أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Monday 20th November,2000العدد:10280الطبعةالاولـيالأثنين 24 ,شعبان 1421

العالم اليوم

أيام في تونس
بعد أن كادت الفرانكفونية تجرفها
زين العابدين بن علي يجدد العهد لتونس مع هويتها العربية والإسلامية
جاسر عبدالعزيز الجاسر
ليست تونس وحدها التي عانت من هيمنة الثقافة الفرانكفونية التي كادت تطمس الثقافة العربية في بلدان الشمال الأفريقي بأكمله ولولا الدين الإسلامي الذي يدين به غالبية عرب شمال أفريقيا، والقرآن الكريم لاندثرت اللغة العربية من أقطارها الخمسة ومع أن تونس أقل تأثراً بهيمنة الثقافة الفرنسية من الجزائر التي اضطرت لعمل برنامج وطني مكثف للتعريب، إلا أن تأثيرات الثقافة الفرانكفونية كانت في بداية الاستقلال واضحة ومؤثرة وظلت تلقي بظلالها حتى حصلت الحركة الاصلاحية في تونس التي يصطلح على تسميتها بالتحول التي بدأت في السابع من نوفمبر من عام 1987 إذ ان حركة الإصلاح التي امتدت إلى كل شيء في تونس، جددت للبلاد العهد مع هويتها ورسختها في جذورها الثقافية والحضارية، حيث أعيد إلى الدين الإسلامي اعتباره بما شمله به الرئيس زين العابدين بن علي من رعاية، وما اتخذه من مبادرات لاحياء شعائره وإعلاء كلمته وتعاليمه السمحة في نوع من التوفيق بين الرصيد الثقافي والحضاري وبين مقتضيات العصر وضرورة مسايرة تطوره، إيماناً منه بأن الدين هو أهم المكونات الرئيسية للشخصية التونسية العربية الإسلامية، وبأنه صمام الأمان لتثبيت ذاتها واثبات وجودها في ظل التحولات العميقة والمتسارعة التي يشهدها العالم والرهانات الكبيرة والشاملة التي تنتظرها الشعوب والأمم خلال ماتبقى من عشرية هذا القرن.
لذلك تتالت الاجراءات وتتابعت المبادرات لتجسيم اصلاح ديني شامل انطلق منذ تغيير السابع من نوفمبر 1987 باعتباره خيارا مركزياً لامحيد عنه، مما مكن في ظرف وجيز من الزمن لا يكاد يحسب في عمر الشعوب، من قطع أشواط هامة في مجال تكريس هوية الشعب التونسي التي هي عماد كيانه وجامعة أمره ومنبع عبقريته، وسمح بارساء مجتمع متماسك متكامل المقومات لا يعادل سعيه إلى النماء والتقدم غير حرصه على الثوابت المشتركة بين أفراده وكافة مكوناته، والتعلق بقيمه الدينية والحضارية والمدنية.
فلقد ضرب الرئيس بن علي موعدا مع التاريخ لاينسى وخلد في سجل مبراته صفحات ناصعة لاتمحى، حين أعلن عزمه على أن يجعل من تونس أرض الإسلام والسلام، تشيع في ربوعها قيم التكافل والتضامن والتسامح والمحبة، ولدى أبنائها وبناتها الرغبة في الفعل والبناء والعزم على جعل التقدم وسيلة لاثبات الذات وطريقا إلى الاستلهام مما قد مضى وفات، ارتكاناً إلى الأصول والجذور واقتناعاً بأن الغاية في كل مايقال وما يفعل، هو الانسان التونسي ومقومات شخصيته ومرتكزات هويته وأصالته، فكانت العناية ببيوت الله تشييداً وصيانة، وبالقائمين عليها تكريماً وتدعيماً وأعيدت البهجة الى شهر رمضان الكريم وإلى سائر المواسم الدينية التي تستأثر بالوجدان الجماعي، وأعطيت المؤسسات الدينية وعلى رأسها جامعة الزيتونة العريقة اعتبارها الحقيقي، استطاعت به أن تحيي دورها الرائد في إشاعة الأنوار الساطعة بالعلم والهدى داخل تونس وخارجها وفي تجلية طرافة ذاتية الشعب التونسي وتقوية اللحمة بين فئاته وجهاته وأجياله.
والمسيرة لاتزال تشق طريقها بثبات في تعزيز التليد بالجديد، إيماناً بان شرط الاقتدار على الانخراط في الحداثة ورفع تحديات الحاضر والمستقبل، هو التوثيق الرشيد اللازم بين ثوابت الإسلام وشؤون الدنيا المتغيرة على الدوام.
فلقد بادر الرئيس بن علي أخيراً إلى الإذن ببناء جامع كبير بمدينة قرطاج ذات الامتداد الحضاري الضارب في أعماق التاريخ، سيكون معلماً متفرداً بمعماره الأصيل وعناصر الجمالية المتكاملة، كما قرر الترفيع في مقدار المنحة الشهرية المخصصة للقائمين بشؤون الجوامع والمساجد والزيادة في الاعانة الشهرية المسندة إلى العجزة منهم وإلى أرامل المتوفين، وذلك للمرة الخامسة في عهد التغيير، إلى جانب اصدار طبعة تونسية للمصحف الشريف لأول مرة في تاريخ البلاد، تمتاز عن نظيراتها في البلاد الإسلامية الأخرى بجمال الخط وحسن الاخراج وروعة الزخرفة، بما يعزز مكانة القرآن الكريم الذي يتلى اليوم بجامع الزيتونة المعمور ليل نهار دونما انقطاع وبما يؤكد مجدداً منزلة الإسلام الحنيف في سياسة تونس العهد الجديد بحرص شخصي من الرئيس زين العابدين بن علي.
ولقد عمل تحول السابع من نوفمبر 1987 الذي قاده الرئيس زين العابدين بن علي منذ فجر انطلاقته، على دعم هوية تونس العربية الإسلامية والحفاظ على مقوماتها، ومن أبرزها الدين الإسلامي الحنيف باعتباره مصدراً للقيم السامية، الداعية إلى الوفاق والإخاء، والعمل الموصول والتسامح والتفتح، بعيداً عن الانغلاق والتطرف.
ومن منطلق هذا الاهتمام بالهوية، عرفت الشؤون الدينية في تونس نقلة نوعية متميزة, بفضل ما اتخذ من اصلاحات رائدة واجراءات ايجابية ردت للدين الإسلامي الحنيف اعتباره الجوهري وللبيئة الحضارية مكانتها الراسخة وللقيم ثبات اصالتها وهيبتها.
وقد شملت هذه الاصلاحات والاجراءات هيكلة المؤسسات المسؤولة عن شؤون الدين والمعالم الدينية والأطر العاملة في هذا المجال, كما شملت الإعلام والتثقيف الدينيين وكان تأثيرها واضحاً على الخطاب الديني ووضعه في مدار الاجتهاد والفكر المستنير.
فعلى مستوى الهياكل المعنية بشؤون الدين شهدت سنوات التغيير تطورات عميقة وسريعة هي مزيد من فاعلية التأطير وإحكام التسيير، وارتفعت مصالح الشؤون الدينية إلى إدارة عامة بالوزارة الأولى بعد عشرين يوماً فقط من تاريخ السابع من نوفمبر 1987، ثم تحولت إلى كتابة دولة في الذكرى الأولى للتغيير، ومنها إلى وزارة للشؤون الدينية في مارس 1992 وبحكم هذا التحول، انتقلت الميزانية المخصصة للشؤون الدينية من حوالي 5 ملايين دينار (5 ملايين دولار تقريباً) عام 1987 إلى حوالي 18 مليون دينار سنة 1997 أي بنسبة تطور تجاوزت 250 بالمائة.
كما شهدت سنوات التغيير إحداث المجلس الإسلامي الأعلى، وهو ينظر في سير المؤسسات الإسلامية ويقدم التوصيات والمقترحات بشأنها كما يبدي رأيه الاستشاري في البرامج التربوية المتصلة بالدين وكذلك في برامج جامعة الزيتونة وفي طرق تكوين الأئمة والوعاظ وفي كل المسائل التي تعرضها عليه الحكومة.
وحرصا على إحكام تأطير الشؤون الدينية وحسن تسييرها، قرر الرئيس بن علي إحداث خطة معتمدة للشؤون الدينية في كل ولاية من ولايات البلاد (الولاية في تونس هي رديف المحافظة في الشرق العربي) يعود إليه النظر في المسائل المتعلقة بالمعالم الدينية وبنائها وبتنظيم حلقات تكوين الأطر الدينية وإعادة تكوينهما وبمتابعة كل الأنشطة ذات الصبغة الدينية بالولاية.
ورافقت هذه الاجراءات على مستوى الهياكل عناية فائقة بالمعالم الدينية من مساجد وجوامع وزوايا وكتاتيب, وقد شملت هذه العناية كل مجالات التعهد والصيانة والترميم واتمام ماكان معطلاً قبل السابع من نوفمبر 1987، إضافة إلى البناءات الجديدة وقد ارتفع عدد المعالم من جوامع ومساجد وكتاتيب من 2912 معلما سنة 1987 إلى 1971 معلما عام 1997 وإن مابني من معالم دينية خلال سنوات التغيير العشر يمثل نسبة الثلث مما بني في البلاد التونسية عبر تاريخها الإسلامي الحافل الطويل.
أما الزوايا فقد أحيلت مشمولاتها إلى وزارة الشؤون الدينية بعد ان كانت تابعة للمعالم الحيوية لوزارة الثقافة وقد قامت وزارة الشؤون الدينية بتصنيفها واحكام تأطيرها والسهر على نشاطاتها بتعيين نقباء مشرفين على تسييرها إلى جانب تعهدها بالصيانة والترميم وقد بلغ عدد الزوايا بالأراضي التونسية 2318 زاوية، وهي تشهد على موروث حضاري ثري وعلى تاريخ عريق في الدفاع عن الهوية العربية الإسلامية والحفاظ على أصول المذهب السني وفروعه في تونس.
وقد وجدت الاطارات الدينية نفس الرعاية من قبل عهد التغيير، وكيف لا وهي التي تضطلع بمهمة سامية تتمثل في ترسيخ التعاليم الإسلامية الحنيفة في الأنفس والعقول، وكذلك في الحفاظ على المكاسب التراثية الأصيلة والعناية بالمعالم الدينية, وفي إطار هذه العناية حظيت الاطارات الدينية بزيادات هامة في المنح التي تتقاضاها، وذلك في مناسبات عديدة وبمبادرات شخصية من الرئيس زين العابدين بن علي، إضافة إلى تعهد هذه الاطارات بالتكوين واعادة التكوين وتقوم برسالتها أحسن قيام، وعلى سبيل الذكر، فقد بلغ عدد حلقات التكوين في عشرية التغيير 3300 حلقة نظمت محليا وجهويا ووطنياً.
وفي اطار التكوين المستمر للأئمة والوعاظ، وضع المعهد الأعلى للشريعة بتونس تحت إشراف وزارة الشؤون الدينية ليتولى تعهدهم بالاعداد اللازم بما يضمن حسن تأدية المسجد لرسالته التعبيرية ونشر توعية دينية قويمة فيها تبصير بقيم الوسطية والتسامح والاعتدال، وفيها تنوير بقيم التحرر والتقدم والاجتهاد.
وتجدر الاشارة إلى ان عدد الاطارات الدينية، بين إمام خطيب وإمام للصلوات الخمس ومؤذن وقائم بشؤون المسجد ومؤدب وقارىء وراوي حديث ومدرس آفاق، قد تطور من 8868 إطاراً سنة 1987 إلى 12,573 اطاراً عام 1997 أي بزيادة بلغت 44,21% خلال سنوات التغيير العشر.
ومن ناحية أخرى تحظى المناسبات والمواسم الدينية بعناية فائقة من قبل حكومة التغيير والرئيس بن علي نفسه وقد أصبح شهر رمضان المعظم في عهد التحول مناسبة متميزة للتوعية الدينية واحياء الذكريات الإسلامية الخالدة فرئيس الجمهورية يشرف بنفسه على موكب الاحتفال بختم الحديث النبوي الشريف في ليلة القدر بجامع الزيتونة بالعاصمة وكذلك تشهد كل ولايات البلاد نشاطا مكثفاً يشفع باختام الحديثة والمسابقات القرآنية وتوزع فيه الجوائز على حفاظ القرآن من الكبار والشبان والاطفال.
وبمناسبة هذا الشهر المبارك سن الرئيس زين العابدين بن علي سننا حميدة تتمثل في موائد الافطار التي تفتح في كل رمضان أمام الفقراء والمحتاجين وفي المأدبة السنوية التي يقيمها بقصر الرئاسة بقرطاج على شرف الأئمة الخطباء ليلة السابع والعشرين من رمضان تكريما للاطارات الدينية وتقديراً لما يقدمونه من جهود في مجال التوعية الدينية.
وعلى غرار شهر رمضان المعظم، عرف موسم الحج، منذ تغيير السابع من نوفمبر، عناية خاصة من لدن الرئيس بن علي، وحرصا على إحكام تأطير الحجيج وتحسين الخدمات المقدمة إليهم ومن بينها خدمات الرعاية الصحية وقد اذن الرئيس بن علي في هذا الصدد بإحداث اللجنة الوطنية للحج وهي تستمر في انشطتها كامل السنة لمعالجة الصعاب وأوجه النقص ان وجدت ولتقرير ماهو أفضل لحجيج تونس حتى يؤدوا مناسكهم في أحسن الظروف.
وقد واكب كل هذه الانجازات تجديد في الخطاب الديني منذ السابع من نوفمبر، وكذلك في الاعلام المتصل بمسائل الدين فقد أصبح الخطاب الديني مرجعية موثقة ومستنداً إلى الفكر الاجتهادي الذي عرفت به تونس عبر تاريخها، إضافة إلى استعماله منهجية بيد اغوجية تراعي اختلاف المستويات التعليمية وتباين الحاجات والاهتمامات.
أما على مستوى الأغراض فمن أبرز خصائص هذا الخطاب الديني الجديد تفتحه على احداث العصر ومستجدات الحضارة, والتزامه بالقيم الإسلامية السامية كالعدل والتسامح والوسطية وتكريسه لمبادىء التكافل والتضامن التي أصبحت واقعا ملموساً في تونس التغيير.
وعلى نفس الدرب، درب التجديد والاجتهاد، سار الاعلام والتثقيف الدينيان فإلى جانب النقل الفوري والمباشر للاذان وخطب الجمعة إذاعياً وتلفزياً تبث مؤسسة الإذاعة والتلفزة التونسية مجموعة من البرامج الدينية المتخصصة يشرف على إعدادها وتدقيقها شيوخ واساتذة من اصحاب الثقافة العلمية الدينية المتينة وكل هذه البرامج هادفة في محتواها وتقدم في أسلوب واضح سهل ينهل منه الجميع وقد ساهم انشاء القناة الفضائية السابعة في نشر هذا التثقيف الديني خارج حدود تونس وخاصة في أوساط التونسيين المقيمين بمواطن الهجرة في أوروبا.
كما تحرص وزارة الشؤون الدينية على نشر الفكر الديني المستنير وذلك من خلال الكتب التي تندرج في سلسلة آفاق إسلامية وهي تتناول بالدرس والتعريف نخبة من علماء تونس ومصلحيها الذين اسهموا بفعالية في تكريس الخطاب الديني الهادف المتفتح (كالامام محرز بن خلف والشيخ عبدالعزيز الثعالبي والعلامة الشيخ محمد الطاهر بن عاشور والشيخ محمد الفاضل بن عاشور) كما تتناول مواضيع دينية وفكرية راقية كالجدل المذهبي في الفكر الإسلامي، والوسطية والتيسير في الإسلام وجدلية النقل والعقل في الفكر الإسلامي.
ومن المآثر الأخرى التي تذكر لعهد التغيير في مجال الشؤون الدينية الاحاطة بأبناء تونس في الخارج وذلك بتمكينهم من معرفة دينية تحفظ سلامة العقيدة وتؤكد حب الوطن والاعتزاز بمقومات الذاتية وتنشىء أبناء الجيلين الثاني والثالث على الاخلاص لتونس والتمسك بالعقيدة الإسلامية واللغة العربية ففي المناسبات الدينية يتكثف النشاط الديني بين أفراد الجالية التونسية في الخارج ويرسل الأئمة من تونس لالقاء الدروس والمحاضرات والمسامرات وتجلت كذلك العناية بالتوعية الدينية للتونسيين بالخارج في عدد من مبادرات الرئيس زين العابدين بن علي كإذنه مثلاً بتعيين إمام الجامع باليرمو في ايطاليا ويتحمل مصاريف تعهد هذا الجامع وصيانته وتسييره وكذلك المركز الثقافي بنيويورك وجامع ليون بفرنسا.
ومن الانجازات الأخرى لعهد التحول انشاء صندوق للزكاة تجمع فيه الأموال وتنفق حسب تعاليم الإسلام دعما لروح التكافل والتضامن الاجتماعيين وإحياء لفريضة من فرائض الإسلام الخمس وقد انتشرت فروع هذا الصندوق في كل انحاء البلاد لتؤدي وظيفتها.
وهكذا ارتبطت مسيرة التحول في تونس بنظرة جديدة إلى شؤون الدين رفعت من مكانته في المجتمع واعطت للخطاب الديني بعداً مستنيراً يكرس الاجتهاد والتسامح كما رشدت هذه النظرة الجديدة الفرد المسلم ليصبح حريصا على العبادة وتلقي تعاليم الإسلام السمحة وقيمه النيرة الزكية.
وقد أرسى السابع من نوفمبر، على صعيد آخر، جملة من التقاليد السمحة ذات الصلة بالحياة الدينية مثل اعتماد التاريخ الهجري بالرائد الرسمي للجمهورية التونسية وإنشاء لجان لضبط دخول الأشهر القمرية باعتماد الرؤية مع الاستئناس بالحساب، وإحداث جائزة رئيس الجمهورية للدراسة الإسلامية، وإذن الرئيس بن علي بارتداء الزي الوطني في المناسبات الدينية,.
وكلها اجراءات ومبادرات تكرس الهوية العربية الإسلامية لهذا البلد وترسي معالم الشخصية الوطنية وتحيي التراث الخالد الأصيل وتسهم في بناء حضارة المستقبل,وهذه الاجراءات والخطوات التي قد يراها في دول أخرى اجراءات عادية ومتوجبة إلا أن الذين يعرفون تونس قبل قيام زين العابدين بن علي بالحركة الاصلاحية والتأثيرات الاستعمارية السابقة والهجمة الفرانكفونية يقدرون أهمية هذه الاجراءات التي اعادت لتونس هويتها العربية والإسلامية.

أعلـىالصفحةرجوع

















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved