أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Friday 24th November,2000العدد:10284الطبعةالاولـيالجمعة 28 ,شعبان 1421

عزيزتـي الجزيرة

فبذلك فليفرحوا
لاشك أن الفرح منه ممدوح ومذموم فالممدوح هو الذي تكون عواقبه حميدة ومنه الفرح بنعمة الله تعالى وبفضله قال تعالى قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون
ألا وإن من نعمة الله على هذه الأمة هذا الشهر المبارك الذي أظلنا حيث أكرم الله به هذه الأمة فجعل صيامه أحد أركان الإسلام.
فهو من أسباب رفع الدرجات ومحو السيئات ومضاعفة الحسنات وإقالة العثرات ولذا نسبه الله إلى نفسه من بين سائر الأعمال فقال في الحديث القدسي كل عمل ابن آدم له إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به متفق عليه.
فصيام هذا الشهر طاعة لله وإخلاصاً له من أعظم أسباب مغفرة الذنوب قال صلى الله عليه وسلم من صام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه متفق عليه.
أفلا يحق لنا بعد هذا أن نفرح به وأن نستبشر بقدومه وأن نستعد لحسن ضيافته؟ بلى والله فهو أهل لذلك:


أتى رمضان مدرسة العباد
لتطهير القلوب من الفساد
فأد حقوقه قولاً وفعلاً
وزادك فاتخذه للمعاد
فمن زرع الحبوب وماسقاها
تأوه نادماً يوم الحصاد

هنيئاً لمن أدركه فأشغل نهاره بالصيام وليله بالقيام:


يتلذذون بذكره في ليلهم
ويكابدون لدى النهار صياما
فسيغنمون عرائساً بعرائس
ويبوءون من الجنان خياما
وتقر أعينهم بما أخفي لهم
وسيسمعون من الجليل سلاما

شهر رمضان ضيف يزورنا كل عام يفرح به الصغار والكبار فهو سيد الشهور وتاج على مفرق الأيام والدهور شهر الصلاة والصيام شهر القرآن والإحسان شهر العتق من النيران.
شهر أنزل فيه القرآن شهر فيه ليلة خير من ألف شهر فضل الله أيامه على سائر الأيام عمّر نهاره بالصيام ونوّر ليله بالقيام.
فما أحلى أيامه وما أنصع لياليه ترى فيه المسابقين إلى الخيرات المبادرين إلى الطاعات المتطلعين إلى الجنات.
فحق لمن أدرك هذا الشهر أن يفرح بنعمة الله عليه وأن يسأل الله أن يعينه فيه على الصيام والقيام.
وما أجمل ترحيب هذا الشاعر فيه إذ يقول:


بين الجوانح في الأعماق سكناه
فكيف أنسى ومن في النار ينساه
وكيف أنسى حبيباً كنت في صغري
أسير حسن له جلت مزاياه
ولم أزل في هواه ما نقضت له
عهدا ولامحت الأيام ذكراه
في كل عام لنا لقيا محببة
يهتز كل كياني حين ألقاه
بالعين والقلب بالآذان أرقبه
وكيف لا وأنا بالروح أحياه
والليل تحلو به اللقيا وإن قصرت
ساعاتها ما أحيلاها وأحلاه
فنوره يجعل الليل البهيم ضحى
فما أجل وما أجلى محياه
ألقاه شهراً ولكن في نهايته
يمضي كطيف خيال قد لمحناه
في موسم الطهر في رمضان الخير تجمعنا
محبة الله لامال ولا جاه
من كل ذي خشية لله ذي ولع
بالخير تعرفه دوماً بسيماه
قد قدروا موسم الخيرات فاستبقوا
والاستباق هنا المحمود عقباه
صاموه قاموه إيماناً ومحتسباً
أحيوه طوعاً وما في الخير إكراه
وكلهم بات بالقرآن مندمجاً
كأنه الدم يسري في خلاياه
فالأذن سامعة والعين دامعة
والروح خاشعة والقلب أواه

د, عبدالله بن محمد الرميان
جامعة أم القرى

أعلـىالصفحةرجوع


















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved