أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Sunday 26th November,2000العدد:10286الطبعةالاولـيالأحد 30 ,شعبان 1421

المجتمـع

د, طارق مدني استشاري الأمراض المعدية
هكذا اكتشفنا حمى الوادي المتصدع,,!
* حوار:سلطان المواش
في مواجهة انتشار وباء حمى الوادي المتصدع استنفرت وزارة الصحة اجهزتها الفنية وخبراتها الميدانية بصورة فورية للتصدي لهذه الفاشية التي تسربت الى حدود بلادنا في صمت وفرضت واقعاً صحياً خطيراً، ورغم ان هذا المرض لم يكن متوقعاً، ورغم عنصر المفاجأة الذي كان يمكن ان يؤدي الى كارثة بحجم كبير كما حدث في أحد البلاد العربية، حيث اصاب هذا الوباء اكثر من عشرين الف شخص وأدى الى وفاة المئات من الأشخاص واهدر آلافا أخرى من الثروة الحيوانية في تلك البلاد, ولقد نشطت وزارة الصحة في بلدنا من الساعة الأولى التي تنامى الى علمها مؤشرات هذه الحمى الغريبة، ومن حقنا رغم الحزن الذي اصاب الكثير من الذين تأثروا بهذا الوباء ان نفخر بالكوادر السعودية التي نالت استحساناً عالمياً من المؤسسات والمنظمات الطبية على الطريقة النوعية التي تعامل بها المختصون في الإدارات الطبية المعنية تجاه هذه الأزمة والتتبع الزمني القياسي في ملاحقة عناصر المرض المعقدة ومحاصرتها من قبل الجهات التنفيذية المختلفة وفي محاولة لإجلاء تفاصيل الإحداثيات الزمنية وتفاصيل المتابعة الدقيقة من قبل تلك الإدارات لتطور ذلك المرض والحرب عليه التقينا بالدكتور طارق احمد مدني، استشاري واستاذ الامراض المعدية بجامعة الملك عبدالعزيز ومستشار وزير الصحة ورئيس الفريق الطبي لمكافحة مرض حمى الوادي المتصدع، فكان معه هذه الحوار:
* دكتور نأمل ان تبين للقارئ التطور الزمني لانتشار هذا المرض منذ الإبلاغ عنه الى لحظة التعرف عليه إلى بداية مكافحته؟
في مساء الاثنين 11/9/2000م تم الإبلاغ عن مرض غريب تمثلت اعراضه في حمى واسهال وبعض المضاعفات الأخرى التي تصل الى مرحلة الفشل الكبدي ونزيف في المخ.
* ما رد الفعل من قبل الوزارة في وقتها؟
وجه معالي الوزير بارسال فريق علمي مختص الى المنطقة وقبل ان تمضي على البلاغ 5 ساعات كان الفريق في جيزان صبيحة الثلاثاء 12/9/2000م، وكان من ضمن الوفد الدكتور امين مشخص والدكتور صلاح تمساح من إدارة الوبائيات.
* كيف كان الوضع في المنطقة عند وصول الفريق؟
كانت التقارير قد وردت عن ظهور 7 حالات بنفس الأعراض المذكورة ومن التشخيص السريري تمثلت الاستنتاجات المبدئية عن حالات حمى نزيفية فيروسية حادة تمخضت عن وفاة سريعة في بعض الحالات بنفس التدهور الذي تسببه فيروسات الحمى النزيفية الحادة.
* ما الخطوة الثانية بعد هذا الاستنتاج المهم؟
بعد الفراغ من الملاحظات المرضية والتشخيص السريري كان لابد من العمل الميداني والاستكشاف الحقلي وتمت زيارة اقرباء المرضى والمتوفين ومن الملاحظات التي لفتت نظر الفريق هي إفادات بعض المواطنين عن وجود مرض غير طبيعي في الحيوانات تمثل في نفوق أعداد كبيرة واجهاضات متكررة، ومن معاينة المناخ والحقل لاحظ الفريق وجود كثافة كبيرة للناموس في ظل هطول أمطار غزيرة في الاسابيع الأخيرة.
* متى تجمعت كل هذه الملاحظات؟
يوم الثلاثاء أي قبل مرور اربع وعشرين ساعة على البلاغ.
* هل أدركتم ان المرض الذي بدأ في الانتشار هو حمى الوادي المتصدع؟
طلبنا من وزارة الزراعة التأكد من وجود وضع غير طبيعي وطمأننا اخواننا في الوزارة بعد بعض الإجراءات ان ليس هناك شيء غير طبيعي فيما يخص الحيوانات.
* هل اكتفى الفريق بتلك الملاحظات؟
لا,, فلقد قمنا بفحص حشري لنوع الناموس المنتشر واتضح لنا انه من نوع ابديس ايجبستي وقمنا بالربط من العناصر الاتية:
1/ حمى نزفية.
2/ نفوق في المواشي والأغنام.
3/ فصائل الناموس الموجودة.
ومن المعلومات المتوافرة فان حمى الوادي المتصدع هي الوحيدة من الحمى النزيفية التي تجمع هذه العوامل الثلاثة.
* ما الفوارق في الأعراض وطرق الانتشار بينها وبين الحمى النزيفية الأخرى؟
الايبولا مثلاً لا يقتل الحيوانات ولا ينتقل عن طريق البعوض، حمى وادي النيل تنتقل عن طريق الطيور، الحمى الصفراء لا تبيد الحيوانات، وهكذا كثير من أنواع الحمى يختلف بشكل أو آخر.
* ما الخطوة التالية التي قمتم بها بعدما تأكد فريق وزارة الصحة من ان الحمى المنتشرة هي حمى الوادي المتصدع؟
طبعاً كل ذلك كان خلال اربع وعشرين ساعة فقط وفي ظروف صعبة ومعقدة وبعد وصولنا لهذه النتيجة اخذنا عينات من دم بعض المرضى وكبد احد المتوفين وارسلناها الى مركز مكافحة الأمراض في اطلانطا.
* متى كان ذلك؟
كان ذلك صبيحة الخميس 14/9 وجاءت النتيجة يوم السبت 16/9/2000م لتؤكد صحة النتيجة التي وصل اليها فريق وزارة الصحة والأمر برمته لم يتعد ال48 ساعة بينما كان التشخيص يأخذ في بعض الحالات اسابيع وشهورا.
* وما الإجراءات اللاحقة؟
اولاً: بلغت وزارة الزراعة بوجود ذلك المرض الذي يصيب الحيوانات من الماعز والبقر وبصورة اقل الجمال وطلبنا منهم ضرورة الفحوصات للتأكد من وجود المرض والحجر على حركة الحيوانات المريضة والعمل على دفنها او حرقها علىالفور وتكثيف رش المبيدات وردم بؤر توالد البعوض كالمستنقعات والبرك وعلى مستوى البلديات تم الإبلاغ لتكثيف الرش داخل المدن والتخلص من الحيوانات النافقة وعلى المستوى الفردي بدأت التوعية بطرق مختلفة بماهية المرض وطرق انتقاله ونصحناهم ب:
1/ عدم التعرض للناموس.
2/ استخدام الناموسيات المشبعة بطارد البعوض.
3/ عدم التعامل مع الحيوانات المصابة.
4/ التبليغ عن أي حالة مرضية.

أعلـىالصفحةرجوع














[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved