أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Saturday 25th November,2000العدد:10285الطبعةالاولـيالسبت 28 ,شعبان 1421

الاقتصادية

محافظ الخرج للجزيرة
وضع المياه في المنطقة مطمئن ولا ضرورة للسدود
افتتاح فرع للغرفة التجارية سيفعِّل دور رجال الأعمال
* حوار: أحمد الفهيد
الخرج,, مدينة العيون,, وعين المدائن، تلك المدينة التي يسجد عطاؤها وقبلته الحرمين منذ عهد الرسول صلى الله عليه وسلم,, تشهد على ذلك تلك التجاعيد الجافة في شعابها,, وعيونها الغائرة في عيونها، ,,ولكنها لم تزل حتى اليوم سلة الغذاء التي لا تنضب.
هذه المدينة التي احتضنت أولى خطوات الأمن الغذائي في المملكة منذ عهد الملك عبدالعزيز ولا زالت قوافل المنتجات الزراعية والألبان تذكرنا وحتى اليوم بذلك الماضي القريب والبعيد،,, مدينة تشهد تطورا مستمرا وينتظرها مستقبل استثماري خصب بمقاييس يومنا هذا.
وحول الخرج مدينة وزراعة ومجتمعا كان حوارنا هذا مع سعادة محافظ الخرج الأستاذ ناصر بن خالد السديري والذي التقته الجزيرة في حوار حي يرفض قوالب الأسئلة,, وقولبة الاجابات، لنرسم معكم من خلاله خريطة أكثر وضوحا عن المناخ الاستثماري في المحافظة ومن هنا بدأ حوارنا,,
* من أين تريد أن نبدأ؟
من حيثما أردت.
* في بداية حوارنا هل لكم أن تلقوا مزيدا من الضوء على وضع محافظة الخرج الاقتصادي والاجتماعي من ناحية تعداد السكان ونوعية الأنشطة السابقة والحالية في المحافظة؟
سأحدثك عن الخرج من خلال ما أعرفه عنها سابقا وبعد قدومي للمحافظة من ثلاث سنوات.
محافظة الخرج هي المحافظة الأولى في المملكة التي بدأت فيها خطوات التطوير الزراعي عندما بدأ فيها مشروع وزارة الزراعة في عهد جلالة الملك عبدالعزيز رحمه الله وذلك عندما أمر بإقامة أول مشروع زراعي بالخرج والذي لا يزال منتجا حتى اليوم حيث يتجاوز عمره 60 سنة، وحيث كان أول مشروع نموذجي بشكل استفادت منه مناطق أخرى عن طريق تعميم هذه التجربة وانتقال التقنية الزراعية وتعميمها مثل غرس النخيل وركاز الأشجار والحمضيات وتنظيم الغرس وتنظيم الري فمن ناحية التقنية استخدمت مكائن (البلاك ستون) التي وصلت للمنطقة وعملت لضخ المياه لهذا المشروع ومن ثم انتقلت إلى عدة مناطق في المملكة وساهمت في إحلال نظام الميكنة في الري أو (الري الآلي) بدلا من السواني.
من جهة أخرى فمدينة الخرج تنعم بالاكتفاء الذاتي في كثير من المحاصيل الزراعية وتعتبر موردا رئيسيا لمختلف مناطق المملكة حيث تعتبر موردا رئيسيا للمنتجات الزراعية لمدينة الرياض سواء الخضروات أو القمح أو التمور.
كما شهد الخرج تطورا كبيرا في جوانب النشاط الزراعي وعلى الأخص القطاع الحيواني خصوصا إذا ما علمنا ان عدد الأبقار في المحافظة على سبيل المثال حوالي (17,000) رأس إضافة إلى عدد كبير من رؤوس الأبقار المخصصة للتنمية إضافة إلى ألوف قطعان الضأن والابل في مزارع الإنتاج التقليدية والتي تذهب نسبة كبيرة منها لمدينة الرياض.
إضافة إلى أن مدينة الخرج شهدت في السنوات الأخيرة توسعا في الأنشطة التجارية نتيجة التوسع العمراني الذي تشهده المنطقة.
* وماذا عن التعداد السكاني للمحافظة؟
من ناحية التعداد السكاني للمحافظة، وكما هو معلوم فقد مضى على التعداد فترة طويلة ولأن أعداد السكان في تزايد مستمر ومن أجل الاستفادة من أحدث الأرقام والاحصائيات فإننا نستقي آخر الأرقام من إحصائيات وزارة الصحة وإدارات التعليم في المنطقة والتي تشير إلى أن تعداد سكان المنطقة يقع في حدود نصف مليون نسمة تقريباً.
* هل يمكن ان تعطونا مؤشراً ولو تقريبيا لحجم الهجرة من الخرج إلى الرياض أو حتى الهجرة العكسية، من الرياض إلى الخرج؟
في الواقع لا يوجد مؤشرات يمكن الحصول عليها بهذا الخصوص سيما ان الانتقال بين مناطق المملكة متاح للجميع في أي وقت وبدون إذن.
سلبيات وميزات القرب من الرياض
* مدينة الخرج تتمتع بموقع استراتيجي جعلها منذ 60 عاما المدينة التي احتضنت بواكير خطة الأمن الغذائي عندما أمر الملك عبدالعزيز رحمه الله بإنشاء مشروع الخرج الزراعي الذي كان بمثابة سلة الغذاء لمدينة الرياض.
,, منذ ذلك الوقت وحتى اليوم، ومع تغير المعايير الاستراتيجية تبقى الخرج من أقرب المراكز المدنية والتجمعات الحضرية لمدينة الرياض ,, عاصمة المملكة.
,, ترى ، إلى أي مدى انعكس هذا القرب من الرياض إيجابا أو سلبا على مدينة الخرج؟
مدينة الخرج استفادت من قربها من الرياض أكثر، حيث وفرت سوقا كبيرا لمنتجات المنطقة كما أضافت ميزة نوعية لمنتجات المنطقة كما حيث تميزت هذه المنتجات بقصر فترة النقل والتخزين بحيث تصل المنتجات طازجة إلى المستهلك الذي بات يفضل المنتج إذا علم أنه من منتجات مزارع الخرج.
* ألا ترى سعادكم بأن قرب مدينة الخرج من الرياض اعطى فرصة أكبر لانتقال عدد من سكان المحافظة إلى الرياض مما قلل إلى حد ما من حركة النشاط الاقتصادي سواء العمراني أو التجاري في المدينة؟
لا أعقتد ذلك! بل أرى العكس هو الصحيح، حيث قلل هذا القرب من حاجة أهالي المحافظة للانتقال إلى مدينة الرياض خصوصا مع توفر الطرق السريعة بحيث لا يكلفك الانتقال من الخرج إلى الرياض أكثر من 45 دقيقة، في حين أن الانتقال من شرق الرياض إلى غربها مثلا يكلفك نفس المدة!.
وبذلك نجد ان ساكن الخرج يعتبر من سكان الرياض نتيجة هذا القرب.
* وهل يمكن أن ينسحب ذلك على المراكز الإدارية كالتعليم والصحة وغيرها، سيما وأن هناك مدنا ومحافظات تقارب مدينة الخرج من حيث المساحة وتعداد السكان، تتوفر فيها كليات على سبيل المثال بينما يُحسب شباب مدينة الخرج على مراكز التجمعات الخدمية في مدينة الرياض؟
الحقيقة أنه وكما ذكرت لك فقربها من الرياض جعل الانتقال سهلا وميسرا ما بين مدينتي الخرج والرياض، مما يسمح لكثير من الطلبة والطالبات وكذلك المعلمين والمعلمات أو حتى الموظفين بالانتقال اليومي من وإلى الرياض والاستفادة من المعطيات والفرص في العاصمة الرياض.
وبالتالي نجد أن قربها من الرياض أعطاها فرصة الحصول على جميع الميزات والخدمات المتوفرة في مدينة مثل الرياض مع بقائهم في الخرج بكل ما تتمتع به من ميزات مثل قلة الازدحام ونقاء الهواء وطبيعة المنطقة، دون أن يضطروا إلى الانتقال إلى الرياض ويحصلون على فرصة بقائهم مع أسرهم وذويهم في مدينة الخرج.
المواصلات، الطرق، المطبات!
* يقودنا الحديث عن المواصلات والطرق إلى الحديث عن طرق وشوارع المدينة التي تشكل بصورة أخرى تخطيط مدينة الخرج وترسم تقاطيع وملامح وجه هذه المدينة.
,, الخرج يقسمها عدد من الشوارع منذ أكثر من حوالي 35 سنة هذه الشوارع تبدو الآن ضيقة وذات تقاطعات كثيرة وإشارات قصيرة فيما بينها، وبشكل لم يعد يخدم كثافة حركة السير إضافة إلى أنه الآن ومع توسع المدينة وازدياد عدد السكان وتوسع حركة الإعمار، أصبحت بشكل أو بآخر تحد وتعيق حركة النشاط التجاري وتزيد من فرص الازدحام.
ترى، ألا يوجد حلول لهذه المشكلة سيما وأن هناك تزايدا في متطلبات المدينة الحديثة من خلال وضع طريق دائري أو كباري مؤقتة أو حتى توسعة بعض الشوارع الرئيسية؟
هذه المشكلة مشكلة تعاني منها كل المخططات القديمة على مستوى المملكة, ولكن في المقابل هناك تصور لدى البلدية يتعلق بتحسين مستوى الشوارع وتوسعتها قدر الإمكان إما على حساب بعض الأرصفة أو حتى بعض الأراضي بالشكل الذي يسهل حركة المرور.
أيضا ومن جهة أخرى فانتقال المحلات والتجمعات التجارية من وسط المدينة القديمة إلى المخططات الجديدة ذات الشوارع الفسيحة سيؤدي إلى استقطاب الازدحام من قلب المدينة باتجاه الأطراف.
كذلك فقد روعي وضع الشوارع المستقبلية في المخططات الجديدة وقد أخذت هذه النقطة في عين اعتبار المخططين عند تحديد مواقع المراكز والتجمعات التجارية إضافة إلى مواقف للسيارات ومواقع الحدائق العامة في تلك المخططات.
* استكمالا للحديث حول الطرق، نجد أن طريقا حيويا مثل طريق (العيون) الذي يربط مركز الصحنة والدلم بمركز مدينة الخرج يشهد كثافة يومية في حركة السير كما شهد العديد من الحوادث المؤسفة، هذا الطريق يخضع الآن لأعمال توسعة على أشدها.
,, إلى أي مدى وصلت هذه الأعمال وكيف سيكون الطريق بعد نهايته ومتى سينتهي؟
أعمال التوسعة في (طريق العيون) تهدف إلى توسعة الطريق ليصبح في اتجاهين، بحيث يربط المراكز الواقعة غرب الخرج بمركز المدينة ولا يزال العمل فيه مستمرا.
كما سيكون هناك دوار عند مفترق الطرق القادمة من الرياض والدلم والصحنة وطريق الجنوب، والواقع في الركن الجنوبي الشرقي لمركز (نعجان) ونتوقع أن تنتهي أعمال الإنشاءات في هذا الدوار في القريب العاجل.
* مدينة الخرج كغيرها من المدن المتوسطة، تتميز بتجمعات سكانية أسرية أو عائلية كأحياء مغلقة، هذا الوضع أدى إلى بروز ظاهرة أثرت على جمالية شوارع المدينة نتيجة إقامة بعض السكان لمطبات اصطناعية لا تخضع لمواصفات محددة أو حتى لأسباب مرورية تبرر وجودها، والتي تفاجئك بالظهور دون مبرر أو حتى لوحة تحذير.
كيف ترون هذه الظاهرة وأثرها على جمالية المدينة؟
وجود المطبات يعتبر ضرورة من أجل تقييد السرعات داخل المناطق السكنية والسائق يجب عليه الالتزام بالسرعات المحددة نظرا للنتائج السلبية التي تنعكس على الأرواح نتيجة عدم الالتزام ولا يمكن ان يوضع شرطي مع كل سائق لكي يتأكد من التزامه بالسرعة المحددة! وكما أن الجزاءات أوالمخالفات تعتبر إحدى طرق تحديد السرعة على الطرق السريعة فكذلك تعتبر المطبات إحدى الطرق الفاعلة لتحديد السرعات داخل الأحياء والمناطق السكنية.
أما فيما يتعلق بنوعية المطبات وشكلها من ناحية عدم مطابقة بعضها للمواصفات القياسية فقد أوافقك في ذلك وفي امكانية الاستعاضة عنها بمطبات عريضة أو الخطوط العاكسة (عيون القطط).
هذا فيما يتعلق بالمطبات أما بالنسبة للوحات الإرشادية فأنا أتفق معك تماما على أهميتها وهي موجودة أمام أغلب المطبات الحديثة على الأقل.
* صدر توجيه صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض بعمل لجنة لنظر ودراسة احتياجات المحافظة,, إلى أين وصلت أعمال هذه اللجنة؟
هي لجان وليست لجنة واحدة، وتأتي هذه اللجان انطلاقا من الحرص والاهتمام الدائم من لدن صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض وسمونائبه على تلمس احتياجات الأهالي والمحافظات في المنطقة من المشاريع التنموية المختلفة, وقد تابعت هذه اللجان احتياجات كل قرية وكل مدينة وتم رفعها إلى سمو أمير منطقة الرياض وتمت مناقشتها ضمن اجتماع مجلس المنطقة ليتم رفعها للمقام السامي لاعتمادها.
* هل لنا أن نتعرف على احتياجات المحافظة من خلال المسح الذي قدمته اللجنة؟
الهدف من هذا المسح هو رصد الموجود والمتوفر والتعرف على الاحتياجات الآنية او المستجدة، لأن هناك بعض المحافظات لديها احتياجات ومتطلبات تلبي الزيادة والنمو المستمر بها وهناك بعض المحافظات لديها اكتفاء وهناك أخرى قد يكون لديها فائض، فعملية المسح هي عملية تكميل للمشاريع التي لم تستكمل في السابق لكي يكون هناك تساو في المشاريع لكي لا تكون هناك قرية أو محافظة تقل مشاريعها عن القرى أو المحافظات الأخرى وتصل حركة النماء والتطور إلى كل قرية ومدينة عبر المشاريع الحيوية الحديثة.
* تتركز أغلب الدوائر الحكومية مثل مبنى المحافظة ومبنى الأحوال المدنية والدفاع المدني وكذلك الشرطة في شارع واحد تقريبا والذي ربما ساعد في ازدحام حركة السير عبر تلك الشوارع المؤدية للمركز الإداري للمحافظة.
,, هل لنا أن نتعرف على آخر ما تم حيال هذه الاحتياجات الملحة للمحافظة؟
بالنسبة لمقر المحافظة فقد تم تشيد مبنى حديث بتصميم مميز بالقرب من قصر الملك عبدالعزيز رحمه الله وربما تنتهي أعمال الانشاءات فيه خلال الأشهر القليلة القادمة وبالنسبة لمبنى إدارة الشرطة بالمحافظة فسيتم طرحه قريبا إن شاء الله ومن المتوقع أن يبدأ العمل فيه خلال سنة تقريبا.
أما فيما يتعلق بالإدارات الأخرى فبعضها لديها مقراتها الخاصة كإدارة التعليم مثلا، أما بعض الإدارات الأخرى فقد جرى التنسيق بين هذه الإدارات وبلدية المحافظة لإيجاد أراض مناسبة لتكون مقرا لهذه الإدارات بشكل يخدم طبيعة عملها ويتمشى مع التوسع العمراني للمحافظة.
شباب الخرج
* الشباب يشكلون الشريحة العظمى في المجتمع، وقد قدمت مدينة الخرج عددا من النماذج المشرفة في كثير من المجالات مستفيدين بذلك من الفرص التي يمنحها هذا الوطن المعطاء لشبابه,.
ولعل من يطالع الأنشطة الشبابية في مدينة الخرج يلاحظ ان هؤلاء الشباب يهدرون طاقتهم في أنشطة غير منظمة بشكل يمكن استثماره بما يعود عليهم وعلى المنطقة وعلى الوطن بالنفع والفائدة، وربما يعود ذلك لقلة المراكز الرياضية التابعة للرئاسة أو حتى تلك المراكز الخاصة، إضافة إلى اهمال كبريات الشركات في المنطقة لدعم الأنشطة الشبابية الاجتماعية الخاصة بالمدينة في الوقت الذي يقومون فيه بمثل هذه الأنشطة في المدن الكبرى.
*, كيف ترون سعادتكم البنية الشبابية التحتية في المحافظة حاليا ومستقبلا؟
بالنسبة للأندية، فنادي الشعلة هو النادي الوحيد الذي يملك مقرا خاصا به، أما بقية الأندية فلا تزال في مقارها التي أنشأتها أو قامت بإستئجارها على حسابها.
ولعل هذا الوضع عائد لعدة عوامل من أهمها قلة وجود مساهمة ودعم من رجال الاعمال في المنطقة للنهوض بهذا القطاع فالأندية كما تعلمون تتطور وتزدهر بمساهمات أعضاء الشرف من رجال الأعمال بالمحافظة أو من خلال دعم الجهات التي تمثل رجال الأعمال كالغرف التجارية, وفي هذا الصدد فقد قمنا ببحث هذا الموضوع مع سعادة رئيس الغرفة التجارية بالرياض وأدى عن هذا التباحث والتعاون من قبل الاخوة في غرفة الرياض إلى فتح فرع للغرفة التجارية في مدينة الخرج، وقد بدأ الفرع فعليا في ممارسة أنشطته بشكل فعال ومؤثر وكان أول هذه الأنشطة الحملة الإعلامية للأمن العام وقد شهدت حضورا متميزا قدم رجال الأعمال خلاله تبرعات سخية وطيبة للمساهمة في هذه الحملة, ونأمل إن شاء الله أن تحظى الأندية بدعم أكبر من خلال رجال الأعمال عبر فرع الغرفة في مدينة الخرج.
أما بالنسبة للأندية التجارية أو الخاصة فهذه متروكة للقطاع الخاص وهناك توجيهات سابقة ولاحقة لدى المسؤولين في البلدية بتسهيل اجراءات مثل هذه المشاريع.
* المؤسسة العامة للصناعات الحربية بالخرج مؤسسة صناعية عملاقة تضم أكثر من 8000 موظف يقومون بأعمال هذه المؤسسة الضخمة والعالية التقنية، وقد استطاع شباب الخرج إثبات كفاءة وتميز في أداء أدق الأعمال الصناعية.
*كيف تلمسون أداء وكفاءة شباب الخرج الصناعي من خلال ما تسمعونه عنهم من المسؤولين في المصانع الحربية، وكيف يمكن لنا أن نجعل من شباب الخرج نموذجا يحتذى ليؤكد على قدرة الشباب السعودي وكفاءته في العمل الصناعي؟
أداء الشباب في المصانع الحربي ممتاز جدا ولهم جهد مشرف هو في محل تقدير المسؤولين في المؤسسة والذين يشيدون بشباب الخرج الصناعيين في كل مناسبة سواء من ناحية الانضباط أو من ناحية الإنتاج، بل إن الشباب لهم أعمال متميزة حتى انهم لا يكتفون بالعمل فقط وإنما بدأوا في تقديم الاقتراحات وتطوير بعض الآلات والمكائن دون الاكتفاء بالعمل عليها فقط.
الاستثمار السياحي والمياه
* محافظة الخرج تتميز بنقاء هوائها واعتدال درجة الحرارة فيها مقارنة بمدينة الرياض وتضم معالم تاريخية وطبيعية والعديد من المتنزهات الطبيعية في الشعاب التابعة للمنطقة إضافة إلى قربها من مدينة الرياض.
,, الآن وبعد تأسيس الهيئة العليا للسياحة تبرز الخرج منطقة خصبة لجذب الاستثمار السياحي، كيف ترون مناخ ومستقبل الاستثمار السياحي في محافظة الخرج؟ وماذا يميزها في هذا الخصوص؟
محافظة الخرج مهيأة لتكون محافظة سياحية يدعم ذلك عدة عوامل أولها قربها من مدينة الرياض إضافة إلى توفر المياه بها كذلك فهي تمتلك رقعة زراعية كبيرة وطبيعة ريفية زراعية في بعض مناطق المحافظة، ومن هذا المنطلق نجد أن الخرج قابلة لأن تكون منطقة سياحية.
ولكن كما تعلم فالنشاط السياحي يحتاج إلى توفر بعض المتطلبات والمنشآت التي تلبي احتياجات السائح أو المستجم لتضمن بقاءه لفترة أطول مثل الفنادق والحدائق العامة والمتنزهات وأماكن ممارسة الأنشطة الرياضية.
وحول هذا الموضوع هناك عدة أفكار مطروحة لتدعم هذا التوجه مثل أن تقوم شركة أهلية يساهم فيها الأهالي ويحققوا بذلك الاستفادة من ناحيتين عبر مثل هذه الشركة,وإذا ما تحققت مثل هذه الفكرة وقامت شركة من هذا النوع فستهيئ المحافظة لاستقطاب النشاط السياحي من مختلف مناطق المملكة ومن مدينة الرياض بشكل خاص.
* تشير المصادر التاريخية إلى كثرة البساتين في المنطقة ومنها جاءت التسمية مشتقة من (خراج) المنطقة، مما يدل على ان المنطقة كانت تتمتع بوفرة المياه فيها إضافة إلى شهرتها إلى وقت قريب بعيونها النضاخة، إضافة إلى العديد من الآثار التي تؤكد ما ورد في مصادر قديمة وحديثة من وجود أكثر من 350 من الشعاب الجافة ومجاري المياه المبنية والتي تشير إلى الغنى المائي في المنطقة.
,, منسوب المياه في المنطقة شهد تغيرات ملحوظة في السنوات الأخيرة، هل لكم أن تلقوا مزيدا من الضوء على موضوع المياه في المنطقة؟
كما تفضلت، فقد سميت مدينة الخرج اشتقاقا من كثرة خراج المنطقة منذ القدم، فقد كانت تخرج على الحرمين في مكة والمدينة في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم، وتاريخها في وفرة المياه قديم، وقد سميت اليمامة نسبة إلى زرقة عين اليمامة إشارة إلى كثرة مياهها.
ولكن في الفترات المتأخرة ومع التطورات الحاصلة في مجال تقنيات الري والميكنة والتوسع في حفر الآبار الارتوازية حدث أن تأثر مستوى المياه بها.
فقد أدت كثرة الحفر إلى نزول الماء من طبقة إلى طبقة نتيجة الحفر غير المنظم ودون إشراف جهاز فني متخصص في مجال الحفر، فالحفر إذا لم يكن تحت إشراف فني متخصص يؤدي إلى تسربات في الآبار وبالتالي نزول الماء من طبقة إلى طبقة علاوة على الاستنزاف الكبير على الطبقات السطحية.
إلا أن المخزون المائي في المنطقة مطمئن وجيد ولله الحمد نتيجة الأودية التي تمول هذا المخزون فهناك مئات الأودية في الخرج والحوطة وإلى شمال الرياض والتي تصب في الخرج التي تقع في طريق هذه الأودية باتجاه البحر وهي كافية لأن تمول الخرج بالمياه الجوفية.
* ألا يمكن أن يساعد إنشاء سدود في المنطقة في ضمان نسبة أكبر من مياه الأودبية والشعاب بدلا من تقطعها في الصحراء؟
معظم السدود حسب معلوماتي تتبخر فيها المياه، خاصة في منطقة بحيرة السد نتيجة العوامل الطبيعية كالشمس والهواء سيما في بعض شهور الصيف التي تتجاوز درجة الحرارة فيها 45 درجة والذي قد يؤدي إلى نقص البحيرة من نصف متر إلى متر من مستوى الماء في بحيرة السد، بينما لو تدفقت السيول عبر الأودية على طبيعتها إلى الخزان الطبيعي في باطن الارض فسيقلل من تعرض هذه المياه للعوامل الطبيعية التي تؤدي إلى تبخر الماء وتبقى المياه مخزونة في باطن الأرض لحين إخراجها والاستفادة منها من جديد.
لذلك أعتقد أن بقاء المحافظة بدون سدود يخدم توفر المياه فيها بشكل أفضل إلا إذا كان هناك (سدود مخفية) وهي السدود التي تقام تحت الأرض لكي تحجز الماء المتدفق في باطن الأرض.
* ألا يمكن أن تساعد السدود على تشرب الأرض للمياه حتى لو كان هناك تبخر بنسبة 10% فيكفي أن نضمن 90% وصل إلى باطن الأرض أفضل من تعرضها للتبخر في الصحراء؟
لا يمكن ضمان ذلك!، لأن نسبة التبخر عالية والماء في البحيرة لا ينزل إلى جوف الأرض في يوم أو شهر أو شهرين بل يحتاج إلى ستة أشهر إذا كانت السدود كبيرة، وخلال هذه الفترة قد يتبخر ثلث البحيرة!!, وهذه نسبة كبيرة وليست بسيطة، إضافة إلى ان الخزانات الصناعية ليست كالخزانات الطبيعية ويعيب السدود الصناعية سماحها بترسب الطمي وبالتالي انغلاق المنافذ الأرضية في قاع البحيرة مما يقلل بالتالي من نفاذية المياه إلى باطن الأرض ويزيد من احتمالات التبخر، بينما من الأفضل تزولها إلى الخزان الطبيعي تحت الأرض سواء من ناحية التبخر أو من ناحية سرعة وصولها إلى الآبار وبشكل ملموس.
* هل هناك دراسات رصدت حجم المخزون المائي للمنطقة وقدمت حلولا أو اقتراحات بهذا الخصوص من أجل الإبقاء على الميزة النوعية للمحافظة كمنطقة زراعية؟
هناك دراسة مسحية شاملة تقوم بها وزارة الزراعة والمياه حول منسوب المياه الجوفية في المملكة بشكل عام انطلاقا من الاهتمام الكبير بهذا الموضوع من قبل الجهات العليا المعنية بالمياه، ولا تزال هذه الدراسات مستمرة ونتوقع ان تنعكس نتائج إيجابية على منسوب المياه في المحافظة وبقية مناطق المملكة.
* كيف ترون العلاقة بين تغير منسوب المياه عن مستوياته السابقة والاتجاه نحو زراعة الاعلاف في المحافظة؟
زراعة الأعلاف تقلصت كثيرا في الآونة الأخيرة، وأغلب زراعة الأعلاف مقتصرة على مشاريع الإنتاج الحيواني إلا أن أغلب المشاريع الأخرى قد توقفت عن زراعة الأعلاف واتجهت نحو تنويع المحاصيل.
بطاقة دعوة
* محافظة الخرج تحتضن العديد من المشاريع الكبيرة والمتميزة حتى على مستوى العالم.
,, في بطاقة دعوة للمستثمر الزراعي من خلال (الجزيرة)، ماذا تقدم الخرج للمستثمرين فيها؟
في الخرج الماء ,, التربة,, إضافة إلى القرب من الأسواق المركزية كمدينة الرياض والتي تضمن لهم تسويقا سريعا وبأقل كلفة.

أعلـىالصفحةرجوع














[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved