أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Wednesday 13th December,2000العدد:10303الطبعةالاولـيالاربعاء 17 ,رمضان 1421

الاقتصادية

صوت الإدارة
التنمية الوطنية بين السعودة,, والتطهير!
د, ثامر المطيري
أين وصلت معركة التنمية الإدارية التي يخوضها هذا الوطن الكريم منذ حوالي ربع قرن؟.
لعلنا هنا نتجاوز القول المألوف بشيء من المعقولية ونوضح بذلك ان مسألة الاستثمار في العنصر البشري لم تأخذ بالصورة الفاعلة مكانها الطبيعي بين أنواع الاستثمارات الأخرى المعروفة، وذلك عبر المسيرة ربع القرنية للتنمية,, ان المتتبع للخطط الانمائية الوطنية يلاحظ ان هذه الخطط بشكلها العام تركز معظم استثماراتها على البعد الاقتصادي والمالي بمختلف مصادره.
وهكذا كان حال الخطط لفترات طويلة بينما لم يحظ الاستثمار في العنصر البشري إلا بمستويات منخفضة نسبيا من مجمل الاستثمارات الكلية، وبالطبع فإن المقصود بالاستثمار في العنصر البشري ليس فقط مجرد التدريب والابتعاث ولكن أيضا التربية والإنتاج والسلوك,, وذلك من خلال اعادة صياغة التركيبة البشرية الذهنية فكرا ومنهجا وبصيرة,, وهكذا يفترض ان يكون بناء الإنسان السعودي ,, باعتباره من أهم العناصر التي تهيمن على العملية الإنتاجية اينما كان موقعها، إذ عليه تقع المسؤولية الكاملة في تشغيل الموارد الوطنية وتحويلها إلى سلع وخدمات، من خلال توظيف عنصري العمل والإدارة اللذين لا مصدر لهما إلا الإنسان، وبقدر ما تتوافر للمصادر الإنسانية المهارات الفنية والقدرات الإدارية، بقدر ما تتحقق الكفاءات الإنتاجية في تشغيل الموارد المتاحة وتصريف منتجاتها، وبدون الاستثمار في العنصر البشري لا يمكن للمهارات والقدرات ان تكون بارزة وفاعلة، وبدونه ايضا لا يمكن تكوين مواصفات الإنسان المنتج الواعي ومواصفات الإنسان المستهلك الرشيد، وإذا لم يتواجد الإنسان المنتج الواعي والمستهلك الرشيد لا يمكن تصور نجاح التنمية بأبعادها الثلاثة الأساسية الاقتصادية والاجتماعية والتربوية مهما توافرت الإمكانات المادية والموارد الطبيعية والمصادر البشرية:
إذاً السؤال الجدير بالاجابة والذي يطرح نفسه هنا هو: هل تم إعداد العنصر البشري الوطني بالكم والكيف المؤهل لتحمل أعباء ومسؤوليات إدارة واحتواء عملية التنمية ومنجزاتها,,؟ .
لاشك ان المنصف يرى قصورا نسبيا في تلك المجالات، وهذه الظاهرة تشكل أهم المعوقات الأساسية والجوهرية التي تواجه عملية التنمية الوطنية الشاملة في العصر الحاضر.
وإذا لم تترافق وتتلازم عملية التنمية بتوافر الكم والكيف من العنصر البشري المدرب والقادر والعارف بوسائل وأدوات وغايات التنمية، فلا جدوى من اقامة المشاريع والبرامج والمعامل الاستثمارية المختلفة، مهما وصل حجم الانفاق عليها ومهما مُدت به من إمكانات وتقنيات حديثة.
ومن المهم الإشارة هنا إلى نقطة أخرى حيوية ذات صلة بالطرح السابق، وهي النقطة المتعلقة ب السعودية ، يرى الكثير ان السعودة في حد ذاتها تمثل انتصارا كيفيا للإنسان السعودي، وما علم اولئك بأن السعودة لا ينبغي ان تكون شعارا يرفع بل هي في حقيقة الأمر مفهوم وطني رفيع له مبادئه واصوله وقواعدهإن السعودة أولا هي بإصلاح الفساد الذاتي لكل فرد منا والقضاء على المحسوبية ومحاربة الرشاوى والشللية والنفعية والازدواجية، هذه وغيرها كثير من الأمور المثبطة والمعطلة للعجلة الإدارية والتنظيمية والنهوض التنموي في مختلف ميادينه,, إن السعودة تكون بإصلاح كل خلل وابعاد كل مُخل دون المساس بكرامات الآخرين وطردهم من وظائفهم بدعوى السعودة او التطهير , ان السعودة في مبدئها ومنهجها ينبغي ان تتم وفق قواعد وطنية تحدد الأولويات وترسم الاتجاهات وتوضح مسارات صنع القرارات.

أعلـىالصفحةرجوع




















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved