أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Monday 4th December,2000العدد:10294الطبعةالاولـيالأثنين 8 ,رمضان 1421

العالم اليوم

أضواء
توظيف المؤسسات الإعلامية العربية لإجهاض الانتفاضة
جاسر عبدالعزيز الجاسر
مثلما أوجدت الثورة الفلسطينية ابان انطلاقتها في عام 1965 الكثير من القيم النضالية والسلوكية وحتى الفهم السياسي في الوطن العربي كافة وكانت فرصة تاريخية لاحداث تحول جذري في المنطقة، أضاعه العرب، بترك الثورة الفلسطينية تنجرف إلى مسارات ليس مجال الحديث عنها الآن، كما ان مثل هذا الحديث يتطلب بحوثا وكتبا.
نقول مثلما أوجدت الثورة الفلسطينية شرارة التغيير، فحولت إلى الاتجاهات أخرى أحرقت المنطقة بدلا من تنويرها للعمل غير المدروس من الثوريين العرب ولا نستثني الفلسطينيين منهم تتعرض الانتفاضة الفلسطينية إلى حملات وجهود حثيثة لاجهاضها حتى لاتحقق ما عجزت عنه الثورة الفلسطينية، التي حظيت في السنين الاولى من اندلاعها بمؤازرة جماهيرية عامة، مثلما تحظى به الانتفاضة الفلسطينية الان من دعم جماهيري جعل كل المتضررين من التغيرات التي ستحدثها الانتفاضة الفلسطينية في حالة نجاحها,, أو استمرارها مدة طويلة، جعلت كل المتضررين يعملون كل بأسلوبه وبطريقته الخاصة لاجهاض هذه الانتفاضة او على الاقل منعها من التواصل والاستمرار.
وفي مقدمة الطرق والأساليب التي تستغل لاجهاض الانتفاضة الاعلام بكل ادواته ووسائله، كون الاعلام اكثر الاساليب تأثيراً في هذا العصر، حتى اصبحت تعده المؤسسات الاستراتيجية بأنه اصبح اكثر تأثيراً من العمل العسكري، وكون العرب بصفة عامة لم يسبروا اغوار هذا الاعلام وتوظيفه كسلاح مواجهة,, او كأداة تنوير,, بل وحتى تغير طبعا تغييرا ايجابيا.
كون العرب لم يعرفوا كيفية استعمال هذا السلاح، فإن الاخرين وبالذات اعداؤهم قد استعملوه ، بل وبرعوا فيه إلى حد توظيف مؤسسات اعلامية عربية من محطات تلفازية فضائية وصحف ومجلات، بل وحتى كتاب ومفكرين عرب كنا وغيرنا من العرب نحترمهم ونقدر فكرهم، وكلنا اصيب بخيبة امل عندما شكلت جماعة كوبنهاجن من اسماء تقدمها لطفي الخولي,, الجماعة التي وظفها الاسرائيليون لخدمة سلام الاستسلام.
نعود للمحاولات التي تتصاعد الآن لاجهاض الانتفاضة الفلسطينية، ونحصر حديثنا عن الجهد المبذول عن طريق الاعلام، واكشف عن وصول عدد من الرسائل عبر البريد الالكتروني موجهة لبعض الصحف والكتاب وتلقيت انا شخصيا منها يظهر مرسلوها وكأنهم حريصون على الفلسطينيين وعلى الثورة الفلسطينية فيرسلون تقارير ومعلومات كثير منها صحيح وفي ثناياها معلومات وقصص مختلقة، واستنتاجات يراد منها اظهار الانتفاضة وكأنها مخطط موضوع لتدمير الفلسطينيين والعرب.
ومع ان تلك الرسائل الالكترونية لايمكن ان تمر على الكتاب والصحفيين المتمرسين، إلا ان بعض المحطات الفضائية والصحف والمجلات العربية تقع في فخ هذه التقارير بعضها عن جهل وبعضها نكاد نجزم عن قصد لاسباب مالية وسياسية، وحتى لا أوصف بالتهويل أو باختلاق قصص لا وجود لها، نورد عدداً من الامثلة من خلال ما تداولته المحطات الفضائية والصحف والمجلات العربية، فالخبر الذي اوردته العديد من وكالات الانباء العالمية ونشرته صحفا عربية عديدة ليس من بينها جريدة الجزيرة والذي ذكر بأن قوات الأمم المتحدة قد ساعدت حزب الله في عملية اسر الجنود الاسرائيليين الثلاثة في مزارع شبعا في اكتوبر الماضي,, هذا الخبر الذي لم ينشر إلا يوم السبت 2/12/2000 كان قد ورد في تقرير لمجلة عربية تصدر في باريس وتطبع في القاهرة قد نشر بتفاصيل أكثر قبل اكثر من شهر، وكانت هذه المجلة بالذات قد دخلت في معركة صحفية مع صحيفة اخرى تصدر في بيروت اتهمت المجلة بعمالتها لاسرائيل، فردت المجلة المذكورة على لسان رئيس تحريرها بموضوع نشر عنوانه على الغلاف هل مجلة,, عميلة لاسرائيل أوضح فيه انه نشر لتقارير وصفتها تلك الصحيفة بأنها تقارير معدة من قبل الموساد الاسرائيلي,.
أخونا رئيس تحرير المجلة وان لم ينف، او لم يرد شيئا عن كون مواضيعه التي ينفرد بنشرها عادة تكون واردة من جهات مشبوهة ولا نريد ان نقول عنها اسرائيل، إلا انه يتجاوز كل ذلك ويقول انه ينشر تلك المواضيع لانها مثيرة وتحقق سبقا صحفيا.
وأخونا هذا نفسه لايريد فقط ان يكون مطية للاسرائيليين, بل يعمل وبتعمد لخدمة اهداف اسرائيل، ان لابد وان وصل إليه ما قاله ضابط الموساد الاسرائيلي للمحرر السياسي لصحيفة ها ارتس الاسرائيلية الذي رفض نشر تقرير كالتقارير التي تنشرها المجلة المذكورة، لان ذلك المحرر احترم مهنته ولم يقبل نشر قصة مختلقة طالبا مصدراً يستند إليه في مواجهة قرائه، فرد ضابط الموساد الاسرائيل بأن هذا التقرير نشر في مجلة عربية وذكر اسم المجلة المذكورة,,, وحتى لا يضاف اسمنا إلى متلقي التقارير، نثبت هنا بأن هذه القصة نشرتها صحيفة السفير البيروتية ابان معركتها مع تلك المجلة.
والمأساة ان ليست تلك المجلة وحدها تنشر تقارير الموساد، إلا انها تتميز عن غيرها بأنها مفضوحة اكثر من اللازم، فالعديد من الصحف والمجلات العربية والمحطات الفضائية لا تكتفي بالتقاء الصحفيين والكتاب وحتى المسؤولين الاسرائيليين ضمن خطط ونهج التطبيع، بل اصبحت تستقي معلوماتها منهم وتنشر تقاريرهم بحذافيرها.
مراسلة الكاتب على البريد الإلكتروني
jaser@al-jazirah.com

أعلـىالصفحةرجوع




















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved