أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Wednesday 13th December,2000العدد:10303الطبعةالاولـيالاربعاء 17 ,رمضان 1421

مقـالات

خاطرة رمضانية (3)
د, عبدالرحمن بن سليمان الدايل
رمضان شهر الكرم,, والكرم صفة أصيلة في هذه الأمة وقد جاء الاسلام وأقر هذه الصفة وامتدحها وحث عليها ودعا الى الانفاق في سبيل الله ووعد الذين ينفقون ولا يبخلون بالخير العميم، أما من يبخل فإنما يبخل عن نفسه.
والكرم في شهر رمضان له طعم خاص لما يتحلى به هذا الشهر الكريم من افعال الكرم والخير والعطاء غير ان البعض يفهم سجية الكرم في رمضان فهما خاصا يقوده بعيدا عن ساحة الكرم ويخرج به بعيدا عن نطاقه وعن معانيه الحميدة حيث يجد نفسه في ميادين الاسراف والتبذير ناسيا ما نهانا عنه ديننا الحنيف من التبذير وما دعانا اليه من التوسط والاعتدال حتى في المأكل والمشرب فقال تعالى: (كلوا واشربوا ولا تسرفوا), فالبعض يجعل ايام رمضان وموائده مظهرا من مظاهر الاسراف والانهماك الشديد في ملذات الطعام فيستعد لرمضان بقوائم الاطعمة ويزحم موائده بأنواع الطعام الذي يتصور ويظن انه قد لا يكفيه او يكفي ضيوفه, وكأن هذا الشهر الكريم قد صار احتفاء بأنواع الطعام.
ولا نشك ان لهذا الشهر وأيامه الفاضلة طعما خاصا بين الايام والشهور وان الكرم فيه امر مطلوب ولكن الكرم وهو سمة محمودة وخصلة مطلوبة لا تقف عند الطعام فقط,, ولا يصح التعبير عنه بالاسراف أو التبذير في الوقت الذي نحن مدعوون ومأمورون فيه بالتوسط والاعتدال (ولا تجعل يدك مغلولة الى عنقك,, ولا تبسطها كل البسط فتقعد ملوما محسورا).
فالمسلم معتدل في سلوكه وهو يطلب الخير لنفسه في يومه وفي غده ويقسم آماله وتطلعاته على معاشه ومعاده وهو يعمل لدنياه كأنه يعيش ابدا ويعمل لآخرته كأنه يموت غدا, اما أولئك الذين يمعنون في الاسراف على أنفسهم وفي الاسراف والتبذير في انواع الاطعمة ويتكبرون في ضروب التلذذ ويسرفون فيها فكأنهم يبتعدون عن الحكمة في الانفاق حتى ان عددا غير قليل من الأمراض الشديدة والعلل القاسية يأتي من الاسراف والتبذير في الطعام ومن امتلاء المعدة بما لا تقوى على هضمه فالمعدة بيت الداء.
وشهر رمضان هو شهر الاعتدال في السلوك وهو شهر يتخلص فيه الصائمون من تخمة المعدة التي هي مصدر للمرض والبلاء.
ويجب ان نضع في الحسبان ان لاجسامنا مطلبا علينا ان نوفيها بما يناسب ما أمرنا الله به وما حثنا عليه الدين من قصد واعتدال في كافة الامور, ومن الكرم ان يشبع الانسان نفسه مما احل الله من غير اسراف او تبذير بل يصونها مما يسيء الى مكانتها في مجتمعه أو يهبط بها دون المستوى المطلوب لعزة نفس المؤمن الذي أكرمه الله تعالى وكرمه على خلقه.
وما احرانا ونحن في رمضان ان يكون خلق الكرم وهو سجية في هذه الأمة محمود صاحبه ان يكون كما اراد الله لنا كرما في الخير وكرما في المسارعة الى الخيرات وفي اغاثة الملهوف وفي تقديم يد العون لمن يستحقون, فالبخل بالحقوق وكنزها للأولاد لا يضمن غنى أو يمحو فقرا او يجعل لصاحبه يوم القيامة عذرا، اما الكرم والسخاء فهو جدير بان يدخل في نطاق قوله تعالى: (,, وما أنفقتم من شيء فهو يخلفه وهو خير الرازقين) فلنجعل أيام رمضان أيام كرم حقيقي لا مظهري وأسرافي, وبالله التوفيق،،،

أعلـىالصفحةرجوع




















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved