أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Sunday 17th December,2000العدد:10307الطبعةالاولـيالأحد 21 ,رمضان 1421

محليــات

مستعجل
حافظ إبراهيم,, لم يكن شاعراً,, بل كاتباً رياضياً!!
عبد الرحمن بن سعد السماري
** لكل أب,, فلسفة معينة في توجه ابنه الحياتي والوظيفي,.
** بعضهم يتطلع الى أن ينفذ ابنه تلك التي عجز أو فشل في تحقيقها الأب.
* * بعض الآباء,, كان يطمح مثلا أن يصبح طبيباً أو مهندساً أو طياراً أو أي مهنة أخرى,, ولا يرضى لابنه أي مهنة بديلة أخرى,, بل ويكافح وينافح ويبذل كل ما يستطيع من أجل أن يحقق ابنه هذه المهنة الصعبة.
** الأبناء,, يخيبون آمال والديهم عندما يرفض هذا التخصص الذي اختاره الوالد,, وبعض الأبناء يفشل في مشواره الدراسي بسبب هذا التوجه الذي أراده الوالد والابن لا يريده.
** حالات كثيرة نعايشها من هذا القبيل,, ولذلك,, تجد بعض الآباء عندما تسأل ابنه وهو في شهادة الثانوية العامة أو حولها ماذا تحب أن تكون في المستقبل,, ويسبقه الوالد في الاجابة وقبل أن يتكلم الابن ويقول جرَّاح أو مهندس أو محامي أو محاسب .
** وكان الناس في السابق,, يتمنى الكل منهم,, أن يصبح ابنه قاضيا شرعيا,, وهذه أمنية كبرى,, نظراً لما يتمتع به القاضي من مكانة كبيرة في نفوس الناس.
** ولهذا,, تجد أكثر الآباء وجهوا أبناءهم للمعاهد العلمية وللكليات الشرعية,, طمعاً في أن يصبح ابنه قاضياً,, وهي بالفعل,, مهنة رائعة ذات قيمة واختيار جيد,, ومن منا لا يريد أن يكون ابنه هكذا؟
** انني أعرف حالات كثيرة تُعثر الولد في الدراسة بسبب إصرار الأسرة أو الأب على تخصص معين محدد لا يرغبه الابن.
** وأعرف حالات أكثر وأكثر حصلت مشاكل ومشادات داخل البيت حول توجه وتوجيه الابن.
** بعض الأشخاص,,طمع في أن يكون ابنه طبيبا,, فتحول الى ممرض,.
** وبعضهم أراد أن يكون ابنه مهندسا كبيرا فلم يحصل الابن إلا على شهادة التدريب المهني,.
** وشخص أراد أن يكون ابنه طياراً ماهراً,, فتحول إلى مضيف في الطائرة وهكذا,.
** والقضية هنا,, ليست قضية حصوله على الشهادة أو عدمها,, أو أن يعمل في أي مهنة أخرى,, لكنها قضية اختيار المهنة والتوجه من قبل الأب.
** وبعض الآباء يتفاءل لابنه بمستقبل معين,, أو يضع في رأسه شيئا محدداً لابنه,, وهو بالطبع لا يجبر ابنه على هذا الاختيار أو هذا التخصص,, لكنه لا يتمناه له فقط.
** وقد كنت اتساءل,, لماذا سمى صديقي الأستاذ الشاعر ابراهيم المدلج ابنه الأكبر حافظ؟
** فوجدت وهو اجتهاد شخصي مني انه كان يطمح أن يصبح ابنه شاعراً في حجم شاعرية حافظ إبراهيم .
** وأخونا وشاعرنا الكبير ابراهيم المدلج شخص مولع بالشعر,, محب له,, وهو شاعر موهوب يملك قريحة رائعة,, وقدرة شعرية متفوقة,, وإن كان مقلا بسبب ضغوطات العمل والتزاماته,, لكنه عندما يقرض الشعر يسرك شعره,, مما ينم عن موهبة صقلتها الثقافة والقراءة المستمرة.
** لكن حافظ ابراهيم الابن,, تحول الى كاتب رياضي بارع,, وهو مالم يرده الشاعر الأستاذ ابراهيم المدلج.
** فحافظ إبراهيم,, تحول إلى أكاديمي في الاقتصاد,, وأستاذ جامعي في هذا المجال,.
** أما موهبته,, فانصرفت للكتابة الصحفية وفي المجال الرياضي بالذات.
** صحيح,, ان كتابات الدكتور حافظ إبراهيم المدلج,, ليست ككتابات باقي الصحفيين الرياضيين,, بل كتابات تحمل عمقا ومعرفة مصقولة بثقافة وقدرة وإلمام.
** كتاباته,, لم تكن مجرد وصف لمباريات أو حديث عن لاعب أو عن فريق,, بل كانت أفكاره أوسع وأعمق وطرحا آخر يشد القارىء ويجذبه,, ولهذا,, كانت زاويته من أنجح وأفضل الزوايا في صحافتنا,, لكنه في الجملة,, لم يكن شاعرا أبداً كما أراد والده,, فصار حافظ إبراهيم كاتبا رياضيا,, وأجزم,, أن الشيخ إبراهيم المدلج,, لا يريد هذا المجال على الاطلاق,.
** هناك حالات أخرى كثيرة مشابهة لا يتسع المقام لسردها,, أو ربما لأني لا أمون على أصحابها بحجم الميانة على صديقي وجاري الرجل الرائع أبوحافظ .

أعلـىالصفحةرجوع
























[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved