أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Thursday 30th November,2000العدد:10290الطبعةالاولـيالخميس 4 ,رمضان 1421

الثقافية

الزمن المقلوب
لمريض اسمه (الكتاب)!!
(الحلقة الثالثة)
أحمد عبدالرحمن العرفج
ملاحظة:
أعلنوا يوم الثالث والعشرين من شهر نيسان (ابريل) من كل عام يوما عالميا للكتاب ولحقوق المؤلف.
وهذا الاعلان لا يتعدى ان يكون تكريما له في شيخوخته ,, كما يكرم العباقرة المبدعون ابان رحيلهم.
ويعلق الصديق محمد عدنان سالم على ذلك بقوله: (لن تدمع عيناي وانا أنعي الكتاب حين اجد البديل، وقد حمل راية المعرفة، وتقدم بها، فتلك سنة التطور.
ولكن ما يذيب القلب كمدا ان ارى الكتاب يسقط بعد ان تراخت,, عنه ايدي ابناء جيلي وأولادهم وتسمرت أعينهم على التلفاز، ليستأثر بسمعهم وأبصارهم، وأفئدتهم، وهم يتابعون مسلسلاته ومسابقاته ومبارياته وحفلانه وأغنياته ودعاياته.
* انعدام روح الفعالية:
يقول السيد محمد عدنان سالم: (المشكلة الأخطر في نظري هي (انعدام الفعالية) الذي يعتري المجتمعات ابان استرخائها الحضاري وهو ما عبر عنه القرآن الكريم بمصطلح (الكلالة): (ضرب الله مثلا رجلين احدهما أبكم لا يقدر على شيء وهو كلٌّ على مولاه اينما يوجهه لا يأت بخير) النحل آية 76.
غير ان كلالتنا ليست بكماء، بل هي كثيرة الصياح والعويل، تكتفي بهما للتنفيس عن كروبها ولا تجاوزهما الى شيء من المتابعة والتطبيق).
والنهاية نصل الى عقد ندوات عن ازمة الكتاب وكيفية تسويقه، والطريقة الجادة لبعث موهبة القراءة عند الجيل الجديد,, تنتهي هذه الندوات بتوصيات تسكن الورق وتغط في سبات عميق,, (بينما نرى الأمم الجادة التي يمدها (الزخم الحضاري) بالفعالية وإرادة التنفيذ، يبدأ العمل لديها عند انتهاء الندوات وصدور التوصيات)!!
ويجدر بالذكر ان القرآن الكريم لحظ هذا الارتباط والتعالق بين الفعالية والحضارة وحذر من القول الذي لا يقترن بالعمل,.
قال تعالى: (يا أيها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون, كبر مقتا عند الله ان تقولوا ما لا تفعلون) الصف آية 2/3.
ومما يرتبط بالفعالية والانفصال بين القول والعمل هذا العزوف القرائي في المجتمع بينما (نرى الامم المتقدمة تهتز عند ظهور اي هبوط في مؤشرات القراءة لديها فتدعو جميع المعنيين بشؤون القراءة من تربويين واعلاميين وعلماء متخصصين وتوزع الوظائف بينهم لرأب الصدع وسد الخلل,, بينما نرى هذا الامر على فداحته عندنا لا يؤرق احداً,, ولئن أرق أحداً فلن يعدو حركة لتنظيم ندوة أو مؤتمر)!!
* لحظة وداع:
لقد توطدت العلاقة بين الكتاب والانسان,, فكان له خير جليس كما يقول المتنبي في ساعة الوحدة,, وأفضل صاحب في السفر كما يقول الشافعي,.
ان شئت ضحكت من نوادره وان شئت عجبت من غرائب فرائده,, وان شئت ألهتك طرائفه، وان شئت أشجتك مواعظه,, كما يقول عنه الجاحظ,,
ولكن كل هذا لا ينفع فالمثل العربي القديم يقول: (عاشر من تعاشر,, فلابد من الفراق)!!
وللمقال بقايا

أعلـىالصفحةرجوع



















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved