أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Wednesday 13th December,2000العدد:10303الطبعةالاولـيالاربعاء 17 ,رمضان 1421

مقـالات

عقدة الدكترة
منصور بن صالح اليوسف *
تمنح شهادة الدكتوراه في أي مجال من المجالات العلمية وفق برنامج معين يختلف باختلاف الجهة المانحة لهذه الشهادة وتعتبر شهادة الدكتوراه الشهادة الأعلى في المراحل الدراسية، ويتطلب النظام التعليمي الأمريكي ان يدرس الطالب عددا من المواد الدراسية في مجال الدراسة نفسها لمدة سنتين في المتوسط قبل عملية الشروع في إعداد الرسالة التي تستغرق ما بين سنة إلى سنتين في المتوسط ايضا، أما النظام التعليمي الأوروبي فيعتمد اعتمادا اساسيا على الرسالة نفسها ولا يتطلب أخذ مواد دراسية قبل الرسالة إلا في حالات معينة.
ان الأصل في الحصول على شهادة الدكتوراه ان يعمل الدكتور في المجالات الاكاديمية والبحثية ويقاس نجاح الحاصل على شهادة الدكتوراه او فشله في قدرته على ما يقدمه من بحوث ودراسات علمية موثقة في مجال تخصصه او بما يساهم به من ترجمة وتأليف لعدد من الكتب ونحوها، ولاشك ان عددا كبيرا من حملة هذه الشهادة لم يحققوا الهدف الذي من أجله تم حصولهم عليها, حيث نرى أعدادا منهم لم يقدموا البحوث والدراسات العلمية اللازمة حتى ان بعضهم يحال على التقاعد دون ان يقدم بحثا او دراسة واحدة، إضافة إلى أن البعض الآخر يتوقف عند درجة استاذ مساعد التي تم تعيينه عليها عندما حصل على هذه الشهادة لأول مرة، ويرجع السبب في نظري إلى عدم وجود المهارات الأساسية لدى البعض في البحث والدراسة او ربما كان الهدف من حصوله على شهادة الدكتوراه ان يظفر بالوجاهة والمناصب العالية.
ان شهادة الدكتوراه مثل غيرها من الشهادات الدراسية الاخرى لا تكسب حاملها المهارات القيادية والإدارية والبحثية والابداعية ان لم تكن موجودة لدى حاملها اصلا، ونقع في خطأ كبير إذا افترضنا ان حامل الدكتوراه هو الأفضل من النواحي العلمية والإدارية والقيادية في كل الحالات، ان العالم المتقدم يحسن وضع الرجل المناسب في المكان المناسب فوجههم نحو الجامعات ومراكز الدراسات والبحوث، ومن النادر جدا ان تسمع وزيرا او قياديا او حتى رئيس لجنة يحمل شهادة الدكتوراه حيث انهم يعتمدون على المهارات والقدرات والخبرات لدى الشخص نفسه عند عملية الاختيار، أما نحن فقد احطنا حامليها بهالة جعلتهم في النهاية يتوهمون بها.
والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله.
عضو هيئة التدريب بمعهد الإدارة

أعلـىالصفحةرجوع




















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved