أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Thursday 14th December,2000العدد:10304الطبعةالاولـيالخميس 18 ,رمضان 1421

عزيزتـي الجزيرة

أحسنت ياحمد
الشتاء والمطر، سمات ونتاج
عزيزتي الجزيرة
تحية طيبة وبعد:
لله درَّك ياحمد القاضي,, حين كتبت عن المطر وعن الشتاء كلما أقرأ لهذا الكاتب الأديب فإنني أحس برائحة الوطن وعبقه تتجذر في ثنايا قلمه السيّال أرى الشفافية والطهر والصدق والأحاسيس المختلطة بروعةنجد وخزاماها وجمال كثبانها وعنيزة وأزقتها وحاراتها وساحاتها القديمة ورائحة الطين فيها,, هذا الأديب الكاتب يجبرك على أن تقرأ كلماته التي تخرج من القلب إلى القلب,, لله درك حين تحدثت عن المطر وقلت: أرأيتم كيف يجعلنا المطر أطفالاً,,! المطر يشكلنا بنقاء الطهر وطهر الصفاء إن المطر كما يغسل أوراق الأشجار فهو يغسل حسد أنفسنا كثيراً هذا الكلام هو شعر منثور بل أروع من الشعر هو ما يختلج في نفوسنا حين نرى (بشائر الوسم في عام من الجدب!) حين نرى المزون الغر تنثر ماء فضيا على صحارينا العطشى حين نرى بروق الوسمي وسحابه يهمس بماء عذب زلال على حبات الرمل الذهبية فتغدو كثبان نجد جناناً ورياضاً خضراء تسحر الألباب وحين تغرِّد الأطيار وتصدح البلابل بين الرياض والخزامى والعرار منظر لا أروع ولا أجمل,, لا أعتقد اننا سنراه ولاحتى في جبال الألب,, أو جزر الواق واق,,!!
رأينا هذا المطر الرحمة وهو يغسل صحارينا ويغسل الغبار الذي علق بمدننا طوال سنة من الدهر هي في عرفنا (عام الرّمادة) حيث أصبحت الصحاري والمرابع جافة مغبرة ماتت الأشجار وجاءت المواشي فرحمنا ورحمها رب العزة والجلال.
أرأيتم كيف أنعش هذا المطر النفوس وبعث المشاعر وأيقظ الهمم خير عميم في كل منطقة وكل واد وكل سهل,,نرى حبات المطر الفضيّة المنهمرة تعانق حبّات الرمل الذهبية فتغسلها فتغدو كالجواهر واللآلىء اللمّاعة كل من يرى هذه الرمال المعفرة بالنقاء يريد ان يتمرغ فوق كل حبّة منها ونرى أهل الصحراء الذين عرفوها يدنون أبصارهم ليروا كل هذه الصحاري التي كانت قبل أيام معدودة صحراء لاهبة وقد ارتوت و(فلقع) فيها النبات بمختلف أنواعه تبعث على السرور والفرح والنشوة,, مع أجواء ربيعية غائمة والسحاب المسخر يهمي بين كل فترة وأخرى (بالولي) المتواصل فارتوت النباتات التي نبتت,.
للمطر فوائد عديدة منها:
1 انه يزيد من منسوب المياه الجوفية الصالحة للزراعة فيزداد النشاط الزراعي وتزداد المنتجات الغذائية ويرخص ثمنها ويعم الرخاء.
2 ينبت به العشب والمراعي الخضراء,, فتأكلها المواشي وتطيب وتتكاثر فيزداد أمننا الغذائي من اللحوم.
3 تغسل الغبار الذي علق بالأشجار والنخيل فتغدو ثمارها نظيفة لمّاعة رائعة وتقضي على مسببات تكاثر الجراثيم فيها من الغبار المتراكم.
4 تغسل المدن فتغدو المنازل والأسطح الاسفلتية نظيفة براقة لمّاعة وتريح البلديات وفرق النظافة من جهد هائل في التنظيف.
5 تقضي على الغبار وثاني أكسيد الكربون الذي يلوث أجواء المدن وترسبه على الأرض فتغدو السماء زرقاء صافية متلألئة.
6 تنبت (الربيع) الجميل والبسط الخضراء والزهور المتنوعة الألوان والمتعددة الأشكال والألوان فمنها الأحمر ومنها الأزرق ومنها الأصفر ومنها البنفسجي والنباتات والزهور ذات الرائحة العطرية الزكية مثل الخزامى والاقحوان ,, فتكون متنزهات رائعة الجمال يقضي فيها المتنزهون أوقاتهم بسرور وبهجة ( ليت الزمان كله ربيع,,!!)
7 تنبت الرمال بماء المطر المنهمر وبالاعشاب النابتة بعد ذلك فلا تزحف نحو المدن أو الصحاري,, ويقل تغريز السيارات فيها بشكل كبير,, فيقل بإذن الله حوادث التيه في الصحاري بسبب تغريز السيارات.
8 تسيل منها الأودية فتكوّن (الغرين) الصالح للزراعة.
9 تزدهر في الأمطار والربيع حياة البدو في البادية.
10 تزدهر فيها الحياة البرية والطيور المتعددة الأشكال والألوان فتحافظ بإذن الله على الحياة الفطرية من الاندثار والانقراض,
وليست هذه فقط فوائد الأمطار,, فهذه فقط الفوائد المباشرة ولها فوائد كثيرة غير مباشرة لايمكن احصاؤها وكما ان للمطر فوائد فإن للشتاء فوائد كثيرة منها:
1 تنزل فيه الأمطار بكثرة فيعم الرخاء والخصب والنماء.
2 تقل فيه درجة الحرارة عن الصيف اللاهب 15 درجة مئوية بدلاً من 50 درجات مئوية.
3 يقل فيه استهلاك الطاقة الكهربائية بشكل كبير فيقل الانفاق المادي.
4 لانسمع عن حوادث التسمم في المطاعم الا في فصل الصيف الحار الذي تساعد فيه درجات الحرارة المرتفعة على تكاثر الجراثيم والبكتيريا.
5 في فصل الصيف ليس أمام المرء إلا الجلوس في غرف مكيفة والنوم في غرف مكيفة ومعروف ما للمكيفات من ضرر على الصحة وقد يقول البعض أن أمراض الزكام تأتي في الشتاء,, ولكن من يلاحظ ويدقق الملاحظة سيرى ان (المكيفات) هي التي تسبب الزكام والانفلونزا في فصل الصيف حيث الاختلاف من حرارة إلى برودة والعكس,.
والشتاء يمكن تلافي برده (بالهدوم) و (التلهلم) بالثياب الدافئة.
6 لو تم عمل بحث على انتاجية الموظفين (بين الصيف والشتاء) لوجد ان الانتاجية تزداد كثيراً في الشتاء حيث ان المرء يظل نشيطاً متيقظاً بدلاً من الخمول وتصبب العرق في الصيف (ليت الزمان كله شتاء,,!!)
7 في فصل الشتاء تقل الحوادث بشكل كبير حيث ان من الأسباب الرئيسية للحوادث انفجار الإطارات الذي يحدث بسبب سخونة الهواء فيها وتمدده ومن ثم انفجار الاطار وربما تمزقه بعض الأحيان بسبب سخونة الأسطح الاسفلتية الحارة السوداء الملتهبة وكذلك حرارة (عيون القطط الحارة).
8 هذه الفائدة (لأنصار القراءة) حيث ان المرء يجد في ليل الشتاء الطويل وقتاً ثميناً للقراءة الهادفة وربما التفكير الهادىء ,, بينما أشهر وليالي الصيف الحارة قصيرة وربما تساعد الحرارة على (تعكر المزاج)
9 (شبة) التي هي (فاكهة الشتاء).
10 الجو البارد يساعد على حفظ المواد الغذائية من التلف.
11 يحافظ على الأسطح الاسفلتية من التلف والتموح الذي يحدث بسبب الحرارة الشديدة حيث يلاحظ (نزف الاسفلت )خلال فصل الصيف الحار (كل على همه سرى).
وهناك أيضاً العديد من الفوائد التي ربما يقلبها أعداء الشتاء إلى مساوىء,
وآسف للقراء على هذه (الفلسفة),,!!
م, عبدالعزيز بن محمد السحيباني
محافظة البدائع

أعلـىالصفحةرجوع


















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved