أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Friday 8th December,2000العدد:10298الطبعةالاولـيالجمعة 12 ,رمضان 1421

تحقيقات

مصدرها محطة التنقية ومياهها تمتد لأكثر من 30 كم
مجاري وادي العرج بالطائف تهدد بكارثة بيئية ومخاطر صحية السكان: رفعنا شكاوانا قبل عشر سنوات ومازلنا ننتظر
* تحقيق:عليان آل سعدان
بقدر ما كانت محطة تنقية المياه الواقعة بوادي العرج بالطائف والتي بلغت تكاليف انشائها أكثر من مليار ريال لخدمة سكان محافظة الطائف كأفضل محطة لتنقية المياه بالشرق الأوسط عاملاً مفيداً جداً لمدينة الطائف التي يصل عدد سكانها حالياً أكثر من 920 الف نسمة, فقد كانت على الجانب الآخر عاملاً مضراً للغاية على فئة من السكان بوادي العرج, وألحقت هذه المحطة بما تفرزه يومياً عبر خطوط مياه تصريف مجاري الوادي أضرارا بالغة جدا على الآبار والمزارع والماشية وأصبح أكبر جزء من الوادي عبارة عن مستنقعات لمياه المجاري تعتبر حالياً مصدراً للبعوض وتكاثره وتلوث البيئة بصورة عامة,آبار السقيا العذبة أصبحت ملوثة والمزارع تهددها مستنقعات المجاري,, وأعداد سكان الوادي يتناقصون
الجزيرة قامت باستطلاع الأضرار التي لحقت بالمواطنين ومزارعهم وآبارهم وماشيتهم والذين اجمعوا انهم يعانون من هذه المشكلة منذ الانتهاء من إقامة محطة تحلية المياه وتشغيلها قبل أكثر من عشر سنوات, وأكدوا انهم طرقوا كل الأبواب لمساعدتهم ووضع الحلول اللازمة لإنهاء معاناتهم للمحافظة على ما تبقى من الآبار والمزارع والحفاظ على البيئة لكن وكأن الأمور لا تهم وما حدث للمزارع والبيئة والآبار وما قد يلحقه ذلك من اضرار بالغة صحياً ومادياً على سكان وادي العرج الذين يقدر عددهم بأكثر من 1000 نسمة لا يساوي شيئاً مع ما انفق من تكاليف كبيرة لإقامة هذه المحطة العملاقة التي لاشك انها حققت خدمات كبيرة جداً لمحافظة الطائف, ويتساءل المواطنون بصورة جماعية قائلين نعرف هذه المحطة كونها بهذه الفخامة والتكاليف الكبيرة والامكانات الواسعة والتقنية المتقدمة تتلخص مهمتها في استقبال مياه الصرف الصحي من الطائف عبر أنابيب عملاقة ممتدة في باطن الأرض, وتقوم هذه المحطة تلقائياً بتجميع مياه المجاري في احواض عملاقة وواسعة ومن ثم معالجتها واعادتها مرة أخرى للاستفادة منها في الري وغيره، ولكن مايحدث هو عكس ذلك فجميع مياه الصرف الصحي التي ترد من الطائف وبكميات كبيرة جداً تقدر في اليوم الواحد بأكثر من 32000 ألف طن من مياه الصرف الصحي المعروف بالمجاري بصورة يومية ثم تصريفها في بطون وادي العرج وتشكل سيلاً كبيراً من المجاري يبدأ من وادي العرج موقع المحطة ويمتد حتى بداية العرفاء على طريق الرياض لمسافة تقدر بأكثر من ثلاثين كيلاً.
تقلص عدد السكان
ومن هنا يروي لالجزيرة محمد حميد العدواني ويقول قديماً كان وادي العرج يعرف بمصر الصغرى نظراً لكثافة السكان فيه وزيادتهم بشكل سريع فالوادي قبل إقامة مشروع محطة تنقية المياه للصرف الصحي ومعالجتها وإعادة تكريرها كان موقعاً مميزاً جداً في مزارعه ومنتجاته ومياهه العذبة التي كانت مصدراً للشرب للوادي ولكل المناطق الواقعة شمال الطائف وحتى مدينة الطائف كانت تتزود بالمياه العذبة الصالحة للشرب من وادي العرج.
أين الحلول؟
ويضيف العدواني قائلاً واليوم كما ترون هذا الوادي الجميل اصبح عدد السكان فيه لا يتجاوز 1000 نسمة بعد ان كان عددهم يفوق هذا العدد بكثير وتحولت الآبار العذبة الى مياه مجار ملوثة والمزارع الجميلة التي كانت عاملا مفيدا يستفيد منها السكان في جني الثمار وزراعة الحبوب والتمتع بالاستراحة في احضان هذه المزارع قد أصبحت اليوم تحيط بها مياه المجاري والصرف الصحي من كل جانب محدثة تلوثاً كبيرا في البيئة ومشكلة مستنقعات كبيرة أصبحت مصدراً للحشرات والبعوض ومصدر ازعاج كبير وخطر فادح على على السكان بالوادي خلال هذه المرحلة التي ظهرت فيها امراض حمى الوادي المتصدع.
ونحن فقط ندعو المسؤولين في مصلحة المياه والصرف الصحي بمنطقة مكة المكرمة بصورة عامة ومصلحة المياه والصرف الصحي بمحافظة الطائف بصورة خاصة ان يضعوا بعين الاعتبار أهمية وخدمة المواطنين وراحتهم وضع سكان وادي العرج ومزارعهم وآبارهم محل الاهتمام والعناية والبحث لهم عن حلول جذرية تساعدهم على تجاوز هذه المشاكل التي يعانون منها من خلال الاستفادة من امكانات محطة التنقية في المعالجة لمياه المجاري حتى تصبح صالحة للري وبالتالي نقلها بواسطة صهاريج لدعم المزارعين في محافظة الطائف ومراكزها والمحافظات الواقعة شمال وجنوب الطائف لري مزارعهم مجاناً من خلال التنسيق مع مديرية الزراعة والمياه بالطائف مقابل اجور رمزية تستقطع من قيمة المنتجات الزراعية، أما ان تظل هذه المياه المجاري بدون معالجة والتخلص منها بهذه الطريقة عبر وادي العرج فذلك فيه ضرر كبير يهدد بكوارث بيئية وأمراض فتاكة جداً وتلوث خطير لن يقتصر ضرره حاليا على سكان وادي العرج وانما قد يمتد مستقبلاً لمدينة الطائف ومن هذا المنطلق ندعو بجدية الى النظر في الموضوع بعين الاعتبار.
مطلوب تدخل سريع
ويرى المواطن محمد الشيباني من سكان وادي العرج ان الأمر يحتاج الى تدخل من قبل الجهات المختصة لانقاذ سكان وادي العرج من كارثة بيئية كبيرة والمواطنون هنا في وادي العرج قد احسوا بالخطر واخطروا الجهات المعنية بهذه المخاطر نتيجة تصريف مياه المجاري من محطة التنقية الواقعة بالعرج لوادي العرج ورفعوا أكثر من شكوى للمسؤولين بالطائف ومنها الجهات المختصة مصلحة المياه والصرف الصحي لعل وعسى, ولكن حتى اليوم لم تظهر في الأفق اي بوادر اهتمام او متابعة لدرجة ان عمليات الرش بالمبيدات وشفط وردم بعض المستنقعات التي أصبحت بؤرا للحشرات والبعوض وتوالدها وتكاثرها مما يشكل خطراً صحياً على السكان بوادي العرج وبصورة أكثر بعد ظهور واكتشاف أنواع البعوض التي تحمل أمراض الوادي المتصدع.
ليست مسؤوليتنا
الجزيرة بدورها نقلت اقتراحات المواطنين واراءهم وطلباتهم لبعض المسؤولين بالطائف ومنها رئيس بلدية الطائف المهندس محمد عبدالرحمن المخرج الذي أكد ان أي اعمال وقائية لمواجهة اي أخطار وامراض نتيجة لتدفق مياه المجاري بوادي العرج بالطائف تعد خارج إطار مسؤولية البلدية ولكن رغم ذلك نحن في بلدية الطائف نتجاوب مع احتياجات ومتطلبات المواطنين الذين يعيشون بوادي العرج ونكلف وبصورة شبه يومية سيارات رش مبيدات لمكافحة الحشرات والبعوض بهذا الوادي وفق خطط وبرامج مدروسة, ولا نستطيع في البلدية أن نعمل شيئا أكثر من ذلك, وكل الذي أعرفه ان هناك لجنة تم تشكيلها من محافظة الطائف والزراعة والبلدية ومصلحة المياه والصرف الصحي لدراسة هذه المشكلة التي يعاني منها سكان وادي العرج بالطائف, ولكن ماذا لو حلت مثل هذه اللجنة من دراسات واقتراحات موجودة حالياً لدى المصلحة, وماذا تم فيها وعليها من اجراءات هذا الشيء الذي لا نعلمه.
التعويضات واردة
أما المهندس احمد الزهراني مساعد مدير الزراعة والمياه بالطائف فأكد أن هذا الموضوع فيما يتعلق بوادي العرج وما يعانيه السكان من أضرار بالغة على الصحة والبيئة هو محل اهتمام ومتابعة المسؤولية بالزراعة ولدينا فرق رش تقوم بمهامها بصورة يومية بوادي العرج وهناك دراسات من قبل لجنة مشكلة لهذا الغرض تقوم بواجبها على أكمل وجه للاطلاع على الشكاوي التي تقدم بها المواطنون وهي تحت النظر من قبل المسؤولين ولا استبعد انه في حالة التأكد مما لحق المواطنين من اضرار تصرف لهم التعويضات اللازمة ووضع الحلول الجذرية لتصريف مياه الصرف الصحي بمواقع أخرى لا يكون فيها أي ضرر على المواطنين, فالدولة كريمة جداً ولم تتردد يوماً من الايام في مد يد العون والمساعدة للمواطنين بدون اي اسباب تذكر وعندما تكون هناك اسباب فالدولة كريمة لابعد الحدود ولا يهمها شيء سوى اسعاد ابنائها وراحتهم.


أعلـىالصفحةرجوع

















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved