يَومٌ أَطَلَّ بنوره المَعهُودِ
لَبَّتَ وفودُ الشَّعبِ فًهدَ الجوُدِ
شهرٌ تَمَيَّزَ عن شهور زمانه
وافى بوعد الواحد المعبودِ
لَمَّا عَنَى شعب الجزيرة قائماً
يُهدِي المِلَيكَ مواثق المعَهوُدِ
مُلك تَقَرَّبَ للمِليكِ بِوُدِّهِ
لما تَبَدَّت بيعة من صِيدِ
كُلُّ تَقَرَّبَ وَافِياَ من قَلبِهِ
يُعطِي رِضاً بالحِلفِ والتَّوِكيدِ
تَنقَادُ مِن جَوفِ البلادِ عَشَائِرٌ
تُنضِي الجِيادَ بهمة الصِّندِيدِ
ذِكرَى تَمُرُّ على اللَّبِيبِ بِغِبطَةِ
في كل عام مَائِزِ التَّجديدِ
ذِكرَى تَعَطَّرُ بالوَفَاءِ لِعَهدِكُم
تَجرِي بعِرقِ القَادِمِ المَولوُدِ
شَعبُ الجزيرِة من قديم زَمَانِهِ
يُعطِي الوَفَا بالمحَحضِ والتَّسدِيدِ
للمخلصين الحافظين لشعبهم
فخر الجزيرة في الوَغَى والعِيدِ
يَابَانِياً مجدَ البلادِ وَعِزِّهَا
في كل وادٍ أعظم التَّشِييدِ
في مكةَ الغراءِ قمتَ منادياً
شِيدُوا البنا بالمال والمجَهوُدِ
يَل شَيِّدُوُا احَرمَ الإلهِ بعزمكُم
لاتَقنعُوا بالدّونِ والتقلِيدِ
مَالٌ يُشِيدُ العِزَّ في أوطَانِنَا
بَذلّ لوجه الخالقِ المقصُودِ
عَزمُ الرِّجَالِ بعزمِكُم مُتكَاَمِلٌ
عَزمُ الفهُوُدِ بهِمَّةٍ وجُدُودِ
في طيبةَ الزَّهراءِ شِدتَ بِنَاءَهُا
دارِ النّبِيِّ ونَاشِري التَّوحِيدِ
وَسَّعتَ في الحرم القديم بناءَهُ
بالمال تبذل في الفنا المَمدوُدِ
حتى بدت جنباته في شكلها
عِقداً تلأ لأ في الفضا مَعقوُدِ
وامتَدَّ جودك في البلاد ذخائراً
تبني لدينك مسجداً في البِيدِ
يَابَا نِياَ مَجدَ الثَّقاَفَةِ في الورَىَ
في كُلِّ عَقلٍ مُدرِكٍ مَعموُدِ
يَهوَى العُلُومَ بنهجه وسَبِيلِهِ
فانقَادَ للتَّوجِيهِ والتَّجوِيدِ
حَتَّى بَنَيتَ الجامعاتِ شَوامِخاً
في كل فَجِّ واَسِعٍ مَمدُودِ
شرف العروبة نِلتَهُ في عِزَّةٍ
من كل قلب دائم التَّأيِيدِ
غيث يجود بِصَوبِهِ لميُتَّمٍ
فَقَدَ المِغُيثَ ومصدر العنُقوُدِ
لَمَّأ قَسَا شَعبُ اليٌهُودِ بِجَورِهِ
بالظُّلمِ والتَّهدِيدِ والتَّنِكيدِ
يَرمي الدِّيارَ بكُلِّ سَهمٍ لاِهَبٍ
لا يَرعَوِي بالنَّارِ والبَارُودِ
في المَسجِدِ الأقَصى بَدَت طَلَقَاتُهُ
مَسرَى النَّبِي الطَّاهِرِ المَحموُدِ
سَارَعتَ في ضَمِّ الجِرَاحِ بِنَخوَةٍ
بٌالمَالِ يَجرِي في عَطَاءِ مَزِيدِ
مَاَذا أَقوُلُ لِمَاجِدٍ مُتَيقِّظٍ
لِلعُربِ للإسلاِم للتَّوحِيدِ
فَوقَ الغَمَامِ لقد سَمَت رَاياتُكُم
عِزٌّ سَمَا في خَافِقَاتِ بُنوُدِ
