أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Saturday 25th November,2000العدد:10285الطبعةالاولـيالسبت 28 ,شعبان 1421

مقـالات

آفاق وأنفاق
رحمك الله ياصديقي (الرويثي)
د, محمد العيد الخطراوي
صديقي الذي مات يوم الجمعة 21/8/1421 هجرية، ايها القارىء الكريم هو الأستاذ الدكتور محمد بن أحمد بن حميد الرويثي/ وليسمح لي كل من يقرؤني في جريدتنا (الجزيرة) ومن لايقرؤني أن أرثيه عبر هذه السطور، لأؤدي واجبا عن كل محبيه من أصدقائه وزملائه، وربما حتى عن طلابه وتلاميذه، فأصدقاؤه بحمد الله كثيرون، إذ قد كان رحمه الله دمث الأخلاق، حلو المعاشرة، طيب السريرة، تحبه قبل أن يتحدث إليك، فإذا تحدثت معه ازددت إليه انجذابا، فهو كالمعدن الأصيل، كلما حككته زاد جلاءً، وظهرت أصالته وبان فضله، اما تلاميذه فهم يمثلون في المرافق المختلفة في طول البلاد وعرضها، قطاعاً من الناس كبيرا، يحتفظ لشخصه الكريم بالكثير من الود والاحترام وحسن التقدير، لما كان قدمه لهم من علم وحسن رعاية وتوجيه، فإذا ذكرت اسمه أمامهم، طابت به نفوسهم، وهشّت قلوبهم، فكأنك تنشر بينهم الشذا والعبير.
فقد قضى حياته كلها في التدريس، وذلك منذ سنة 1386هجرية بمتوسطة أبي بكر الصديق بالمدينة المنورة، تعريجا على طيبة الثانوية (1389ه 1395، فمعيدا بجامعة الإمام محمد بالرياض (1395/1401ه) فاستاذاً مساعدا مشاركاً بنفس الجامعة (1401ه/1409ه)، وبعدها عمل بكلية التربية بالمدينة المنورة فرع جامعة الملك عبدالعزيز، فأستاذا بها منذ سنة 1417ه إلى ان وافته المنون يوم الجمعة الماضي، يرحمه الله، حيث ترجل الفارس عن فرسه، وهو لايزال في ذروة عطائه العلمي، الذي أخلص له طوال حياته، بحيث لم يحل بينه وبين مواصلة العطاء سفر أومرض، بل إنه أنجز كثيرا من أعماله العلمية وهو على فراش المرض، بل كان يراس تحرير إصداره (العقيق)، ويؤدي عمله فيها على أكمل وجه، وهو يعاني مرارة المرض وآلامه، فلا يشكو إلا لله، لأنه كان جلدا صبورا، قويّ الإيمان بالله، ويردد دائما بأن ما كتب لك لم يكن ليخطئك,, رحم الله أبا معتز، وجمعنا به في جنة الخلد, آمين, سألني رحمه الله في آخر مهاتفةٍ منه إليّ، عن آخر إنتاجي، فقلت له: إنني مشغول بتوسيع محاضرة لي كنت ألقيتها في نادي القصيم الأدبي بعنوان: (الرقم 3 ودلالاته الحضارية، وموارده في القرآن الكريم)، والذي هداني الله فيه لاكتشاف علم قرآني جديد أسميته: (علم ثلاثيات القرآن الكريم)، فما كان منه رحمه الله إلا أن استحثني إلى إتمام هذا البحث تحت عنوان مدخل إلى علم ثلاثيات القرآن الكريم توصيف وتأصيل) والذي نشرتُ بعض ما يتصل به في هذا العمود من جريدتنا (الجزيرة)، وسأعمل بوصيته ان شاء الله؟
وكان رحمه الله من الجنود المجهولين الذين يعملون في صدق وامانة وصمت، ترك للمكتبة الجغرافية سبعة عشر كتابا، عالج فيها موضوعات مهمة مبكراً على مستوى المملكة، والجزيرة العربية والعالم العربي.
وقد عرف له نادي المدينة المنورة الأدبي قدره، ورعى له مكانته العلمية، فأسند له رئاسة تحرير ملف العقيق منذ صدوره سنة 1412ه، كما كرّمه في ملتقى الأندية الأدبية السادس عشر، الذي انعقد في رحاب المدينة في الفترة من 12/1/1421ه إلى 16/1/1421ه، ورشحه قبل ذلك لنيل جائزة أمين مدني لبحوث الجزيرة العربية، عن كتابه (الموانىء السعودية على البحر الأحمر) دراسة في الجغرافيا الاقتصادية، فنالها بالاشتراك مع الأستاذ الدكتور الشعفي, وكم أتمنى أن يحظى هذا الرجل بمزيد من التكريم، فيسمى أحد الشوارع باسمه في المدينة المنورة التي وهبها الكثير من دراساته، أو إحدى المدن الواقعة على البحر الأحمر، فقد كانت شغله الشاغل، واحتلت مساحات كبيرة في دراساته، وفرصة أجدها مناسبة للدعوة إلى إظهار حينها للعلم والمعلمين والعلماء، بأن نعطيهم فرصة التجمل بأسمائهم عبر لوحات بعض الشوارع، فقد فعلت ذلك جدة والرياض، فكان ذلك سمة من سمات الوفاء عند ابناء هاتين المدينتين العظيمتين بل سميا بعض الشوارع باسم أدباء وباحثين أحياء فإن اقتنعت امانة المدينة، فاني أضع أمامها مجموعة من الأسماء على وجه التذكير لا التحديد: محمد أحمد الرويثي أمين عبد الله مدني عبيد عبد الله مدني علي حافظ عثمان حافظ عبدالسلام حافظ عبيدالله كردي عطية محمد سالم عبدالعزيز بن صالح حمزة غوث الخ وبالطبع ليس بالإمكان استيعاب أهل العلم وأهل الفضل جميعا، ولكن مالا يدرك كله لايترك جُلّه, وليس على الله بمستغرب أن يكون تأبيننا للدكتور محمد الرويثي باباً لإيراد هذا المقترح وتقديمه مع الاحترام إلى المسؤولين في الامانة، وقبل ذلك وبعده سنة تكريم العلماء والمفكرين الذين قدموا زهرة شبابهم، ونور عيونهم في خدمة بلدهم ومواطنيهم، وكما قدم صديقنا الرويثي للمكتبة العربية سبعة عشر كتاباً، اشرف ووجه واشترك في تقييم خمسة وعشرين بحثاً، في الدكتوراه والماجستير، وكتب مجموعة من البحوث الجغرافية في الدوريات والمجلات المتخصصة داخل المملكة وخارجها ونسبه الى مجموعة من الجمعيات، أهمها الجمعية الجغرافية الإسلامية ولاية إيوا بالولايات المتحدة الامريكية، والجمعية الإسلامية الاجتماعية بأنديانا، والجمعية الجغرافية: المصرية، والسعودية، والكويتية، والجمعية الجغرافية الوطنية الأمريكية بواشنطن، واشترك في كثير من المناشط الاجتماعية بالمدينة المنورة,بقي ان نقول ان فقيدنا الغالي من مواليد المدينة المنورة سنة 1364هجرية، رحمه الله وألهم ابناءه وكل احبائه الصبر والسلوان, وإنا لله وإنا إليه راجعون.

أعلـىالصفحةرجوع














[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved