أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Friday 24th November,2000العدد:10284الطبعةالاولـيالجمعة 28 ,شعبان 1421

عزيزتـي الجزيرة

مقال الرشود جانب الصواب
هذا القرار عين العدل والمساواة
عزيزتي الجزيرة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
فقد اطلعت على ما خطه يراع الاخ الاستاذ/ ناصر بن محمد الرشود.
المنشور في هذه الصفحة في يوم الاربعاء 19/8/1421ه والذي تحدث فيه عن رأيه فيما وضعته الوزارة من مميزات لمعلمي الصفوف الاولية.
وكان برأيه هذا مندفعاً ومتجاوزاً، ولكن بحسن نية وسلامة مقصد,, وقد جانب الصواب في رأيه واجتهاده، حينما اعتبر تلك المميزات مجحفة في حق المعلمين الآخرين؟! وقد كتب بنفسه ان هذا القرار نابع من حسن نية واجتهادات بالغة وعمل دؤوب ؟! ومن المؤكد ان اي قرار يصدر بحسن نية واجتهادات بالغة وعمل دؤوب يجب ان يثمر ثماراً يانعة، وان ينتج نتاجاً جيداً.
ولكنه اشار الى ان هذه الاجتهادات البالغة، والدراسات المتأنية قد زعزعت كثيراً من الامور التعليمية والادارية ، رغم انها نابعة من حسن نية ودراسة متأنية.
ولكن، هل كل هذه الاجتهادات والاعمال تثمر في الاخير ثماراً رديئة، وتخلف نتائج سيئة؟!
ان هذا القرار لم يكن تمييزاً مجحفاً، او قراراً ظالماً، بل انه جاء تقديراً لدور المعلم وتخفيفاً لاعبائه المضنية في هذه المرحلة.
ان المعلم في هذه المرحلة يلقى مصاعب كثيرة، ومتاعب جمة، لايصال المعلومة وتكوين المفاهيم في نفوس الناشئة.
وتحتاج هذه المرحلة لرعاية خاصة، واهتمام بالغ بالناشئة، تماماً كما تحتاج النبتة للعناية في بداية نموها، اذ انها تحتاج الى متابعة دقيقة، ورعاية خاصة لتثبت جذورها، وتزهر اوراقها، ثم تثمر بعد ذلك ثمراً طيباً ومحصولاً نافعاً.
فيخرج الناشئ بعد ذلك من هذه المرحلة الحساسة الى مراحل ذات اهمية، ولكن تخطي هذا الناشئ للمراحل الاولية، يسهل الكثير والكثير للمعلمين في المراحل المتبقية، فلا يحتاج المعلم الى عناء كبير، وجهد مضن لايصال المعلومة وترسيخ المفاهيم في ذهن المتلقي.
وهذا ما نفاه قطعاً الاخ/ ناصر الرشود في مقاله، حيث اشار الى انه لا فرق بين المرحلتين الدنيا والعليا، من حيث الاهتمام والجهد، وهذا رأي خاطئ، واتجاه متعرج ؟!.
اذ كيف يساوي بين هاتين المرحلتين، وبينهما بون شاسع، وفرق كبير.
وقد اشار الى ان هذا القرار قد بدد ما بقي للمعلم من حلم في العدل والمساواة ؟!.
ولكنه جانب الصواب ايضاً، فهذا القرار قمة في العدل والمساواة، واعطاء كل ذي حق حقه.
فقد يتساوى المعلمون في هدفهم ومقصدهم ودورهم في التعليم، ولكن هل يساوي من يبذر البذر ويسقيه، ويتعاهده ويرعاه حتى ينمو وينضج، هل يساوي ذلك بمن يجد الثمار ناضجة والازهار متفتحة، وما عليه الا القطف والتقليم؟!.
ان المساواة بين المعلمين جميعهم، والنظر اليهم بنظرة واحدة هو قمة الاجحاف والظلم، ولكن الوزارة تنبهت الى هذه النقطة، والتفتت الى هذه الفئة من المعلمين وعرفت ما يعانونه من تعب ونصب ومشقة، فواستهم بهذه المميزات التي طال انتظارها وتأخر وصولها ، عملاً بمقولة الاجر على قدر المشقة .
وللعلم انه قبل ان يصدر هذا القرار بمنح المميزات لمعلمي الصفوف الدنيا، كانت المدارس تشكو عجزاً واضحاً وشحاً كبيراً في عدد المعلمين في هذه المرحلة، وعدم قبول اكثر المعلمين للتدريس فيها، لادراكهم حساسية هذه المرحلة واهميتها، مما سبب احراجاً وخللاً في السلك التعليمي.
فجاء هذا القرار الحكيم، الذي اوجد فرصاً كبيرة، ورغبات جامحة لعدد من المعلمين للظفر بهذه المميزات من خلال انخراطهم وتسابقهم لتدريس الصفوف الاولية مما اوجد حلاً لهذا العجز، وسداً لذاك الخلل.
ولكن هذ القرار لم يكن عشوائياً ومتسرعاً لحل هذه المشكلة بأي شكل، ولكن وضعت له شروط وضوابط، وحدت له حدود ولوازم، تحتم على من اخذ بهذا القرار ان يقف عند حدوده ولوازمه، وان يحقق شروطه وضوابطه.
ومن هذه الشروط وتلك الضوابط العمل على تقويم المعلم والنظر في اهليته للتدريس في هذه المرحلة الحساسة، فان كان اهلاً لهذه المسؤولية فانه يعطى الضوء الاخضر لتحملها، وان اخفق في هذا التقويم فلا مجال له في التدريس لهذه المرحلة، ويعوض عنه بمن هو اقدر منه واجدر.
وكذلك فان المعلم الذي وجد الفرصة في التدريس لهذه المرحلة، يوضع له تقويم من 100 درجة، فان انخفض معدله عن 90 درجة، فانه يحرم من هذه المميزات التي تضمنها قرار الوزارة.
ومن هنا فانه يتبين ان هذا القرار لم يكن ليصدر الا لمصلحة عامة، وحاجة ملحة، فرضها عليه حاجة التعليم لمثل هذا القرار، ليسير دفة التعليم، ويكون قواعد ثابتة، تنبني عليها قدرات الشباب، وتشيد على اثرها طموحهم وآمالهم.
ان الشباب هم رجال المستقبل، وركائز الامة، وقوادها الى الرقي والتطور، لذلك فهم يحتاجون الى رعاية خاصة، واهتمام بالغ، لكي يثمروا الثمار الجيدة ويحققوا الاهداف المنشودة.
والسلك التعليمي هو المجال الذي يهذب طباع الشباب، ويصقل قدراتهم، ويخرجهم الى الامة نافعين لوطنهم، مساهمين في رقي امتهم، وازدهار حضارتها.
وبناءً على ذلك فانهم يحتاجون في اول الامر الى توجيه سليم، واعداد جيد، ورعاية خاصة، مما يجعل المعلم في هذه المرحلة يضحي باشياء كثيرة، ويعمل بجد وتعب ومشقة، لايجاد جيل يحقق ما تنشده فيه امته، وما تحتاجه منه مصالح وطنه وحاجات دولته.
فجاء هذا القرار مراعياً تعب المعلم ومشقته، ومقدراً له جهوده وتضحياته، ومشجعاً له على الاستمرار في اداء رسالته، وتحمل مسئوليته المضاعفة، في تربية الناشئة واصلاحهم، بما يحقق لبلادهم من رقي وتطور، وتعمل على تحقيقه سواعدهم، وترسي دعائمه همهم واعمالهم.
واخيراً,, اقول للاخ/ ناصر الرشود: ان هذا القرار عين الصواب، وقمة العدل، وان مساواتك للمرحلتين الدنيا والعليا، لا تعدو كونها اجتهاداً ذاتياً، يحتمل الخطأ والصواب ولكنه قد جانب الصواب، وحاد عن العدل والموازنة,واقدم الشكر للوزارة على هذه اللفتة العادلة، والنظرة المسئولة.
والله من وراء القصد
عبدالرحمن بن صالح الحمادي
الزلفي

أعلـىالصفحةرجوع


















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved