أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Friday 8th December,2000العدد:10298الطبعةالاولـيالجمعة 12 ,رمضان 1421

شرفات

من الذي يبث بشكل أفضل؟
الإنترنت يغير وكالات الأنباء: عليهم أن يخمنوا ماذا يرغب به زبائن الإنترنت
في تمام الساعة 21:15 من يوم الخامس من أبريل بثت وكالة الأنباء الفرنسية أ, ف, ب نبأ عاجلاً هو: فشل اندماج دويتشه بنك ودريز دنر بنك وفي الساعة 24:15 تبعتها وكالة الأنباء الألمانية د, ب, أ ثم وكالة اسشيوتد برس أ, ب في الساعة 33:15، وكثير من التقارير والقصص تبدأ باطلاع هيئات التحرير على الأحداث الكبيرة والمفاجئة عن طريق وكالات الأنباء، عندئذ تبدأ الصحف في البحث والتمحيص.
ومحطات الاذاعة هي أول من يبث الأنباء، ثم يأتي دور نشرات الأخبار التلفزيونية وأخيراً يأتي دور الصحف اليومية التي تنشر هذه الأنباء والأخبار في اليوم التالي، هذا هو الأسلوب الذي كانت تعمل به وسائل الاعلام في الماضي، أما اليوم فيمكن لمستخدمي الانترنت التعرف على الأنباء، في الوقت الذي ما زال فيه المحررون الاقتصاديون والماليون يلاحقونها بواسطة الهاتف والاتصال بمعارفهم في المصارف لقد كنا على خط أون لاين بعد عشر دقائق من اعلان أول نبأ كما يقول أندرياس جورسيرفسكي، محرر آون لاين لدى وكالة الأنباء الفرنسية.
ويقول رئيسه ميشيل كريمر: لم يسبق للقارىء أن كان على مقربة من الأحداث، كما هو الحال عليه الآن , اذ ان كل صحيفة أون لاين، وغيرها كياهو وأون لاين تقدم الأخبار وأنباء وكالات الأنباء، ويعلق فالتر ريشتبرج، المدير التنفيذي لوكالة الأنباء الألمانية على هذا التطور قائلاً: هناك عمل حقيقي في هذا القطاع .
ومن الملاحظ ان وكالات الأنباء تصل الآن الى القارىء مباشرة، بدون المرور على هيئات التحرير، فالأخبار معدة بصورة كي تبث عبر أون لاين مباشرة، وهو أمر جديد تماما، بحيث لم يعد للمحرر الصحفي أي دور هام.
وهذا العمل يقوم به محرر أون لاين لدى وكالات الأنباء، ويصف ميشيل كريمر هذه المهمة قائلا: من الطبيعي أن نزن الأنباء تبعاً للأهمية وللمواضيع، ونعيد كتابتها للمستهلك الأخير، وتسعى وكالات الأنباء الى تقديم ما يغطي احتياجات ومطالب مستهلكي الانترنت، أو بعبارة أوضح هي: ان من يستخدم الأون لاين يريد الحصول على معلومات تقنية مضاف عليها بعض الأخبار السياسية والاقتصادية، والشخص الذي يستعمل الأون لاين التابعة لزود دويتشه يريد سياسة أكثر واقتصاداً أقل، وفي كافة الأحوال فان مستخدم الأون لاين يريد التقنية اذ انه يستعمل الانترنت.
وينتقد باتريك اللينجر، رئيس تحرير زود دويتشه أون لاين خدمات وكالات الأنباء بأنها غير مرنة، كما ان مضمونها غير كاف، ويضيف قائلاً: ان معظمها يتركز على النصوص، وينقصها الصور، كما يجب أن تكون اللغة أكثر حياة، كذلك بأن معظم التقارير المعدة للاختصاصيين تنقل الى المستهلكين بدون اعادة النظر فيها, ومع ذلك يعتقد اللينجر بأن هذه الخدمات الاعلامية سوف تتطور بسرعة مشيراً الى ان ذلك سوف يكون منافساً حقيقياً للأخبار الاذاعية.
على كل خدمة انترنت جديدة شراء الأخبار
في اطار السباق على الحصول على الأخبار تتسابق وكالات الأنباء لتقديم أفضل الخدمات للانترنت، وذلك تحت أسماء عديدة، كما تفعل وكالة الأنباء الألمانية د, ب, أ ، في نفس الوقت الذي تقدم فيه وكالة اف اكس التابعة لها الأخبار والتقارير الاقتصادية، ووكالة الاقتصاد المتحدة في, في, دي أخباراً عامة لرجال الأعمال, ويقول كارلوس زامورانو المشرف على هذه الأخبار الاقتصادية: ان المبادىء المالية الجديدة بحاجة الى غذاء جديد، سواء كان ذلك من خلال بنك مباشر أو خدمات الأون لاين, في نفس الوقت الذي تقدم فيه وكالة أون د, د, ب الشرقية السابقة ما يعرف باسم قائمة المواضيع ، بعد شرائها من قبل مؤسة برو 7 وتريد أن تصبح أحدث وكالة أنباء في هذا المضمار، حيث تقدم د, د, ب اليوم نصائح وارشادات للأبحاث وأسماء أشخاص يمكن الاتصال بهم من قبل هيئات التحرير المختلفة، كذلك يبث القسم الألماني لوكالة رويتر عروضاً اعلامية من الأون لزبائن الاعلام في العالم.
والواقع ان هذا الميدان الاعلامي الجديد ينمو بصورة سريعة جداً، ففي الولايات المتحدة الأمريكية تحقق وكالة رويتر مكاسب من عملها في الأون لاين أكثر من تعاملها مع وكالات الأنباء، وتنوي وكالة الأنباء الألمانية د, ب, أ ان تحقق 15% من حصيلة أعمالها هذا العام من خلال الاعلام الجديد، في الوقت الذي تشير فيه كافة وكالات الأنباء الى ارتفاع نسبة نموها بصورة واسعة، وتضع في نصب عينيها بيع أخبارها الى المؤسسات والصحف التي تنوي توسيع نشاطها، وتقديمها بأشكال مختلفة تبعاً لمواضيعها وأهميتها، بحيث تكون الأنباء ذات مرونة كافية تصلح للاستعمال في اطار كافة التقنيات الاعلامية وتدعم عمل الزبائن الاعلاميين, وبينما كانت وكالات الأنباء تقدم المعلومات الخام في السابق، تقدم اليوم انتاجها بأشكال مشذبة نهائية، بصورة نصوص ورسوم بيانية وصور متحركة أو ومضات سريعة، فالخيال لا حدود له.
يقول كريستوف بلاتيجن، المسؤول عن وسائل الاعلام الحديثة لدى وكالة رويتر: في الماضي كانت كلمة المضمون والمحتوى هي السائدة، أما اليوم فان هذه الكلمة ليست سوى مفتاحاً، ففي وكالة رويتر يفكر المرء بالناحية التجارية والعروض التي تكسب فيها المال في أمريكا، الأمر الذي سوف تتبعه جميع وكالات الأنباء، التي تعود ملكيتها الى دور نشر الصحف الألمانية، سوف تنافس نفسها بنفسها وهو ما يشير اليه فالتر ريشتبرج المدير التنفيذي لوكالة د, ب, أ قائلاً: ان اسمنا هو علامة تجارية وتحمل معنى النشاط والمثابرة، وهو عملنا ويرى ان هناك عملاً جديداً لوكالته، بالاضافة الى خدمة الرأي العام هو تقديم الأخبار والمعلومات الى الشركات والمؤسسات الصناعية.
وتجمع كافة وكالات الأنباء، ان أخبار الانترنت سوف تغير الصحف، ويتنبأ فالتر ريشتنبرج قائلا: ان الصحيفة لن تفقد توزيعها، ولكن عليها ان تتأقلم مع المحتوى والمضمون مشيراً الى ان مجرد نشر النصوص التي تقدمها وكالات الأنباء أمر يعود الى الماضي, ان صحيفة تاتس قد حددت اتجاهها بعد الاصلاحات التي أدخلتها على نفسها، اذ أخذت تمركز اهتمامها على المعلومات الأساسية والخلفية، لأن الأخبار التي تقدمها شبكات الانترنت أسرع بكثير، كما يقول باتريك النيجر عن الصحيفة الصغيرة المنافسة له.
أما ميشيل كريمر، فانه يعتقد بأن القراء يمارسون سيطرة كاملة على وسائل الاعلام، ويضيف قائلاً: ان العمل الصحفي أصبح أكثر شفافية، لأن مستخدم الانترنت يحصل على المعلومات المطلوبة في أي وقت يشاء ويقوم بمقارنتها بسهولة، وهو أمر لم يكن موجوداً في السابق، ولكنه لا يعتقد بوجود فصل بين ذرات المجموعات من المستهلكين يستقبلون معلومات مختلفة، ويضيف: ان مبدأ الجماعة هو نواة مفهوم الانترنت.
ولنأخذ مثال الطائرة المعروف باسم دجاج المستنقعات والمياه الضحلة ، فقد بثت خدمات أون لاين التابعة لمجلتي در شبيجل وفوكس معلومات عن الأخطار التي يتعرض اليها الاقتصاد نتيجة المبالغة في الألعاب الالكترونية الخاصة باصطياد هذا الطائر في المكاتب الألمانية، وسادت المخاوف لدى الجمهور والرأي العام عندما وقفت صحيفة بيلد الى جانب هذه اللعبة التي تحولت الى مرض شعبي، ونشرت ذلك في صفحاتها الأولى، بمعنى ان ذلك يثبت بأن الصحف الكبيرة ما زالت تؤثر على تكوين الرأي، ولكن من المؤكد كما يتنبأ ميشيل كريمر هو: ان المسافات الفاصلة بين الأخبار سوف تصبح أقصر، ولكن نسبة الأدرنالين في الدم سوف ترتفع لدى جميع الناس، وليس لدى الذين يمارسون لعبة اصطياد الطائر المذكور.
هاردي بروثمان
من صحيفة دي تسايت

أعلـىالصفحةرجوع

















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved