أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Wednesday 13th December,2000العدد:10303الطبعةالاولـيالاربعاء 17 ,رمضان 1421

عزيزتـي الجزيرة

لا يرتدعون
المتسولون من المتظاهرين بالاحتياج,, إلى متى؟
عزيزتي الجزيرة
تحية طيبة وبعد:
أصبح من المألوف أن نرى مع حلول شهر رمضان المبارك ظاهرة التسول وقد ظهرت إلى الوجود بعد ان كانت شبه مفتقدة قبله، بشكل يوحي إلينا بأنها قد أصبحت مرتبطة فقط بحلول هذا الشهر الفضيل، وتجعلنا نتساءل وبإلحاح عن صدق هؤلاء ومدى حاجتهم, وإذا كان هؤلاء الفئة في أشد الحاجة للتسول فأين هم قبل شهر رمضان، أم أن حاجتهم لا تظهر إلا في هذا الشهر الكريم، إن نظرة لأحوال هؤلاء المتسولين الذين يجوبون الشوارع والأحياء ويجلسون عند أبواب المساجد تعرفنا بمدى زيف هؤلاء المتسولين ومدى احترافهم للتسول كمهنة تجر عليهم الأموال دون الحاجة إلى رأس مال وإنما يكفي للدخول إلى عالمهم الخاص ان تلف الجبيرة على معصمك أو قدمك أو تحمل معك صك عسر أو أوراق دين مزيفة وبالنسبة للمرأة كل ما تحتاج إليه ملابس رثة وطفل رضيع أو أطفال يمشون خلفها للتسول بأنهم أيتام وبحاجة إلى المال لترعاهم، وهؤلاء الفئة من المتسولين الذين نزعوا عن وجوههم قناع الحياء لا يرتدعون مهما امتنع المرء عن اعطائهم وإنما يظلون يلاحقونه ويضايقونه بشتى السبل والأدعية حتى يجبروه على مد يده إلى جيبه ليعطيهم ما تجود به نفسه، وأغلب هؤلاء المتسولين يقوم بالجلوس أمام بوابات المساجد في انتظار خروج المصلين بعد ان يكونوا قد أدوا ما عليهم من صلاة وخرجوا يتطلعون إلى العمل الصالح، ومن المتسولين من يبادر إلى الانتظار أمام البنوك في انتظار أصحاب الأموال الذين يودعون ويحولون النقود، بل إن الأمر وصل ببعض المتسولين من النساء إلى قرع أبواب البيوت وإزعاج النائمين المطمئنين في منازلهم ولا يتوقف الأمر عند هذا الحد وإنما وصل بهم كذلك إلى المرور على المحلات واستجداء العاملين فيها من المقيمين الذين هم بلا شك سينقلون عنا هذه الصورة إلى بلادهم.
لقد وجد هؤلاء في التسول عملاً يدر عليهم ربحاً سهلاً يسيراً وهؤلاء لو عملوا في أي وظيفة وبأي مقابل لكان أفضل لهم من رمي وجوههم على الناس واستجداء العطف والصدقات، هذه التصرفات التي تبدأ مع حلول أول أيام شهر رمضان المبارك ثم ماتلبث أن تزداد لتصبح بعد مضي فترة من هذا الشهر الفضيل مزعجة ولافتة للنظر وتشوه المنظر العام للمدن في رمضان، وهكذا هي تختفي لتظهر في رمضان القادم والذي يليه وكأنها حلقات في مسلسل اجتماعي رغم عدم تقصير حكومتنا الرشيدة تجاه المحتاجين والذين أوجدت لهم إعانات من قبل الضمان الاجتماعي والتأمينات بالإضافة إلى ماتقدمه لهم الجمعيات الخيرية وأهل الخير من إعانات وتبرعات.
محمد بن راكد العنزي
محافظة طريف

أعلـىالصفحةرجوع




















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved