أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Friday 8th December,2000العدد:10298الطبعةالاولـيالجمعة 12 ,رمضان 1421

مقـالات

حوادث الطيران
منصور بن صالح اليوسف *
تعتبر الطائرة أكثر وسائل النقل سلامة بالرغم من كثرة حوادث الطيران هذه الأيام, وتشير الاحصاءات في عالم الطيران انه تقع حادثة واحدة في كل مليون رحلة طيران، ولاشك ان هذه السنة وهي عام 2000م قد نالت نصيبا وافرا من حوادث الطيران المؤلمة والمثيرة للجدل على حد سواء، ويبدو ان المشكلة ليس لها علاقة بمشكلة الكمبيوتر عام 2000م الشهيرة، ومن أهم حوادث الطيران هذه السنة حادثة طائرة الكونكورد الفرنسية التي تفجرت بالقرب من باريس بعد قليل من اقلاعها بسبب خلل في احد عجلاتها وعلى متنها 113 راكبا وطائرة الخليج من طراز ايرباص التي تحطمت قبيل هبوطها بالقرب من مطار البحرين وتقل 143 راكبا، والطائرة الروسية التي تحطمت في جورجيا على سفح أحد الجبال قبيل هبوطها وعلى متنها 83 راكبا، وطائرة البوينج السنغافورية التي تحطمت في مطار تايبيه بعيد اقلاعها وتحمل 179 راكبا في عاصفة ممطرة بعد استخدامها مدرجا مغلقا، هذا بالإضافة إلى عدد لا بأس به من الطائرات الصغيرة والمروحيات وآخرها فيما اعلم المروحية التي تحطمت في كولومبيا إثر اصطدامها في أحد الجبال بسبب سوء الأحوال الجوية وعلى متنها ثلاثة عشر راكبا من ضمنهم وزير البترول الكولومبي، والمروحية السيرلانكية التي تحطمت في سيرلانكا وتقل عشرة أشخاص من ضمنهم وزير الشحن البحري ومروحيتان سويسريتان اصطدمتا فوق أحد الجبال وعليهما ثلاثة أفراد، ومروحية يمنية سقطت شمال صنعاء وتحمل ثلاثة أفراد، والمروحية السعودية التي سقطت بالقرب من مطار القصيم الاقليمي بعد لحظات من اقلاعها في رحلة انسانية وعلى متنها سبعة أفراد بسبب سوء الاحوال الجوية، واخيرا الطائرة الجابونية التي تحطمت في شمال شرق الجابون وتحمل 48 راكبا، وطائرة جابونية أخرى سقطت بعد اسبوعين من الاولى من نفس الطراز وعلى متنها 41 راكباً بعد اقلاعها من مطار لواندا مما حدا بسلطات البلاد أن توقف استخدام هذا النوع من الطائرات، علما بأن جميع هذه الحوادث وقعت في أشهر متقاربة من عام 2000م ولم ينج أحد من ركاب هذه الطائرات ماعدا الطائرة السنغافورية حيث قتل منهم 81 راكبا وجرح 82 راكبا ونجا 16 راكبا.
والجدير بالذكر ان حوادث الطيران تحظى باهتمام عالمي واسع النطاق على المستوى الحكومي والشعبي، وتحتل حيزا كبيرا في وسائل الإعلام المختلفة حتى انها تصبح حديث الساعة ليوم او يومين او ثلاثة، كما يحظى اقارب وذوو الركاب بتعويضات مجزية من شركات الطيران، ولا تتردد هذه الشركات في نقلهم واسكانهم في فنادق خمسة نجوم إن تطلب الامر ذلك، كما عرضت بعض بطاقات الائتمان مبلغ مائة ألف دولار لكل ضحية طيران في حالة تم شراء تذاكر السفر بواسطة هذه البطاقات لكن هذا العرض المجزي لم يلق قبولا لدى كثير من المسافرين بسبب ان هذه الأموال سوف يستفيد منها الورثة ليس إلا، وتشير الدراسات في هذا المجال ان اغلب اسباب حوادث الطيران هي اسباب فنية او شخصية او جوية، وأيا كان السبب فإن النتائج واحدة.
أما بالنسبة للركاب فإن هناك فئة منهم يخشون ركوب الطائرة ويضربون الأخماس بالأسداس قبل الحجز وبعده ويبحثون عن اتفه الأسباب لإلغاء حجوزاتهم، كما انهم يفضلون ركوب البغال والحمير لو كانت تفي بالغرض، ولا أخفيكم سرا أنني واحد من هؤلاء بالرغم من انني قد قطعت مئات الآلاف من الكيلومترات على متن هذه الطائرات.
ويبدو ان أشهر عربي يكره ركوب الطائرات هو الموسيقار الراحل محمد عبدالوهاب حيث ذكر في مقابلة تلفزيونية انه لم يركب الطائرة قط في حياته وانه استخدم الباخرة بدلا منها.
والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله.
*عضو هيئة التدريب في معهد الإدارة

أعلـىالصفحةرجوع

















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved