقت الصلاة بجانب المسجد,, وبعد الانتهاء من الصلاة كلمت إمام المسجد الذي أشار إلى هذه الملاحظة واستمراريتها ,, ثم قال لي معاتباً رجال الهيئة بضرورة الانتباه لمثل هذه التجمعات.
سعة الميدان
بعد ذلك توجهنا إلى المختصين وأصحاب الشأن ألا وهم رجال الهيئة، لكي نستطلع الأمر عن كثب ونسمع منهم دفاعهم عن الاتهامات التي عرضناها سلفاً.
في بداية الجولة يتحدث الشيخ عبدالعزيز بن محمد الحمدان رئيس مركز هيئة الخالدية قائلاً: لا يخفى على كثير من الناس عظم شعيرة الصلاة التي فرضها الله من فوق سبع سماوات على العباد، والصلاة لها مكانة عظيمة في نفس كل امرىء مسلم، ولاسيما أنها الركن الثاني من أركان الإسلام وهي العبادة التي هي صلة بين العبد وبين الله عز وجل,, مشيراً إلى أن مسألة التنبيه للصلاة هي صلب عمل رجال الهيئة فقد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم في الصحيحين أنه قال: (,, لقد هممت أن آمر بالصلاة، فتقام، ثم آمر رجالاً فيصلي بالناس، ثم انطلق معي برجال معهم حزم من حطب إلى قوم لايشهدون الصلاة، فأحرق عليهم بيوتهم بالنار), وفي رواية للإمام أحمد لولا ما فيها من النساء والذرية ,.
ويضيف الشيخ الحمدان أنه قد يرد في أذهان بعض الناس إشاعة قد انتشرت وراجت سواء من أهل الخير المؤمل فيهم الدفاع عن رجال الحسبة أو من عامة الناس أن رجال الهيئة لايرون بكثرة في الميدان للتنبيه للصلاة فنرد على هذه الشبهة بشيء من التفصيل ونقول: إن رجال الهيئة ليسوا شمساً تنشر ضوءها على الناس إنما هم فئة قليلة بين كم هائل فقد يرى رجل الميدان في مكان ولا يرى في المكان الآخر، وما من رجل حسبة إلا ويجتهد في إقامة هذه الشعيرة على أكمل وجه فإذا علم أن رجال الهيئة هم رجال الميدان فينبغي لكل مسلم أن يلتمس العذر لهم ولاسيما أن الميدان قد يكون فسيحاً والمنطقة قد تكون شاسعة وقد يكون التنبيه في مكان وفي المكان الآخر لا يتمكن الأعضاء من متابعته وقد لا يستطيعون تغطية الميدان في وقت واحد وذلك بسبب قلة الأعضاء,, ويتابع الشيخ الحمدان حديثه مؤكداً على امر آخر وهو أن رجال الحسبة قد ينشغلون بعض الأحيان بالأسواق حيث إن الذئاب البشرية لا تأتي إلا وقت انشغال رجال الهيئة بالتنبيه للصلاة وذلك لهتك أعراض المسلمين والاختلاء بهم فيكون رجال الحسبة قد تخلفوا أحياناً عن الميدان لكي يقضوا على هذا المنكر الذي قد يرتكب وقت الصلاة.
ارتباط القضايا وقت الصلاة
ومن خلال جولتنا الميدانية كان لنا هذا اللقاء مع الشيخ أحمد بن عبدالله البرقان وكيل مركز هيئة النسيم الذي أشار إلى بعض الأمور المهمة كذلك والتي قد تواجههم وقت التنبيه للصلاة والتي منها ارتباط كثير من القضايا وقت التنبيه للصلاة فقد يتم الإبلاغ عن قضية وقتية وبالغة الأهمية فيتجه الأعضاء مباشرة لهذه القضية ويحصل التعطيل للتنبيه للصلاة فبدل أن تكون مثلاً دوريتان يصبح هناك دورية واحدة في الميدان لوحدها,, مشيراً كذلك إلى أن بعض أصحاب المحلات وللأسف قد يحصل منه تعطيل للتنبيه وذلك بمشاكسته ومعاندته رغم خطئه فنجد واحداً من أصحاب المحلات قد يعطل متابعة بقية المحلات,, كذلك من الأمور المهمة التي ينبغي التنبيه لها ألا وهي أن المتابع لعمل المراكز التي بجانب معارض السيارات مثلاً يجد أن التنبيه يكون قد لايؤدي عمله بسرعة نظراً لأنه مع ازدحام السيارات يخرج راجلة من الأعضاء للتنبيه مما لايحصل معه السرعة والمتابعة كالتنبيه بالسيارة,.
ويضيف البرقان كذلك من الملاحظات بالنسبة لأصحاب الورش في المناطق الصناعية نجد فيهم تخلفاً كبيراً لتحجج بعضهم عدم سماع المؤذن بسبب الازعاج مشيراً إلى أن هذه من السلبيات عند أصحاب المحلات وهو الاعتماد على الأذان أو على تنبيه رجال الهيئة,.
ويتطرق البرقان كذلك إلى أن مسألة المناسبات الطارئة التي قد يحصل معها تقصير في التنبيه كالأعياد مثلاً ويشير كذلك أن الأسواق تأخذ جهداً كبيراً من المراكز التي بجانبها أسواق متعددة أما المراكز التي ليس عندها أسواق فنجد التنبيه للصلاة عندها جيداً ولاغبار عليه.
وحول كيفية التنبيه للصلاة أشار الشيخ البرقان إلى أنه قد وضع جدول من قبل رئيس المركز يتحدد فيه المواقع التي تتجه لها كل فرقة فتخرج مثلاً ثلاث فرق وقت المغرب على حسب الجدول المرفق ليتم تغطية المنطقة بأكملها ولئلا يحصل تضارب في التنبيه وهذا الجدول يتغير باستمرار وهو من باب تنظيم العمل ودقته.
أسباب التخلف
وحول أسباب ظاهرة التخلف عن الصلاة والمجاهرة بها في الشوارع والطرقات وتأخر أصحاب المتاجر في الإغلاق فيذكر الشيخ سعد بن صالح الصرامي إمام مسجد حذيفة بن اليمان جملة منها:
1 انهماك كثير من أصحاب المحلات خاصة أصحاب مكاتب العقار في البيع والشراء وقت الصلاة وإيثارهم ربح الدنيا على ربح الآخرة.
2 تبلد الحس عند كثير من الناس جعلهم يؤثرون الحديث في الدنيا على المبادرة إلى التطهر والصف الأول.
3 اعتماد كثير من أصحاب المحلات على تنبيه رجال الهيئة، والواجب على المسلم أن يكون حيي القلب عارفاً بأوقات الأذان ويستحسن أن يقتني في جيبه مفكرة الأذان .
4 ضعف الإجراء المتخذ مع أصحاب المحلات المتأخرة، ولذلك ينبغي للرئاسة العامة للهيئات أن تعيد النظر في هذا الإجراء وأن يكون متناسباً مع حجم الخطأ.
5 سكوت كثير من الناس على المتخلفين وعدم تنبيههم ويحصل هذا أحياناً من أهل الصلاح والاستقامة، وهذه مسؤولية الجميع وليست مسؤولية رجال الحسبة فقط كما قال النبي صلى الله عليه وسلم : (من رأى منكم منكراً فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه) وكلمة (من) في الحديث تشمل المحتسب وغيره ، وماذا يضيرنا لو وقفنا عند المتخلف عن الصلاة ونبهناه ولو بكلمات معدودة.
6 عدم إدراك فضيلة الجلوس في المسجد فالملائكة تستغفر للجالس في المسجد تقول: اللهم اغفر له اللهم ارحمه، والمبادرة إلى الصلاة من حين النداء لها يحتاج إلى مجاهدة نفس وقوة عزيمة.
7 فقدان لذة العبادة وحلاوة الإيمان فلو وجد هؤلاء المتخلفون حلاوة الإيمان وأحسوا بلذة العبادة لبادروا إلى الصلاة من حين النداء لها واغتنموا فترة ماقبل الإقامة في قراءة ماتيسر من القرآن.
8 مجمل هذه الأسباب يرجع إلى الغفلة عن الله والدار الآخرة ونسيان الموت وقسوة القلوب وضعف النفس وإيثار شهوات الدنيا الفانية على نعيم الآخرة.
الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر
بعد ذلك تحدث فضيلة الشيخ سليمان بن صالح التويجري مدير عام القضايا والتحقيق المكلف بالرئاسة عن بعض النقاط والتوجيهات المهمة معتبراً هذا الجانب ألا وهو جانب التنبيه للصلاة من الجوانب التي ينبغي أن يوليها رجال الهيئات جل اهتماماتهم مشيراً فضيلته إلى أننا نلاحظ ازدياد قضايا التخلف عن الصلاة؛ بل إن القضايا الأخلاقية إذا تم ضبطها وجد منشؤها ترك الصلاة وعدم تأديتها؛ فتأدية الصلاة يحصل به تحصين المجتمع من المنكرات وهي تنهى عن الفحشاء والمنكر كما قال تعالى: (إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر) الآية,, فإذا أديت بجميع أركانها وشروطها وواجباتها وسننها وأحوالها كلها فإن لها التأثير الكبير على التحصين المؤدي لها من الوقوع في المنكر، وعدم تأديتها يجرئ على ارتكاب المنكرات، والمحافظة عليها الطريق الأمثل لتربية الأمة جميعاً فالناظر والمتأمل في اهتمام الشارع الحكيم بها ليعرف قدرها حيث إنها هي الفريضة الوحيدة التي فرضت من فوق سبع سماوات وهي الفارق بين الإسلام والكفر وتؤدي خمس مرات في اليوم والليلة كل ذلك ليزداد المسلم إيماناً وتحصيناً ويزداد بعداً عن المعاصي والمنكرات.
ويؤكد الشيخ التويجري أن النبي صلى الله عليه وسلم قد توعد تاركي الصلاة بإحراق بيوتهم كما في الصحيحين ولايتوعد عليه الصلاة والسلام على أمر إلا وهو مهم وبالغ الأهمية؛ بل إنه عليه الصلاة والسلام يجد راحته فيها كما في الحديث: (أرحنا بالصلاة يابلال) بل إذا حزبه أمر صلوات ربي وسلامه عليه كان يهرع إلى الصلاة,, ولقد ختم حياته عليه الصلاة والسلام بقوله: (الصلاة الصلاة وماملكت أيمانكم) مشيراً فضيلته إلى أن كل هذه الأمور تعطينا مؤشرات ودلالات على أهمية الصلاة للفرد المسلم وللمجتمع بأكمله,.
بعد ذلك يتطرق التويجري إلى قضية مدى اهتمام رجال الميدان بالتنبيه للصلاة فيشير فضيلته إلى أن التقصير وارد وما من إنسان إلا ويحصل له تقصير شاء أم أبى، ولكن في الجملة فأعضاء الهيئة يتابعون هذا الجانب رغم قلتهم ورغم سعة المناطق وازديادها ورغم كثرة القضايا التي قد تربك العمل أحياناً، ولكن إن حصل تقصير فما نملك إلا التذكير امتثالاً لأمر ربنا جل وعلا القائل: (وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين)، فيجب على أعضاء الهيئة الاهتمام بهذا الجانب العظيم قدر المستطاع مؤكداً فضيلته على أهمية متابعة مديري الفروع المتابعة المستمرة من قبلهم للهيئات والمراكز بحثهم على القيام بالتنبيه على الصلاة وحث الناس عليها وتهيئة لقاءات الأعضاء بأصحاب الفضيلة العلماء الأجلاء للتذكير ولزيادة رصيدهم العلمي والإيماني لهذه اللقاءات.
ويستطرد فضيلته حديثه مشيراً إلى جانب آخر مهم وهو اللقاءات التي تقام في المراكز مع أئمة المساجد لأن فيها حلاً لكثير من المشاكل التي لو تم التنسيق بين الإمام ورئيس المركز بشأنها لكان حلها سهلاً ويسيراً وهي كذلك من باب التعاون على البر والتقوى,,.
إمام المسجد والمسؤولية العظيمة
وحول دور إمام المسجد في قضية الصلاة والتنبيه لها تحدث الشيخ سعود بن مخلد النفيعي عضو مركز هيئة البجادية قائلاً: الواجب على إمام المسجد أن يوسع دائرة هذه الوظيفة وألا يحصرها في المسجد، بل يتعاهد سكان الحي بالنصح والتوجيه والإرشاد والمتابعة الجادة، وأن يقوم بالتنسيق والتعاون مع الجهات الأخرى (مراكز هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ومراكز الدعوة وعمدة الحي) ونحوهم لأن المسلم مأمور بالتعاون مع إخوانه المسلمين على البر والتقوى، والتواصي بالحق والصبر عليه، كما قال تعالى: (وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان)، وقال تعالى: (والعصر إن الإنسان لفي خسر إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر).
ويستطرد النفيعي قائلاً: ان من التصورات الخاطئة لدى كثير من الناس خصوصاً بعض أئمة المساجد التي يجب تلافيها تصورهم أن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر مقصور على مراكز الهيئة، وأنه بوجود هذه المراكز ترتفع اللائمة عنهم، وهكذا تزول عنهم مسؤولية الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وهذا بلا شك تصور خاطىء ومجانب للصواب، لأن كل مسلم يعتبر مسؤولاً عن ثغر من ثغور الإسلام، كما أن لفظ العموم الوارد في الحديث الصحيح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قوله: (من رأى منكم منكراً فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان)، يدل على أن تغيير المنكر مسؤولية كل مسلم، وليس مقصوراً على رجال الهيئة فحسب وإن كان عليهم مسؤولية أعظم من غيرهم.
المجتمع رجال الهيئة
وفي ختام جولتنا هذه يوجه الشيخ الحمدان في هذا الصدد نصيحته قائلاً: علىالمسلم الذي يقدر لرجال الحسبة عملهم ويعلم أهمية مايقومون به أن يحسن الظن بهم فهو الواجب على كل امرىء مسلم ولاسيما أن الأصل براءة الذمة فعلى المرء أن يتقي الله عز وجل وأن يحفظ لسانه عن أعراضهم,.
كما أوجه إخواني المسلمين الذين ارتضوا بالله رباً وبالإسلام ديناً أن يعملوا جاهدين للنصح لكل مسلم فعلى من رأى من أخيه مخالفة ألا يقوم بالاتصال برجال الهيئة خصوصاً في قضية التخلف عن الصلاة إلا بعد ان يقوم بنصحه في المرة الثانية والثالثة حتى يقيم الحجة على من رآه متخلفاً عن الصلاة أو متكاسلاً عنها فيأتي بعد ذلك دور الهيئة ولكن يجب على أئمة المساجد وأصحاب المحلات التجارية وغيرها أن يتعاونوا في إقامة هذه الشعيرة فإذا تكاتفت الأيدي من أئمة المساجد والناصحين لهذا الدين وأصحاب المحلات التجارية كان في إقامة هذه الشعيرة فضل عظيم لهذه الأمة فقد تزداد ويكون لها المكانة والسؤدد بين الأمم.

أعلـىالصفحةرجوع












[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved