أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Monday 27th November,2000العدد:10287الطبعةالاولـيالأثنين 1 ,رمضان 1421

محليــات

مستعجل
الجحافل المجاهدة,, لن تصل فلسطين!!
عبدالرحمن سعد السماري
** أطلق الرئيس العراقي صدام حسين قبل أيام,, رصاصة بدء تحرير فلسطين وسط حشود عسكرية مجتمعة,, تحمل الأسلحة الخفيفة والثقيلة,, وهتفت الجموع بحياة السيد الرئيس المجاهد المنقذ لفلسطين وللفلسطينيين,, وصاحت الجموع والتقطت الصور بعد هذه الرصاصة التاريخية معلنة بدء الجهاد,.
** وكان المشاهد العربي يتابع خلال الأيام الماضية جحافل = كما يحلو للسيد الرئيس تسميتها = جحافل المتطوعين وهم يستعرضون أمام العدسات,, ويقال,, انهم سيتوجهون لتحرير فلسطين,, كما وجه السيد الرئيس المجاهد صدام حسين بتحرير فلسطين جهادياً ؟!! .
** وقد كنا نتابع خلال الأيام الماضية محطة السي, إن, إن والمحطات الاخبارية الأخرى ونتوقع ان نشاهد هذه الجحافل وهي تقتحم فلسطين المحتلة وتقتل اليهود واحداً واحداً,, لكن شيئاً من ذلك لم يحصل ولن يحصل على الاطلاق.
** صدام حسين,, تاجر بالقضية الفلسطينية سنوات,, وها هو اليوم يزايد في هذه القضية,, ويستثمر آلام وأوجاع ومصائب الفلسطينيين من أجل دعايات لشخصه,, ومن أجل الضحك على العراقيين وعلى العرب وعلى كل الناس,.
** وصدام حسين,, يهدف من هذه الاستعراضات ومن هذه الحشود ومن هذه الحركات الى عدة أمور من أبرزها,.
** أولاً,, اشغال وإلهاء الجبهة الداخلية في هتافات وصراخ واستعراضات وخرابيط هو أول من يسخر منها,, والمشكلة,, أن الجميع كلهم داخل العراق وخارجها يدركون ان المسألة كذبة كبرى ولكن من يجرؤ على القول إن ذلك كذب,, فصدام أراد من كل ذلك,, إلهاء الناس في استعراضات وهتافات وصور في دوامة لا أول لها ولا آخر.
** ثانياً,, هو يريد أيضاً,, المزيد من التمجيد لشخصه,, فهو يموت في شيء اسمه,, تمجيد الذات ونفخ النفس والمشكلة,, ان جحافل المستعرضين لتحرير فلسطين كلهم يتغنون أثناء صراخهم وقصائدهم وهتافاتهم بالسيد المجاهد الرئيس,, ولا أدري حتى الآن,, ما العلاقة بين تمجيد السيد الرئيس وبين مصيبة فلسطين وكارثتها,, وبين تحريرها من أيدي الطامعين الغزاة؟!
** ثالثاً,, هو يعرف أن العرب كلهم أو أكثرهم على الأصح,, تجار كلام ومزايدات واستعراضات وكذب,, فما يفعله هو جزء من هذه الكذبة الكبرى,.
** يقول مفتي القدس العرب أهل كلام,, فكيف يمكن تحرير فلسطين بالكلام؟! .
** وبالفعل,, اذا شاهدت بعض المحطات العربية وعلى رأسها محطة العراق,, تشاهد كيف يكون الكذب والهقص والضحك على الذقون,.
** نحن كعرب وكمسلمين نتساءل,, متى ستتوجه هذه الجحافل المؤمنة ؟!! من العراق الى فلسطين لتحريرها من الغزاة؟!!
** ونتساءل أيضاً,, ألا يستحي سيادة الرئيس ومجموعة المجاهدين من المتاجرة بمآسي الفلسطينيين والمزايدة عليها واستثمارها في تلميع ذلك الوجه القبيح لنظام بغداد؟!
** صدام حسين وأمثاله,, يتمنون أن تستمر اسرائيل في ذبح الفلسطينيين من أجل أن تستمر جحافل المتطوعين في الاستعراضات,, حاملة صور السيد الرئيس المجاهد بأشكال وأحجام وألوان مختلفة.
** صدام حسين ونظامه,, يتمنون بقاء المأساة على ما هي عليه,, ولهذا,, فهو ضد كل حل,, وضد كل اتفاق,, وضد كل حقن للدماء أياً كانت,, لأنهم مستفيدون من هذه الدماء التي تسيل من أجل مكاسب للنظام فقط.
** صدام حسين وأمثاله,, لا يهمهم كيف وأين يذبح الفلسطنيون,, فهذا ليس شأنه أبداً,, بل ان شأنه,, بقاء نظامه الدموي مهما كان ثمن ذلك البقاء,, حتى لو كان ثمنه ذبح كل الفلسطينيين ومعهم كل العرب,, المهم,, ان يبقى رئيساً على هذا الشعب الطيب المجاهد,, وتبقى هذه الجموع تهتف وتستعرض وتنقل صوره وتتغنى بحياته وحبه وشهامته وشجاعته في ذبحهم,,!! .
** أيها الفلسطينيون,, لا تنتظروا وصول هذه الجحافل المؤمنة المجاهدة؟!! لأنها لن تصل أبداً,, فهدفها محدد,, وغايتها معروفة.
** أما الإسرائيليون فهم يشاهدون هذه الجموع ويضحكون عليها,, لأنهم يدركون أنها لن تأتي أبداً,, وهم يعرفون صدام ويعرفون حركاته أكثر من غيرهم,, ومن هنا,, فإن اسرائيل لا ترى في هذه الجحافل أي مشكلة تهددها,, لأنها تدرك ان المسألة مجرد استعراضات وهتافات وصراخ وضحك على الذقون,, ودعاية للسيد الرئيس,, ولذلك,, ورغم هذه الحشود الهائلة,, ورغم مضي أكثر من شهرين على تدريبات وصراخ هذه الجحافل المتطوعة فإن اسرائيل لم تقل عنها كلمة واحدة,, لأنها تدرك ان المسألة مسألة كلام فاضي وهرطقة وهَلسٍ من هلّاس يجيدها صدام حسين,, ولن يكون لها أدنى أثر.
** المخزي والمخجل,, ان بعض الفلسطينيين من الصداميين يتحدثون عن هذه الجموع ويحيونها ويهتفون مع الهاتفين بحياة السيد الرئيس وكل شيء بثمنه .
* أوليست المسألة تجارة,, والتجارة شطارة,, والضحايا,, هم الفلسطينيون وكان الله في عون الجميع.

أعلـىالصفحةرجوع



















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved