أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Thursday 14th December,2000العدد:10304الطبعةالاولـيالخميس 18 ,رمضان 1421

عزيزتـي الجزيرة

رمضان,, وملمح من القيم الرفيعة
عزيزتي الجزيرة:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ,, وبعد:
أزف شهر رمضان الكريم الذي أطل بالأمس على الرحيل وهو الذي يحمل معه كل المشاعر الروحانية التي تتلاقى في تعظيم رب هذا الشهر حتى يكاد هذا الشهر أن يستأثر بالأعمال الفضيلة والجليلة رغبة من الخلق في مضاعفة الأجر, ومما يجدر بالانسان في هذا الشهر الفضيل ان يعيد حساباته في صلة أرحامه وأن يمهد ليوم العيد المبارك والذي يستبشر به الناس صغاراً وكباراً ويجبر الكسر بالتواصل وحتى لو تطلب الأمر العفو والصفح عن المخطئين وان يستلهم من هذا الشهر التواضع والخلق الحسن كما كان نبينا الهادي افضل واجود الخلق في رمضان، وللمخطىء أن يراجع نفسه وان يرفع من حسن تعامله مع الغير وان يتذكر ان ما يبقى من العمل صالحه، وصلة الرحم والتواصل امر عظيم إذ توجد في نفس البشر التكاتف والتلاحم في محيط المعاملة الطيبة والخلق الرفيع ومن واجب كبراء القوم في كل قبيلة وعشيرة وعائلة بل وحتى على مستوى مجموعة الأصدقاء من الواجب على هؤلاء العمل على تجديد التواصل بين الافراد ومحو الزلات والهفوات وتصفية النفس مما يشوب تخلقها بصفات المؤمن الحق ، ففي القطيعة في الأرحام ترجمة لضعف النفس وبعدها عن جادة الصواب ووهن الرابط بين المنقطعين وحتى لو كان الزمن كفيلاً بأن يزيل ما في النفوس من سوء الفهم بين الأقارب إلا أن من الأفضل التعجيل بعودة الوصل والترفع عن صغائر الأمور التي لا تخدم في محيطها الأجيال القادمة في تعاملها مع بعضها البعض وهم المنصهرون في مجتمع وسقف نسب واحد من الزيجات والقرابة والصداقة والمصالح الدنيوية.
وإذا كان الأمر لا يخلو في تعامل الناس مع بعضهم البعض من سوء الفهم والإصرار على الخطأ وحتى التجني في أحايين كثيرة فإن نفس المؤمن فيها من الفطنة والحكمة ما يرفع بتفكيرها عن الإنزلاق في وحل الخلاف الذي يمتد ولا ينتهي فيلقي بظلاله على التعامل وهز بروج الثقة بين الناس في تعاملهم وأخلاقياتهم وينعكس بالتالي على العلاقات العائلية وصلة الرحم حتى أصبح الإنسان يتواصل مع صديقه أو أصدقائه ويسعى لهم في ديار بعيدة ويتجاهل أقاربه وأرحامه وهم على بعد خطوات منه.
ولعلو هذا الدين وسماحته أن شرع في منهجه ما يحتم صلة الرحم والتواصل والدعوة إليها وهي التي علقت بالعرش لذا من الواجب ان تكون إطلالة هذا العيد بمثابة الصفحة الجديدة التي تكتب لتكون عريضة نبذ الخلافات والإعداد لتعامل اخوي يحمل البعد الشرعي لميزان التعامل بين الأفراد بعيداً عن الغطرسة والكبرياء والخيلاء الذي لا طائل منه سوى صدود الخلق واستنكارهم له وعزلة صاحب هذه الصفات عن بقية الناس, إنها فرصة تكاد تكون سنوية من خلال العيد المبارك لبناء العلاقة الحسنة وتجسيد صلة الرحم والنسب بين الافراد والجماعات المبنية على حسن الظن بالغير والثقة بالنفس من خلال المصافحة والابتسامة وتفعيل دور الكلمة الطيبة التي كالشجرة الطيبة تثمر وتظلل متى ما وجدت الدعم والاخلاص في التعامل ونبذ المصالح الشخصية وتقديم مصلحة العامة على الخاصة إذ لا مستفيد من الفرقة والقطيعة والخلاف بل ان المتضرر الأوحد من ذلك صاحب العلاقة ومن حوله فقابل الخطأ والزلة غير المقصودة بالابتسامة والصفح فتعامل بمثلها ووجه وعاتب من تحب وتقدر لتصل الى قلبه دون تكلف فإن للعزيز والحبيب والصديق حقاً ، وحق والديك وارحامهم أوجب واحق ولا تؤجل الوصل من بعد وأعلم ان الناس تقطعك حين تقطعهم ويصلونك حين تصلهم ويرتابون من قطعك بعد الوصل.
محمد بن سعود الزويد
الرياض
أعلـىالصفحةرجوع


















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved