أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Sunday 17th December,2000العدد:10307الطبعةالاولـيالأحد 21 ,رمضان 1421

مقـالات

نوافذ
الاتجاهات
أميمة الخميس
في دراسة قام بها مجموعة من العلماء الإنجليز من جامعة لندن والمهتمين (بالمكانيزم) التي يعمل بها الدماغ البشري، على مجموعة من سائقي سيارات الأجرة في مدينة (لندن)، وجدوا أن ناحية من الدماغ لديهم قد كبرت وتضخمت، مقارنة بسواهم من الناس العاديين، لا سيما تلك الناحية الخاصة بالاتجاهات والتعرف عليها.
وهذا الاكتشاف العلمي يؤكد على أن أعضاء الإنسان تتطور وتتكيف بالتأكيد لتحل التحديات والمعضلات التي يواجهها في حياته اليومية، دون أن يكون هناك فروقات عرقية حاسمة ومطلقة بين الأجناس، بقدر ماهي محاولات حثيثة من البشر للتكيف ومواجهة المحيط الخارجي وتحدياته بثبات وقدرة على التغلب والقفز فوق الحواجز.
وإذا كانت العلوم التشريحية التي تعنى بإبراز الفروقات النوعية بين تكوين الرجل والأنثى قد وجدت أن الدماغ الذكري في الإنسان أكثر قدرة في تحديد الاتجاهات وتخيلها من ناحية تجريدية في الدماغ، فهذا بالتأكيد يرجع إلى أن الأنثى عبر التاريخ كانت منشغلة بوظائفها (البيولوجية) بالشكل الذي يجعل محيط حركتها محدودا وضيقا وبالتالي ليس هناك حاجة لتطوير هذه القدرة والالتفات إليها طالما إن عالمها اليومي يرتبط بالمسافات القصيرة التي تجعلها دائما بالقرب من الصغار.
ولو ان العلماء السالفي الذكر من (جامعة لندن)، قاموا بنفس الدراسة على البيئة المحلية لدينا لأذهلهم العديد من الاكتشافات التي قد يكون من أهمها أن دماغ سائقي النساء في طريقها إلى الضمور والانكماش بينما أدمغة النسوة اللواتي يقدن السيارات من خلال أذرع السائق قد نمت وتطورت وهن يواجهن تحديات الطريق من خلال سائق نصف مغمض ونصف متذمر، وخادمات وأطفال يشاغبون في منتصف السيارة؟؟!! وهن عليهن أن يسيطرن على كل هذا من خلال سائق تعوزه اللغة والمهارة والسيطرة!!
فالمفارقة التي تحدث الآن في الشوارع عاجزة على أن تجد حلا واضحاً وحاسماً بين هذا الوضع الغريب وبين كون وجود المرأة في الأماكن العامة أصبح أمراً ضرورياً وطبيعياً، في ظل تجمع مدني وحضري له متطلباته وأولوياته التي لن تنسلخ عنها المرأة بأي شكل من الأشكال.
ولكن الذي أتمناه وآمله أن طبيعة الترقي والتكيف التي تمارسها الأعضاء البشرية عبر التاريخ لتحقيق القدر الأكبر من مواجهة التحديات والصعوبات، أن تنتقل إلى المجال الاجتماعي لنقر بأن ايدي السائق التي تقود من خلالها المرأة ليست حلاً، بقدر ماهي أداة استنزافية لاقتصادنا وأمننا والانسجام والتواؤم في التركيبة الاجتماعية!!
ردود:
الأخت أمل الحسين (الروضة 2 بالرياض) شكراً لاهتمامك ومتابعتك، وشكواك حولتها للصفحة المختصة في هذا الموضوع وسترينها منشورة قريباً إن شاء الله.
Email:omaimakhamis@yahoo.com

أعلـىالصفحةرجوع
























[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved