أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Saturday 25th November,2000العدد:10285الطبعةالاولـيالسبت 28 ,شعبان 1421

عزيزتـي الجزيرة

هل انتزع الأمن العام دور المؤسسات التربوية!!؟
عزيزتي الجزيرة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته,,, وبعد
لعل من يقرأ العنوان الذي وضع لهذه السطور يصاب بنوع من الغرابة والتعجب, ولكن ليزول ما كان غريباً هو ما أتوقعه من القارئ الكريم بعد إكماله قراءة هذه السطور, التي تحتوي على تسليط الضوء على بعض الأبعاد المهمة التي لها علاقة بالعنوان فكل فرد من افراد هذا الشعب الكريم سواء كان مواطناً أم وافداً يلاحظ الجهود المبذولة من قبل وزارة الداخلية وعلى رأسها صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز آل سعود لتحقيق الأمن للمواطن حتى اصبحت المملكة العربية السعودية مجال إعجاب لجميع زائريها من حالة الأمن والاستقرار النفسي الذي يشعر به الفرد ونرى هذه الأيام وقوف رجال المرور بمختلف رتبهم العسكرية امام إشارات المرور حيث يقومون بتوجيه وإرشاد قائدي المركبات لربط حزام الأمان وكانت هذه العملية تتم بطريقة تربوية قد يعجز عن تحقيقها من مهنتهم التربية وخاصة ان المخططين في الامن العام بقيادة معالي الفريق اسعد عبدالكريم مدير الامن العام قد أدركوا عوامل كثيرة يجب مراعاتها عند توصيل أي رسالة للمواطن الذي تحرص الدولة على رعايته, لذا نجد أن رجال الأمن عند الإرشادات الخاصة بحزام الأمان يخاطبون قائدي المركبات على قدر عقولهم فهناك خطاب للشاب الذي يمر بمرحلة المراهقة وخطاب للرجل الكهل وخطاب لقائد المركبة الذي لا يجيد اللغة العربية وهكذا.
يتساءل الفرد كيف ادرك رجال الأمن أهمية الارشاد والتوجيه قبل تطبيق أي نوع من الجزاءات؟
ونستطيع القول ان اهتمام وزارة الداخلية ممثلة عن الدولة في هذا المجال هو اهتمام حكومتنا الرشيدة بالبعد الاجتماعي للمواطنين حيث حدد النظام الأساسي للحكم في المملكة العربية السعودية أحكاماً.
تتمثل في الآتي:
1 منهج الله سبحانه وتعالى.
2 منهج حكم الدولة.
3 منهج الاسرة.
ولتحقيق هذه الاحكام الثلاثة فإن من المهام الرئيسية للتربويين في المجتمع السعودي هي كيفية وضع خطة تربوية سليمة تحقق عند الفرد توازناً في الخضوع والاحترام لهذه الاحكام الثلاثة التي تصب في مصلحة الفرد والمجتمع بأسره في جميع انحاء المملكة.
إن ما يقوم به رجال المرور ما هو إلا جزء يسير من الأعمال التي يقدمها الأمن العام وبتوجيه من صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز الذي ارتبط اسمه بالأمن في هذا البلد الطيب.
هذا وعلى فرضية أن عدم ربط حزام الأمان يعتبر من السلوكيات غير المقبولة, هل ينبغي أن نرمي المسؤولية على الأمن العام بتعديل هذا السلوك وهي غياب دور المؤسسات التربوية كالاسرة والمدرسة الذي يفترض أنها تقدم كل فرد من افرادها إلى المجتمع ملتزماً بالقواعد والمعايير الصحيحة المرغوبة في المجتمع, والذي أنشده هو ضرورة تأصيل المواطنة الصالحة في نفس كل فرد صغيراً كان أم كبيراً من أفراد المجتمع.
لقد سمعت صاحب السمو الملكي الامير نايف حينما قال في احدى المقابلات التلفزيونية ان كل مواطن رجل أمن, وبهذا نلحظ اهتمام سموه بالبعد الاجتماعي للمواطن السعودي وحين نتوقف عند كلمة سموه ونقوم بتحليلها نرى اننا بحاجة لمراجعة كثير من الحسابات وفي مقدمتها مراجعة دور الأسرة والمدرسة وهل استطاعت هاتان المؤسستان التربويتان ان تقدما المواطن الصالح الذي يحب وطنه ويعمل على إظهاره بصورة حضارية تتناسب مع النهضة الشاملة التي يعيشها بلدنا الغالي.
ولكون التنشئة الاجتماعية للفرد هي احدى مهام الاسرة الاساسية تشاركها في ذلك المدرسة كمؤسسة تربوية رسمية مكملة لدور الاسرة وتعمل على تعزيز الجوانب الايجابية في التنشئة الاسرية وتعديل ما قد يكون غير مناسب, وكون بلادنا الغالية تعيش في تنمية متعددة الابعاد فإنه تقع على الفرد مسؤولية تأدية جزء من هذه التنمية وبهذا استطيع أن اقول أين دور الاسرة والمدرسة في تنشئة افرادها تنشئة سليمة فمثلا يقع عليها مسؤولية تعويد افرادها على الالتزام بتعليمات المرور, وكذلك المحافظة على نظافة الشوارع,, خاصة عند وقوف السيارات عند إشارة المرور حيث نرى بعض السلوكيات كالبصق في الشارع او رمي المناديل او رمي علب المشروبات في الطريق أو عدم المحافظة على المرافق العامة وهكذا من بعض السلوكيات التي لا تحترم الطريق ولا مشاعر الناس ولا الأخذ في الاعتبار بأن اماطة الأذى عن الطريق صدقة, اقول ان دور المؤسسات التربوية الذي يفترض ان تساند الأمن العام في مسئوليته وان تفعل المساندة ولا تكون عبارة عن نشاطات مدرسية فقط او مجرداحاديث عن السلوك المثالي داخل الاسرة وبمجرد خروج اعضائها الى المجتمع يبدأون يتخلون عما كانوا ينادون به.
وقد حدثني طفل يدرس في السنة الرابعة ابتدائي بقوله (حزام الأمان كان يرددونه كلام بس لكن بدأوا يهتمون ويطبقونه ويراقبونه) هذا نص ما قاله ذلك الطفل ولاشك ان ما ذكره هي أساليب تربوية لا تخفى على الجميع.
السؤال الذي اطرحه على معالي مدير الأمن العام الفريق اسعد عبدالكريم هو كيف استطاع الأمن العام ان يوصل احدى رسائله إلى الفرد إلى درجة تشربها كما قال هذا الطفل؟ وما الطريقة التربوية التي استطاع بها الامن العام ان يحقق هذا الهدف, وبالاجابة على هذين السؤالين ارجو أن تستفيد المؤسسات التربوية أسرة ومدرسة وان تفعل دورها وتساند الأمن العام وجميع القطاعات في تقديم الأفراد المهيئين لتقبل كل جديد لما يخدم مصلحة الفرد نفسه ومصلحة المجتمع.
والله من وراء القصد,.
خالد بن عبد الرحمن السالم
الرئاسة العام لتعليم البنات
عضو الجمعية السعودية للعلوم التربوية والنفسية - الرياض


أعلـىالصفحةرجوع














[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved