أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Friday 15th December,2000العدد:10305الطبعةالاولـيالجمعة 19 ,رمضان 1421

محليــات

لما هو آت
الدّيكة والدُّجاج
د ,خيرية إبراهيم السقاف
انتهت معركة الديكة في أكبر دولة في العالم,,، وخرجت منها الدجاجات مرفوعة الرؤوس، مزينة بأعراف الديكة الحمراء,,، ولعله لا يكون إيذاناً بما وراء هجدة الجمر تحت التراب,,، لأنه إن كان الأمر كذلك فسريان النار في الهشيم لن يصطلي الواجهة بمن فيها، بل يسري إلى أبعد، ولعل الأبعد هنا يكون كل ضعيف تمارس عليه هذه الديكة قوتها,, ومن ثم تلفَّه في برديها وتدخله حظيرة دجاجاتها رافعة الرأس أحمره.
وبمثل ما انتهت هذه المعركة، بمثل ما ارتفعت أصوات المعارك الكلامية في تحليلها، وأخذ كلُّ منظِّر يتباهى بنبوءاته,,، وكلُّ يدقُّ بل يدكُّ صدره بيده متباهياً بما سَبَقَ أن قال، وبما لَحَقَ أن حدث,.
وبمثل ما بدأت معارك الكلاميين,, بمثل ما بدأت في داخل الصدور معارك التَّوجُّس,, كيف، وهل، وعسى,,، ولعل، وياليت، ويا ريت ,, وربما,.
وبين كيف وربما آماد من شطحات الخيال، وخططه في رسم منافذ الوصول إلى الديكة وحظيرة الدجاج,.
وبين شطحات الخيال وواقع المنطلق المستوى الأركان، المتوازي الخط، المتعرج المسار تسطع موجة من شهب الأمل، ثم تختفي، ثم تعود,, وليس هناك ثمة بارقة في غمامة حبلى تسقط على حُرَقِ الشهب فتخمدها,.
وبمثل ما يكون من انتهاء المعركة الدِّيكيَّة، واستعراض سرب الدجاجات المتباهيات، ومثول معارك الكلام من المنظِّرين، وتوجُّس أسئلة الحالمين، وشطحات خيال المتخيِّلين,,،
بمثل ما سيهدأ كلُّ شيء,.
وسيبدأ كلُّ شيء,.
فمن الذكي، ومن السَّبَّاق إلى سراديب الوصول، ومعرفة تِقانة المثول، والجلوس إلى طاولات الأولويَّة؟!,.
تلك لعمري معركة أشد أهمية، لكن وطيسها يُحمى فوق نار باردة، وصاخبة في آن واحد,.
وتلك لعمري أمُّ المعارك في قدرتها على تحقيق النصر لأفرادها، فإما إلى,, وإما إلى,, فمن هم أفرادها؟,, من هم المنتصرون,, ومن هم المنهزمون؟! ذلك ما ستسفر عنه سنوات أربع قادمة,,، فما قبلها وما بعدها,, فما سيكون فيها؟!
الآن,.
كيف هي أعصاب الذين تابعوا هذه المعركة؟!
كيف هي قناعاتهم بنزاهة هؤلاء وأولئك؟
كيف هي مفاهيمهم عنهم وعن آلياتهم، وأخلاقياتهم؟
كيف هي آراؤهم فيما يكون، وما هو كائن؟ وما سوف يكون؟
وأخيراً,.
كيف سينظرون إلى سرب الدجاج وهو الآن في كامل لباسه الموشَّى بالبريق؟
بينما انحسرت عن الديكة أعرافها الحمراء؟!,.
و,, وكل معركة ديكيَّة,, والدجاج بخير,.


أعلـىالصفحةرجوع
















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved