أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Friday 1st December,2000العدد:10291الطبعةالاولـيالجمعة 5 ,رمضان 1421

الثقافية

من خلال قراءتهم لقصة يوسف المحيميد
فهد ومنى وعبدالله يكتبون نهايات مختلفة
كنا قد عرضنا لكم قبل عدة اسابيع قصة بعنوان اسئلة بأجنحة خفيفة للقاص يوسف المحيميد، وقد اخفينا نهاية القصة، وأردنا منكم أن تكتبوا نهاية مناسبة للقصة، وقد وصلتنا كتابات بعض الاصدقاء حول هذه القصة، ولكن سوف نعرض القصة كاملة أولاً، ثم نعرض لكم بعد ذلك النهايات التي كتبها اصدقاؤنا:
اسئلة بأجنحة خفيفة
داخل الإطار، تفيص صورته بالأبيض والأسود، وكأنه يطل من نافذة غرفته المحجوبة بوريقات الكينا الكثيفة، لم تتغير ملامح وجهه، العينان الغائرتان السوداوان، حاجباه المفرودان كجناحي نسر يوشك أن يحط فوق وكره، واستقامة أنفه، فقط ظهر له شارب شذبه بعناية، وفي ملامحه هدأة هائلة، كما عرفته وديعاً وعنيفاً كالماء.
أشجار الكينا الضخمة تنمو في صدر البيت، وهو ينمو فوق عقبة الباب الصغير، كما الاشجار وكان، لايتعارك مع صغار الحارة، لكنه يصدر هسيساً خافتاً إذا ماكدره احدهم، هل كان ذاك الهسيس، كما الوريقات تهزها الريح، هو آخر شكواه؟
لحظة إن كان الصغار يرشقون بالحجارة والنبال عصافير الكينا، وهي تربك البيت بالضجة، كانت تتوقف، بغتة، عن ضجيجها، فتتوقف معها ضجة صدره الصغير، حيث تشخص عيناه، إلى أن تنقّط العصافير الرمادية بالزقزقات، بلاط ساحة البيت, فيرف.
بعد ان اغمضت عيني قليلاً عن صورته المكسورة في صدر الصفحة، انفتحت نوافذ عديدة اسلمتني الى شوارع متسعة، وموحشة في أعماق عليشة القديمة، حيث يتقافز كأرنب بري متوحش وهو يصرخ في أوراق الجرائد إذ يلوب بها الهواء، يلمها بيديه الصغيرتين نحو صدره.
ويطلق أنيناً عالياً يشبه انين حيوان مكبل، كلما باعتته ورقة بان صفعها الهواء المشاغب، فتهادت قليلاً الى الامام كنت معه، اساعده بأن اقبض على كل الاوراق التي يعبث بها الهواء بان يتآمر عليها ويأخذها نحو السماء.
صغير أكان عندما قالوا له إن الهواء قد اخذ أمه الى الاعلى، لحظة ان بدأ يسأل عنها في النهار، ويبكيها في مساءات الشتاء الطويلة.
بعد أن شرح مدرس العلوم مكونات الطبيعة، طلب من احد تلاميذ الصف الامامي ان يعدها، فذكر له: الماء، والهواء، والتراب، لكنه نسي: النار, وقال التلميذ إنه يكره النار، لأن مدرس الدرس يقول ذلك, وتنقل المدرس بين التلاميذ، وكلهم يعلنون بثقة أنهم يكرهون النار, وقد أشار الي في الصف الأخير، قلت: أنا أكره الهواء، لكنه لم يسألني: لماذا؟ ولم أقل أنا أيضاً، بأن رفع ملامح وجه أمه الأليفة، ويديها اللتين تدعكان ظهره بالماء، وتضمانه نحو مساحة صدرها ليلاً, حتى بات الليالي التي تلت، يضمه نشيجه الخافت، وتهدهده صرصرة الحشرات الملتصقة بأغصان الكينا الضخمة.
فردتُ الجريدة من منتصفها، وجهه ماتغير، بعينيه الغائرتين قليلاً، وحاجبيه المفرودين، كجناحي نسر توقفا عن الخفق، وقد هم بالهبوط، الىاين سيهبط؟ ولما لم اجد إجابة سريعة، قلت لنفسي سوف أقرأ قصته الجديدة:
عندما أستيقظت هذا الصباح، لم أنهض فزعاً، كعادتي، بل تنبهت ببطء، وشعرت أنني مكدود تماماً، وتعب، فتحسست عيني، ووجدتهما مبتلتين,, .
اقفلت الجريدة ثانية، وضمدت أذني بوسادة قطنية ثقيلة، كي لا أسمع شيئاً، لكنني سمعته رغما عني وهو يكمل قصته بالبحة في صوته المتقطع، وخشخشة صدره الواسع.
وحينما رفعت الوسادة القطنية الثقيلة عن أذني، كانت أصابعي مبتلة وقد تحسست بها وجهي.
النهايات المختارة
أقفلت الجريدة ثانية، وضمدت أذني بوسادة قنطية ثقيلة، كي لا أسمع شيئاً، لكنني سمعته رغماً عني وهو يكمل قصته بالبحة في صوته المتقطع وكنت اتخيله امامي وهو يحكي لي عن ماضيه وكيف تغيرت عليشة القديمة، وأصبحت ذات طابع مختلف عن ماضيها، كأنها تنكرت لأصحابها منذ أن غادروها منذ زمن، ونسوها,, كنت أريد أن اصرخ في وجهه قائلاً: لقد أشتقت لك كثيراً، وإلى عليشة ايضاً.
فهد محمد المزروعي
الدمام
* لكنني سمعته رغماً عني وهو يكمل قصته بالبحة في صوته المتقطع وفي رائحته التي تشبه رائحة شجرة الكينا التي كبرت وشاخت مثل ماكبر هو وشاخ وتغيرت ملامحه كنت اشاهد من خلال شجرة الكينا التي كلما كبرت ازدادت شموخاً على مر السنين ولكنه لايعلم للاسف ان هذه الشجرة اختفت من الوجود بفعل الحضارة الجديدة.
منى البادي
الرياض
***
* ضمدت أذني بوسادة قطنية ثقيلة كي لا أسمع شيئاً، لكنني سمعته رغماً عني وهو يكمل قصته بالبحة في صوته المتقطع، وكنت اطمح في ان لايكمل باقي القصة، فأنا أعرف تفاصيلها تماماً، لم أكن بحاجة إلى إنعاش ذاكرتي بهذه القصة الحزينة، فأنا كنت أحد ابطالها منذ البداية، كنت أود لو أنني امتلكت الشجاعة لأرمي بالجريدة عالياً، لعل الهواء يأخذها بعيداً عني.
عبدالله السريع
الرياض

أعلـىالصفحةرجوع

















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved