أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Thursday 14th December,2000العدد:10304الطبعةالاولـيالخميس 18 ,رمضان 1421

مقـالات

شدو
(رَمَيت الورد طَفَيت الشمع!)
د, فارس الغزي
هل أنت من فئة! المصدقين بأن الحياة تنقسم الى يومين: يوم لك ويوم عليك؟ ألا تحس أحياناً بأن الحياة (نصف يوم لك!) وباقي (حساب!) أيامها عليك؟ بل ألا تفكر أحياناً أن هذه القسمة (الضيزى!) تتحول فجأة الى (صفر) لك وكل حسابات الليالي والأيام عليك وعليك وعليك الى الدرجة التي تتمنى أن لديك القدرة على التحليق في الأجواء فالانفجار في سديم الكون ذرات وذرات؟ بل ألم تصحو ذات صباح وأنت عازف عن سماع ما يسر خوفاً من سماع ما لا يسر، وعلى غرار المثل الأمريكي القائل: بأن أحلى الأخبار، حينما لا يكون هناك أخبار: News No News is Good.
إن الانسان (يتمدد) في آفاق هذه الحياة أملاً وأحلاماً وسعادة وطموحاً وأخباراً,, فقط ليجد نفسه وقد (انكمش) على نفسه، وألقى (بغرائزه الهجومية) جانباً، ولسان حاله يتمنى انه (لا يتمنى!), كيف ولماذا يصبح الانزواء على الذات سلاحاً، والانكفاء على الآهات ملاذاً، وتعليل ما لا يعلل وسيلة يتيمة لمقاومة غارات الزمن؟ عجيب أمر هذا الانسان، وهلوع قلب هذا الانسان، ومحاصر ومحصور قلب هذا الانسان الى حد الاختناق بين غرائز هجومه، ووسائل دفاعه، وأمنيات استسلامه وانسحابه بهدوء وسلام, لا مناص لك إلا التصديق بأننا بشر (نعقل) فنفكر حتى (الألم والملل والسأم واليأس),, واليأس كما يقال إحدى الراحتين! إننا بتجاوزنا لحدود قدراتنا نطلع على قدرتنا المحدودة وحينها لا نملك سوى عذل النفس اللوامة لتكف عن لومنا ولسان حالنا يقول:


(اشرحي لي!) سر وجدي بوجود
حظ قلبي منه عبرات بعيني!

يا لبؤسنا حين لا نملك سوى حرية ومتعة الفرجة (بألم!) على قناعاتنا مترنحة في تجاويف أمواج شكوكنا، وأفراحنا غارقة في غبب أتراحنا، وآمالنا غارقة بقيعان آلامنا، ومجاديف أحلامنا متحطمة على صخور واقعنا، وحينها نلتفت يمنة ويسرة بحثاً عن مرفأ يعصمنا فلا نجد سوى وجودنا ممزقاً إرباً إرباً فلا نملك سوى (الدمعة) التي لو انصهرت كل لغات العالم بلغة واحدة لما استطاعت التعبير عن حرقتها المؤلمة, إنها الحياة فلا غرور إذن أن نرفع رايات الاستسلام للحياة، بل ونهرب منها إليها وكلنا أمل (بالسلامة منها), إن الإنسان إذن ليس سوى ذرة من ذرات هذا الكون: ذرة تتقاذفها (ضاحكة!) ثنائيات الحياة القاسية من شك ويقين، وانتشاء وهبوط، وانتشار وانكماش، وفرح وترح، وتعقد وبساطة، وذكاء وغباء، وسعادة وحزن، وحب وكراهية، وتضحية وأنانية، وشرق وغرب، وجمال وقبح، ووصال وهجر، وقمة وحضيض، وسؤال وامتناع، وعطش وارتواء، ونزول وارتحال، وأمل ويأس، ومرض وصحة، وحمل وولادة، وجوع وشبع، وظمأ وعطش،,,, وطفولة وشيخوخة،,, وسفر وإياب,, ثم,, ثم سفر آخر أخيراً!
* ص ب: 454 الرياض: 11351

أعلـىالصفحةرجوع


















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved