أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Thursday 14th December,2000العدد:10304الطبعةالاولـيالخميس 18 ,رمضان 1421

منوعـات

على ذمة صحيفة المستهلك
الصينيون يحاربون المطاعم والمقاهي الأمريكية
* بكين رويترز
قد تقول انه جنون العولمة أو هراء قومي أو مجرد زوبعة في فنجان, لكن افتتاح فرع لمقهى ستارباكس الأمريكي في المدينة المحرمة ببكين أثار موجة غضب ضخمة في الصين حيث قالت الصحف المحلية ان 70% من الصينيين سيرفضون تناول رشفة واحدة من مشروبات المقهى الأمريكي في المدينة المحرمة.
وذكرت صحيفة المستهلك الصينية في عدد أخير لها: هذا لا يختلف عن توجيه صفعة الى 1,2 مليار صيني أو لحضارة عمرها خمسة آلاف سنة, غضب البعض لا يختلف عن مشاعرهم ابان قصف سفارتنا.
ومهاجمة الولايات المتحدة باتت أمراً دارجاً منذ قصف الطائرات الأمريكية للسفارة الصينية في بلجراد أثناء قصف حلف شمال الأطلسي ناتو ليوغوسلافيا خلال أزمة كوسوفو 1999م مما فجر موجة غضب في بكين, لكن هجوم الصحافة على ستارباكس أذهل المسؤولين في المدينة المحرمة التي يرجع تاريخها الى 600 عام.
ويفكر المسؤولون حالياً في الغاء ترخيص عمل ستارباكس الذي صدر لمدة عام بعد شهرين فقط من افتتاح المقهى, وقال تشين جونكي مدير المكتب العام لمتحف القصر وهو الاسم المعروف به حالياً مقر الاقامة السابق لأباطرة أسرة مينج وكينج الحاكمة، ضغط الصحافة جاء أكبر بكثير مما توقعنا, هناك طريقان فقط لحل هذا, إما الانتظار حتى انتهاء الترخيص أو الغاؤه قبل موعده.
وليس ستارباكس فقط الذي يواجه هذا الموقف اذ سيطرد مطعم كنتاكي فرايد تشيكن للوجبات السريعة من منتزه بيهاري وهو موقع امبراطوي آخر في وسط المدينة عندما ينتهي عقد الايجار في 2002م وأزال مطعم ماكدونالدز للوجبات السريعة في الآونة الأخيرة شعاره الذهبي الذي كان قد أقامه في ميدان تيانانمين.
وأوضح تشين: يتعلق الأمر بصراع محدد وسوء فهم بين الصين والغرب, وهذه الخطوات تعكس موقف الصين الغامض من تنامي التأثير الاقتصادي والثقافي الغربي على هويتها الماضية والحالية.
ويتوق الشبان الصينيون الى السلع الغربية وللحصول على تأشيرات دخول لدول الغرب لكن المسؤولين الشيوعيين يهاجمون بعنف ما يطلقوا عليه الثقافة الغربية المنحطة والهيمنة على شؤون العالم, وتدين الصين رسمياً العهد الامبراطوي كعهد فاسد واقطاعي لكن معظم الصينيين يفتخرون بحضارة خمسة آلاف عام وينظرون الى المدينة المحرمة على انها قلب هذه الحضارة.
ورغم كل هذا الحديث عن الحفاظ على بقايا حضارة الصين لكن القائمين على تخطيط المدينة أزالوا آلاف المنازل القديمة من الساحات لافساح المجال لبناء ناطحات سحاب ومجمعات تجارية على النمط الغربي.
لكن قلة تصورت ان افتتاح مقهى صغير بجوار متجر لبيع الهدايا التذكارية قد يثير هذه الزوبعة, وقالت ادارة المتحف انها لم تتوقع شيئا من هذا القبيل عندما قررت تحديث منشآت الخدمات لخمسة ملايين صيني ومليون أجنبي يزورون الموقع سنوياً.
وقال تشين انهم أرادوا فقط جس النبض واختيار رد فعل الناس, ومنح المتحف في سبتمبر عقداً لشركة ميديا كوفي التي تملك امتياز فروع ستارباكس في شمال الصين, لكن هذا فجر الغضب في الصحف المحلية وخلال الحوارات التي تدور بين الأفراد عبر شبكة الانترنت.
وأظهر استطلاع للرأي أجراه موقع صيني شهير على شبكة الانترنت ان 70% ممن شملهم الاستطلاع عارضوا اقامة أي مقاهي في المدينة المحرمة, وقالت صحيفة بكين ويك اند الآن دخل ستارباكس الموقع المقدس ليتنافس مع الحضارة الشرقية القديمة.
وقال تشين: استطيع تفهم مشاعر الشعب, وتأثرت جداً باهتمام الكثيرين بمبانينا الأثرية, مضيفاً انه رغم ذلك فان مسحاً اجراه المتحف أظهر ان 50% من زواره يؤيدون وجود ستارباكس.
وأوضح ان المشكلة ان كثيرين يعتقدون انه مقهى كبير يعلق لافتات ضخمة كتلك الموجودة في الشارع, الا اننا لا يمكن ان نسمح بذلك مطلقاً, وفي واقع الأمر قال سائحون كثيرون زاروا المدينة المحرمة في الآونة الأخيرة انهم لم يلحظوا وجود ستارباكس, بينما أبدى آخرون امتنانهم لتوافر فرصة لتفادي برد الشتاء.
وقالت ليو ينج 24 عاماً السائحة من شنغهاي وهي تدفىء يديها بكوب من قهوة الكابوتشينو لا أرى سبباً لهذا الجدل, وأضافت: أعتقد انها فرصة جيدة لاظهار كيف أصبحت الصين منفتحة وعالمية, لكن المسألة بالنسبة لبعض الناس مسألة مبدأ,
وتصر ستارباكس على ان المقهى لا يتعارض مع جو الموقع, وقال بيدرو مان رئيس شركة ستارباكس كوفي في منطقة آسيا والمحيط الهادي ستارباكس تبذل قصارى جهدها للحفاظ على الموروثات الحضارية لكل دولة تزاول فيها عملها, وأضاف: وبالنسبة لفرعنا في المدينة المحرمة فهو موقع متميز, وعملنا عن قرب مع سلطات متحف المدينة المحرمة لاحترام الأهمية التاريخية للموقع.

أعلـىالصفحةرجوع


















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved