أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Friday 1st December,2000العدد:10291الطبعةالاولـيالجمعة 5 ,رمضان 1421

عزيزتـي الجزيرة

لؤم النحيزة
الصورة الظاهرة قشيبة جميلة الملامح الخارجية أخاذة يراها المقابل أنها بعيدة عن الإزورار وخالية من معالم اللؤم والارتياب وفي نأي عن حمأة الرذيلة,, ولكن ياحيف,, ثم يا حيف,, فالسراب يقتل الظمآن نعم المظاهر براقة,, ساحرة,, خداعة تشد النظر وتأسر الفؤاد تغري من أول وهلة,, لكن المهم هو الباطن، المهم هو الجوهر، المهم النحيزة، المهم هو ما خلف السجف,, وخلف ذلك القناع المزيف,, إنك تخاطب من تظهر له الود وتبطن له التقدير والإجلال,, وتجالس من ظاهره ينبئ لك بالألفة وقسماته توحي بالصفا,, لكن يحدث ما يندى له الجبين من سوء حسيكة رسف في أصفادها صاحب تلك الصورة القشيبة الذي للأسف باطنه العفن يغلي من الحقد ويتأجج كراهية الذي يضمر لك في نفسه الدنيئة والمجبولة على الحيف والضرر للآخرين,, يضمر الشر ويخبئ الحسد والإساءة,, ويبيت لك الموت البطيء بما يعمله ضدك هناك في الخفاء من مؤامرات سادرة ومخططات آشرة,, وخطابات سرية مناوئة كاذبة خاطئة تطعنك من الوراء ظلماً وعدواناً,, تقتلك في الظهر غدراً وبهتاناً وهذا شعار المنافق هذا هو مبدأ الخائن,, هذا ديدن الحاقد,, نعم (فليت شعري) هذا ما يحدث,, يحاول بشتى الوسائل والسبل أن يضرك والنكاية بك ببثه للأخبار المغرضة والجائرة,, وهذا شأو الزنيم,, فمسكين حاله,, وبؤس وضعه,, ألا يعلم ذلك الوضيع ان الحياة متاع زائل وعرض حائل فلماذا يحاول دائما الإساءة للآخرين؟ أينه من قول الرسول صلى الله عليه وسلم لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه ولكن للأسف هذا طبع النحيب وسجيته الذي عندما لم يبق في قوس الصبر مفزع فتدنو منه يجأر كما تنبعث الهيعة الصاخبة وسط المفازة القاحلة,, فتجد قلبه وجيباً وفرائصه ترتعد من الجبن والوجل,, يحاول عند المنافثة والمناقلة تغيير طبعه الرديء وباطنه النتن,, فيستقبلك بالبشاشة ويخاطبك بالهشاشة,, يتصنع الابتسامة,, يحاول التكلف والتملق فيتحدث معك كأنه صاحب وفي، صديق حميم ندي,, يستعرض ويتشدق بفيه يسأل عن الأحوال والآمال ويطلق العنان للسانه ناصحاً ومرشداً ولكن إذا رأيت أنياب (الضبع) بارزة فلا تظن أن (الضبع) يبتسم لأن الداء الوبيل ماذا يخفي خلف تلك الابتسامة وخلف ذلك الشعور المصطنع؟,, ماذا يحيق لك خلف تلك الأبواب الموصدة؟,, لماذا يتربص بك في الظلام؟,, ماذا يعد من محاولات هدم وشذب وتنديد ونث للخبر المغرض الذي ليس على حق وصواب بل هو على النقيض من ذلك إنه للحقيقة,.
الباطن الذي يتأجج حقدا ويتوقد أوار غله وحنقه فيسري في صاحبه كالنار في الحطب إنه ثعبان التملق المختبئ خلف لوحة الظاهر المخادعة الذي صاحبه يكون ناجذ الشر والحقد فيجحف ولا ينصف في الحق يحدث هذا ويكون لأن لؤم النحيزة يطغى فيمن كان شعاره ذلك لكن عزاء ذلك المظلوم هو في قول الرسول صلى الله عليه وسلم من كف غضبه ستر الله عورته ومن كظم غيظاً ولو شاء أن يمضيه أمضاه, ملأ الله قلبه رضى يوم القيامة ومن مشى مع أخيه المسلم في حاجة حتى يثبتها له أثبت الله تعالى قدمه يوم تزل الأقدام وإن سوء الخلق ليفسد العمل كما يفسد الخل العسل .
زبن دليل الروقي
عفيف

أعلـىالصفحةرجوع

















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved