أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Friday 24th November,2000العدد:10284الطبعةالاولـيالجمعة 28 ,شعبان 1421

عزيزتـي الجزيرة

العبرة في آخر الزمان بـ النوع
نعم لضبط معدل النسل,, وهاكم الأدلة
عزيزتي الجزيرة:
تعقيباً على ما جاء في العدد رقم 10276 يوم الخميس الموافق 20/8/1421ه بعنوان لماذا ضبط معدل النسل حيث ذكر فيه كاتبه ان الشرع الحنيف رغب في تكثير النسل واورد على ذلك عدة نصوص منها قوله تعالى: ولا تقتلوا اولادكم من املاق وقوله عليه الصلاة والسلام تزوجوا الودود الولود وقوله تكاثروا وتناسلوا ,, اود في هذا السياق ان ابين عدة ملاحظات:
اولاً ان الشرع قد امر بضبط معدل النسل على ما يلي:
1 في قوله تعالى والوالدات يرضعن اولادهن حولين كاملين لمن اراد ان يتم الرضاعة , فبينت الآية الكريمة ان على النساء ان يرضعن اولادهن عامين كاملين ومعلوم في الطب ان الاصل في المرضع انها لا تحمل لان هرمون الحليب يمنع من الحمل خلال مدة الرضاع عامين كما جاء في الاية، فيدل هذا على ان الشرع قد رغب في جعل مدة سنتين وتسعة اشهر بين كل مولود على الاقل عامين للرضاع وتسعة اشهر للحمل الجديد فتكون المدة ثلاث سنوات تقريباً بين كل طفل وآخر بينما نجد بعض الازواج يمنع زوجته من هذه المدة الشرعية فهي حق لها في الراحة حتى لو لم ترضع طيلة العامين.
2 ان الكثرة في النسل في آخر الزمان ليست محمودة على اطلاقها بدليل قوله صلى الله عليه وسلم يوشك ان تتداعى عليكم الامم كما تداعى الاكلة على قصعتها, قالوا امن قلة نحن يا رسول الله قال: لا بل انتم يومئذ كثير ولكنكم غثاء كغثاء السيل .
فالعبرة في آخر الزمان بالنوعية وليس الكمية كما قال عليه الصلاة والسلام الناس كإبل مئة لا تجد فيها راحلة .
3 لم يربط الشرع الحنيف امراً ذا بال بالكثرة بل على العكس بيَّن الشارع ان الطائفة المنصورة يبقون على الحق وهم قلة كما بين ان الدين سيعود غريباً وان الله تعالى يبعث على رأس كل مائة عام من يجدد للناس امر دينهم .
ثانياً/ ان ما ذكره الكاتب من الادلة على عدم جواز تحديد النسل غير صريحة في الدلالة على ما ذكره على ما يلي:
1 قوله تعالى ولا تقتلوا اولادكم من املاق وما في معناها من النصوص لا تدل على عدم جواز تحديد النسل لان تحديد النسل ليس فيه قتل الولد لان القتل لا يصدق الا اذا كان الولد موجوداً.
2 قوله صلى الله عليه وسلم تزوجوا الودود الولود هذا ايضاً ليس فيه ما يمنع من تحديد النسل لان المرأة التي تجعل مدة معينة بين كل طفل يصدق عليها انها ولود.
3 قوله عليه الصلاة والسلام تكاثروا تناسلوا وما في معناه من الادلة يجاب عن الاستدلال به:
ان المكاثرة في النسل المأمور بها في الحديث حاصلة من عهد النبي صلى الله عليه وسلم الى يومنا هذا فقد قام السابقون الى هذا اليوم بهذا الواجب بدليل انها حاصلة قطعاً لما جاء في الحديث ان امة محمد صلى الله عليه وسلم تعرض عليه كسواد عظيم وهي اكثر الامم .
ثم ان هذه المكاثرة مخصوصة بالآية السابقة والوالدات يرضعن اولادهن حولين .
4 ان الشرع المطهر قد حرم الضرر واذا كانت الولادة متكررة دون فاصل زمني كان في ذلك ضرر على الام، كما اثبت هذا الطب قال عليه الصلاة والسلام لا ضرر ولا ضرار .
اخيراً: يجب ان نعي روح الشريعة الاسلامية ونقارن بين النصوص فالشرع المطهر يرعى المصالح ويدرأ المفاسد.
والله اعلم.
عبدالرحمن بن جزاع بن شامخ الراشد
عضو هيئة التحقيق والادعاء العام

أعلـىالصفحةرجوع


















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved