أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Wednesday 13th December,2000العدد:10303الطبعةالاولـيالاربعاء 17 ,رمضان 1421

مقـالات

رؤى وآفاق
الانتصار الأول
في مثل صبيحة هذا اليوم السابع عشر من رمضان من السنة الثانية من الهجرة وقعت معركة بدر الكبرى بين المسلمين والمشركين فقد نهض النبي صلى الله عليه وسلم يسوي الصفوف بسهم كان في يده استعداداً لبدء المعركة، وكان رجل من الانصار يدعى سواد بن غزية قد تقدم عن بقية الجند فوكزه النبي صلى الله عليه وسلم في بطنه، وقال: استو يا سوادُ فقال سواد: يا رسول الله أوجعتني وقد بعثك الله بالحق والعدل فأقدني، فكشف رسول الله عن بطنه، وقال: استقد أي اقتصّ مِنيّ فجاء سواد وقبل بطنه، ثم قال النبي صلى الله عليه وسلم لسواد ما حملك على هذا يا سواد؟ فقال سواد: أردت أن يكون آخر العهد بك أن يمس جلدي جلدك، فدعا له رسول الله بخير، واستمر في تسوية الصفوف حتى رضي عن تنظيم الجند، فرجع الى العريش ومعه أبوبكر فأخذ النبي صلى الله عليه وسلم يدعو ربه ويقول: اللهم إن تهلك هذه العصابة اليوم لا تعبد وبدأت المعركة فكان أول قتيل من المسلمين مهجع مولى عمر بن الخطاب رضي الله عنهما ثم قتل رجل من الأنصار، فخرج النبي صلى الله عليه وسلم من العريش ودلف الى صفوف المقاتلين يحرضهم على القتال والصبر ويقول: والذي نفس محمد بيده لا يقاتلهم اليوم رجل فيقتل صابراً محتسباً مقبلاً غير مدبر إلا أدخله الله الجنة فقال عمير بن الحمام وفي يده تمرات يأكلهن بخٍ بخٍ، أفما بيني وبين أن أدخل الجنة إلا أن يقتلني هؤلاء، ثم قذف التمرات من يده وقاتل القوم حتى قتل رحمه الله, وقد أخذ النبي صلى الله عليه وسلم حفنة من الحصباء، واستقبل بها قريشاً ثم قال: شاهت الوجوه فرماهم بها ثم التفت الى المسلمين وقال: شدوا فاشتد القتال، واستبسل المسلمون وصبروا فقُتِل عتبة بن ربيعة وشيبة بن ربيعة والوليد بن عتبة من رؤوس المشركين واستأسر أمية بن خلف لعبد الرحمن بن عوف فأخذ عبدالرحمن بن عوف يقوده فأبصره بلال فقال: رأس الكفر أمية بن خلف، وكان يعذب بلالا في مكة فقال عبدالرحمن بن عوف اسيري فقال بلال لا نجوت إن نجا ثم صرخ بأعلى صوته: يا أنصار الله رأس الكفر أمية بن خلف لا نجوت إن نجا فأحاط به الأنصار وبلال وعبدالرحمن بن عوف يحاول تخليص أسيره فتناوشته السيوف حتى قتل وأحاط المسلمون بأبي جهل كل منهم يريد الوصول إليه، والمشركون يحمونه ويقولون: أبو الحكم لا يُخلَصُ إليه، فنفذ إليه معاذ بن عمرو بن الجموح فضربه بالسيف فقطع رجله ثم ضربه مُعوذ بن عفراء فتركه ظاناً أنه قد فارق الحياة فبقي فيه رمق حتى مر به عبدالله بن مسعود فعرفه وقضى عليه واستحر القتل في المشركين فقتل زمعةبن الأسود ومُنبه بن الحجاج وأبو البختري بن هشام وغيرهم وقد أبلى المسلمون بلاءً حسناً حتى ان عكاشة بن محصن الأسدي انكسر سيفه في يده فجاء الى الرسول صلى الله عليه وسلم في العريش يطلب سيفاً فلم يجد النبي صلى الله عليه وسلم سيفاً فأعطاه جذلاً من حطب فقاتل به وعكاشة هذا استمع الى النبي صلى الله عليه وسلم وهو يقول: يدخل الجنة سبعون ألفاً من أمتي على صورة القمر ليلة البدر فقال: يا رسول الله، أدع الله ان يجعلني منهم، قال: إنك منهم ثم قام رجل من الأنصار فقال: يا رسول الله: أدع الله أن يجعلني منهم، فقال: سبقك بها عكاشة وتم النصر للمسلمين وطرح قتلى الكفار في قليب بدر، فوقف عليهم النبي صلى الله عليه وسلم وقال: يا أهل القليب هل وجدتم ما وعد ربكم حقاً فإني قد وجدت ما وعدني ربي حقاً .
ووصلت أخبار المعركة الى مكة، وكانت وطأة الهزيمة قاسية على المشركين طارت أنباؤها من بدر فجثمت على أكباد قريش ممن لم يحضر المعركة فلم يحتمل بعضهم هزيمة قريش حتى ان ابا لهب مات بعد اسبوع من سماع نبأ الهزيمة وإذا كان قد قتل عدد كبير من رؤوس قريش فقد اسر مثلهم من أمثال سهيل بن عمرو، وعمر وبن أبي سفيان بن حرب وغيرهما، وقد طلب عمر بن الخطاب من النبي صلى الله عليه وسلم نزع ثنيي سهيل بن عمرو المشهور بجودة الخطابة فقال النبي صلى الله عليه وسلم: لا أمثل به فيمثل الله بي وإن كنت نبياً
هذا طرف من اخبار الانتصار الأول للأمة الإسلامية ليكون قدوة للمسلمين في كل عصر لأخذ ثأرهم من عدوهم، والله المستعان.
د, عبدالعزيز بن محمد الفيصل

أعلـىالصفحةرجوع




















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved