أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Sunday 17th December,2000العدد:10307الطبعةالاولـيالأحد 21 ,رمضان 1421

المجتمـع

الوالدان يمثلان حجر الأساس
التهيئة النفسية لأسرة المعاق عامل هام في التنشئة السوية
* حوار فايزة الحربي
تؤثر الاسرة بشكل كبير في سلوك الطفل المعاق وتنشئته الاجتماعية وبناء شخصيته خصوصا ان الاطفال ذوي الاحتياجات الخاصة يحتاجون للكثير من الرعاية من قبل مجتمعهم بشكل عام واسرتهم بشكل خاص ليكونوا عناصر فاعلة في المجتمع ويكون ذلك بتقبل الاسرة واقع ابنهم المعاق وتسعى لتوفير جميع احتياجاته وتعلم كيفية التعامل مع الطفل المعاق وتعليمه كيف يتعامل مع اعاقته هو ولتسليط الضوء حول هذه القضية فقد التقينا بالدكتورة فوزية اخضر المديرة المساعدة لمكتب التوجيه التربوي للتعليم الخاص الرئاسة العامة لتعليم البنات للحديث عن اهمية التهيئة النفسية للأسرة وذلك من خلال الاسطر التالية:
* حدثينا عن اهمية التهيئة النفسية لاسرة الطفل ذي الحاجة الخاصة؟
الانسان كائن اجتماعي لا يستطيع العيش بمعزل عن الجماعة ويبدأ تأثير الجماعة في شخصية الطفل عموما بعد الولادة وعملية التنشئة الاجتماعية هي العملية الاساسية التي تحدث التأثير على شخصية الافراد وتعمل على تشكيل سلوكهم والاسرة تعتبر من اهم واقوى الجماعات الاولية واكثرها تأثيرا في تنشئة الطفل وفي سلوكه الاجتماعي وبناء شخصيته حيث انها تعد المهذب الأول لسلوك الطفل سلوكا اجتماعيا مقبولا لدى المجتمع ولا يشك ان الوالدين يعدان اهم من يقوم بعملية التهيئة الاجتماعية في الاسرة بل يعتبران حجر الاساس في هذه العملية وعن طريقهما يمكن الطفل ان يحقق التوافق الاجتماعي او العكس وعلى الرغم من الاهمية القصوى للاسرة واثرها الفعال في حياة الطفل الا اننا نلاحظ تباينا في الاتجاهات الوالدية واختلافها من اسرة الى اسرة ومن طفل الى آخر هذا بالنسبة للاطفال العاديين فما بالك بالاطفال ذوي الاحتياجات الخاصة والذين اصبحوا يشكلون شريحة كبيرة لا يستهان بها من افراد المجتمع وهؤلاء الاطفال يحتاجون الى اقصى قدر ممكن من التوافق والنمو السوي ليكونوا اسوياء في المجتمع.
وكم هي صدمة للاسرة حينما تعلم ان طفلها لديه اعاقة وقد تتباين ردود الفعل بين اسرة واخرى حسب المستوى الثقافي والاقتصادي والوعي الاجتماعي وتعرف الاتجاهات الوالدية بانها اتباع الوالدية او احدهما لاحد اساليب المعاملة مثل الحماية الزائدة او الشفقة او القسوة او التسلط او الاهمال او اثارة النفس او التذبذب او التدليل ان الكره او الخجل ,, الخ.
* هل يؤثر الطفل المعاق على اسرته؟ والى اي حد يكون هذا التأثير؟
قد تمر الاسرة بمراحل عديدة حتى تتقبل الواقع ومن المراحل الوعي بالمشكلة التعرف الاساسي على المشكلة البحث عن سبب هذه المشكلة ثم البحث عن الحل لهذه المشكلة ثم تقبلها.
* ما ردود فعل الآباء في حالة معرفة اعاقة ابنهم؟
ردود الافعال تختلف وتمر بمراحل هي:
1 الصدمة والانكار:
يوفر الانكار نوعا من الوقاية الذاتية والراحة النفسية ضد الحقائق المؤلمة,, وقد يقلل الآباء من درجة الاعاقة او نكرانها,, وهذا لن يؤدي الى اختفاء المشكلة وقد يؤثر الانكار على العلاقة الزوجية ويسبب الضغط النفسي والانفعالي الشديد والقاء اللوم كل منهما على الآخر على اساس انه السبب في المشكلة.
2 مرحلة الغضب واسقاط اللوم على الآخرين:
ان اسقاط اللوم على الاخرين صورة من صور ردود الفعل من جانب الابوين ,, وأول من يتعرض للهجوم هو الطبيب المولد ويمتد القاء اللوم ليشمل الاخصائيين والمعلمين في المدرسة لانهم هم الذين يتعاملون مع الطفل في المرحلة الابتدائية على اعتبار انهم اخفقوا في التعليم بشكل مناسب.
3 الانسحاب والاكتئاب النفسي والشعور بالذنب:
كل انسان حينما تصادفه مشكلة ما يحتاج الى ان يخلو بنفسه ويتأمل شئونه,, ويعيش في عالمه الخاص,, وهو نوع من الهروب من الواقع,, وقد ينسحب الاباء من الاصدقاء والاهل والمجتمع المحيط ومن المناسبات الجماعية هروبا من اسئلة الفضوليين المرجحة ويضعون انفسهم وهذا الطفل في موقعه محاولين ابعاده وعزله عن المجتمع وعن اعين الناس.
4 الرفض وعدم التصديق:
يعتبر الرفض واحدا من اكثر ردود الفعل شيوعا لدى الاباء,, ويحمل الرفض الوالدي صورة سلبية لسلوك بعض الاباء يجر معه المبالغة في الزعم ان طفلهم طبيعي ولا يحمل اي اعاقة وهؤلاء الاباء يبعدون عن الانسانية ومشاعرها لانهم يحملون الطفل فوق قدراته ويطلبون منه الكمال او يقللون من قيمته ويركزون على النواقص ويتجاهلون الايجابيات وقد يترك الوالد المسؤولية على الام ويهرب وقد يتزوج بأخرى لانجاب اطفال اصحاء او قد يبعثونه للخارج او يضعونه في مؤسسة خاصة دون السؤال عنه.
5 الاعتراف وتقبل الواقع:
التقبل هو الخطوة النهائية لردود الفعل ومراحله وقد يكون هذا التقبل بالاعتراف بوجود الاعاقة او الرضاء بقضاء الله وتقبل الطفل باعاقته او تقبل الذات نفسها.
* ما هي حاجات الاباء الذين لديهم أطفال ذو احتياجات خاصة؟
ان الفرق بين آباء الاطفال العاديين والمعاقين يتركز في عدم توفر الخدمات اللازمة لأطفالهم فهم لا يعرفون المكان المناسب لهم ولا ما هي الخدمات التي تقدم لهم ولا كيفية التعامل مع الاعاقة.
وهنا يأتي دور الارشاد الاسري الذي ينبع من مراكز التشخيص والتدخل المبكر الذي يرشد الاسرة على التعامل مع اعاقة ابنها لتكون هي المدرسة الاولى في حياته,, وتقدم تلك المراكز خدمات للطفل في المنزل وفي المركز وفي كليهما في انها تقوم بتدريب الاباء على تقديم الخدمات التربوية والتأهيلية والتدريبية المناسبة وتسهل عمليات توافق الطفل اجتماعيا ونفسيا لتخلصه من عوامل الصراع والشعور بالاحباط, ويعتبر الارشاد الاسري إحدى المهن الارشادية اضافة الى انه يقدم خدمات اجتماعية وطبية ونفسية ليجعل الآباء يتقبلون الواقع ويتعاملون معه, ويشترك فريق العمل في تشخيص الطفل وتوجيهه للمكان الملازم بمشاركة الآباء انفسهم .

أعلـىالصفحةرجوع
























[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved