أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Friday 1st December,2000العدد:10291الطبعةالاولـيالجمعة 5 ,رمضان 1421

الريـاضيـة

صدى
بين عدد التذاكر والحضور تخسر الأندية
عبيد الضلع
تمعنوا في هذا الخبر الذي نشرته الجزيرة : بلغ عدد الجماهير الرياضية التي حضرت المباراة النهائية لبطولة الأندية العربية بين فريقي الهلال والنصر وفقا للاحصاءات الرسمية الصادرة عن استاد الملك فهد استنادا إلى التذاكر المباعة 36,398 مشجعا.
ولكن,, يصرخ أحد معلقي الفضائيات حضور جماهيري كبير يقدر بخمسة وستين ألف متفرج ,, ويصرخ معلق آخر الحضور الجماهيري سبعون ألف متفرج وتؤكد عيوننا حقيقة ما ذهب إليه المعلقون في تقديراتهم، فالحضور الجماهيري لمباراة القمة يتراوح بين الستين ألفا والسبعين ألف متفرج، واعتقادنا ان هذه الأرقام حقيقية لمعلومات سابقة عن درة الملاعب، فمدرجاته تتسع لما يقارب السبعين ألف متفرج إلا ان الأرقام الرسمية أي التذاكر المباعة تكذب تقديرات المعلقين والمشاهدين وتطرح حقيقة جديدة هي ان الجماهير التي حضرت الى الاستاد كانت 36 ألفا فقط، فإن كان الاستاد يتسع لسبعين الف مشاهد فإن حسب الأرقام الرسمية نصف مقاعده تقريبا شاغرة أي لم يجلس عليها احد.
من نصدق عيوننا التي رأت الجماهير تملأ مقاعده أم الأرقام الرسمية التي تؤكد ان نصف المقاعد فارغة ، ولو تخيلنا اننا نقلنا هذا التساؤل إلى أحد مسؤولي تذاكر دخول الاستاد وبثيناه ما يعتمل في نفوسنا من شك عن الفارق الرقمي بين عدد الجماهير التي حضرت وعدد التذاكر المباعة لأجابنا بشيء من الثقة انتم لا تعلمون ان هذه مباراة بطولة ويحدث أحيانا ان تفتح الأبواب لدخول من لا يستطيع شراء التذاكر خاصة الأطفال وذوي الدخول البسيطة.
وهذا كلام جميل وكثر الله خيركم ولكن الذي نعلمه ان هذه الأبواب لا تفتح الا في آخر عشرين دقيقة من الشوط الثاني وما شاهدنا قبل بداية المباراة ان المدرجات مليئة عن بكرة ابيها ما عدا بعض الكراسي القليلة القريبة من الأرض.
وتخيلنا مرة اخرى ان المسؤول مز شفتيه متعجبا من الحاحنا وامرنا بالذهاب إلى شخص آخر.
ولو تركنا الخيال جانبا وعدنا إلى الواقع فمن يجيب على التساؤلات الكثيرة بهذا الشأن؟.
هادي الاتحاد,, حكاية منسية
علي هادي شاب موهوب من منطقة جازان يعمل مدرسا يهوى كرة القدم وعندما أراد اشباع هوايته سجل في نادي التهامي فبرز على مستوى منطقته واصبح محط أنظار كشافي الأندية الكبيرة واستطاع نادي الاتحاد بجدة استقطابه,, إلى هنا القصة عادية قد تحدث لأي واحد من موهوبي هذه الأرض الطيبة.
حسين الخضري شاب من دولة الكويت الشقيقة يهوى كرة القدم واراد اشباع هوايته فسجل في نادي السالمية واختير لتمثيل منتخب بلاده واصبح محط انظار الأندية التي تعاني من ضعف في منطقة الظهير، أيضا القصة عادية قد تحدث لأي لاعب من خليجنا المعطاء,, والشيء المشترك بين هذين اللاعبين هو التسجيل في كشوفات نادي الاتحاد.
ونعود إلى بداية الحكاية نجد ان الاتحاد استقطب اللاعب علي هادي بدفع ما يقارب من الأربعمائة الف ريال للتهامي واللاعب الذي اشترط نقل عمله من جازان إلى جدة إلا ان الاتحاد لم يستطع ذلك واكتفى بنقل خدماته إليه بنظام الاعارة التي انتهت الموسم الماضي، فطالبته إدارة التعليم بجازان بالعودة إليها واصبح اللاعب المدرس بين نارين هل يكمل مشواره رياضيا بالاتحاد أم يعود حيث مصدر رزقه الثابت الذي ينفق منه على اسرته، فاضطر إلى العودة ورفض الاتحاديون التنازل عنه للتهامي إلا بدفع مائة وخمسين ألف ريال التي استلمها التهامي وان يتنازل اللاعب عن حقوقه لدى الاتحاد التي تقارب المائة وثمانين ألف ريال أي ان تمثيله لفريقهم موسمين يكون مجانا واصبح وضع هذا اللاعب الوطني معلقا فلا يستطيع العودة إلى جدة ولا يستطيع اللعب لناديه الأول وليست لديه القدرة لدفع هذا المبلغ كما ان الأحوال المادية السيئة للتهامي معروفة للجميع.
وقد يتساءل أحدنا,, ما دخل الخضري بهذه القصة؟ ولايضاح ذلك فالكل يذكر ان الاتحاد تعاقد مع الخضري ودفع له مقدم عقد تحفظ الاتحاديين عن ذكر الرقم ولكنه على كل حال يفوق ما دفعوه في صفقة هادي ومن سوء الحظ ان الخضري اصيب مع منتخب بلاده اصابة قد تمنعه من مزاولة الكرة موسما كاملا، إضافة إلى انه لا يستطيع مشاركة الاتحاد في الموسم القادم لأن الاتحاد الكويتي منع لاعبيه من الاحتراف الخارجي، وهنا ظهر كرم الاتحاديين فتنازلوا عن العقد والمبلغ المالي للخضري والسالمية كرمنا المعتاد يظهر في وقته المناسب .
القصتان متشابهتان ولكن رد الفعل الاتحادي متناقض فمن المحزن ان يكيل أحد أندية الوطن للاعبيه بمكيالين يكون المتضرر فيه ابن الوطن، والرجاء من رجالات نادي الاتحاد الكرام وعلى رأسهم الفريق أسعد عبدالكريم والأستاذ احمد مسعود حل مشكلة اللاعب علي هادي خاصة انه عانى من أمر لا دخل له فيه فالاتحاد عجز عن نقل عمله رسميا إلى جدة كما لم يتم تجديد مدة اعارته وارجو ان يشفع لي انه من ذوي الاخلاق الحسنة ولم يبدر منه ما يسيء للاتحاد اثناء تمثيله للفريق او بعد انتقاله إلى جازان.
الجالية السودانية سبب الهزائم
تتميز الأندية السودانية خاصة المريخ والهلال بالمشاركة في البطولات العربية وقد سعد الرياضي السعودي بقدوم هذه الأندية ومشاركتها في البطولات التي تقام على ملاعب المملكة، ولكن لوحظ مؤخرا ان المشاركة السودانية داخل الملعب أصبحت أكثر انفعالا ولم يظهر من ينادي بالانسحاب من البطولة.
فلماذا يكون لعب الفرق السودانية في المملكة فقط عندما تقابل الفرق السعودية متميزا بالحماس المنقطع النظير وبشد نفسي وعصبي يقترب من درجة الغليان، وعندما تلعب هذه الفرق مع فرق سعودية ايضا لكن خارج حدود المملكة تكون المباراة كأي نزال بين فريقين كرويين قد تجد فيه الحماس وقد لا تجده.
والفرق بين الحالتين ان في الأولى يستنفذ اللاعبون السودانيون لياقتهم وطاقتهم خلال الشوط الأول ويهزمون في الشوط الثاني الذي تظهر فيه البطاقات الملونة والتشكيك بالتحكيم ثم الانسحاب لا داعي لاسترجاع الماضي القريب ، فلماذا تختلف الحالة النفسية للاعب السوداني الذي يمثل أحد فرق وطنه في المملكة عنه خارج المملكة، والغريب انه قد يقابل فرقا غير سعودية في البطولات التي تستضيفها الأندية السعودية فلا نجد نفس الحماس والشد السابقين.
يشير البعض إلى ان للجالية السودانية هنا دوراً في ذلك لأن بعضهم أصبح جزءا من إعداد الفريق النفسي فالمعروف عن المواطن السعودي طبعه الاجتماعي المتصف بالألفة والتواصل وترابط ابنائه فتجد عددا كبيرا من افراد الجالية قريباً من الفريق سواء في الفندق أو المعسكر او قبل الذهاب إلى الملعب أو في الحافلة أو مع الإدارة ويدفعه حبه لبلده إلى شد ازر اللاعب إلى الدرجة التي يدخل بها إلى الملعب وهو مشدود نفسيا ومشبعا بالنصائح والتعليمات الجماهيرية مما يفقده التركيز فيؤدي شوطا ناريا في أول 45 دقيقة ثم يتراخى في الشوط الثاني لفقده مخزونه اللياقي فتكثر الاخطاء، وبقية القصة معروفة,, لا نستطيع ظلم محبة الجالية لفرقها ولكن قد يكون هذا أحد الأسباب غير المباشرة لهزائم الفرق السودانية خارجيا واللوم هنا يقع على الإداريين المرافقين فمن مهامهم ابعاد اللاعبين عن أية عوامل خارجية تؤثر عليهم حتى لو اعتقدوا ان هذه العوامل ذات تأثير ايجابي كالتقائهم باخوانهم، هذه ملاحظة بسيطة يدفعنا إلى قولها حبنا لهؤلاء الطيبين.
وأرجو ان لا يكون صحيحا ما نشرته إحدى الصحف من ان بعض أفراد الجالية طالبوا بمنع مشاركة الفرق السودانية في البطولات الخارجية حفاظا على سمعة الكرة السودانية، وهذا تفكير محبط يذكرنا بالقرار الشهير الذي صدر قبل سنوات وبسببه تأخرت الكرة السودانية.
ختاما يجب الإشادة بالتصريحات التي صدرت عن إداريي فريق المريخ وفيها الرفض القاطع لفكرة الانسحاب من البطولة العربية بعد الهزيمة من فريق الهلال السعودي وهذه التصريحات تدل على وعي إداريي كبير جنّب المريخ السقوط في مستنقع الانسحاب الذي تمنى البعض ان يمروا بتجربته حتى تسجل نقطة سوداء في صفحاتهم المشرفة كما سُجلت على غيرهم.

أعلـىالصفحةرجوع

















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved