أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Sunday 17th December,2000العدد:10307الطبعةالاولـيالأحد 21 ,رمضان 1421

عزيزتـي الجزيرة

يجب ألا نصوب بنادقنا إلى صدورنا,, باسم المقاطعة
انطلقت بعض الدعوات من خلال وسائل الاعلام المرئية والمسموعة والمقروءة العربية مطالبة بمقاطعة السلع والبضائع والمنتوجات الأمريكية من أجل الضغط على أمريكا التي تساند الوحشية الإسرائيلية في الأراضي المحتلة وقد سعدت جداً من بعض الكتابات التي طالبت بمقاطعة الشركات التي يملكها أمريكيون ويستفيد من أرباحها الأمريكيون ويكون رأسمالها وموظفوها وفوائدها تعود على أمريكا فقط,, ولكني استغربت في الوقت نفسه ان أقرأ مقالات لبعض الكتاب السعوديين مطالبين وبطريقة غير مباشرة مقاطعة الشركات السعودية والتي تحصل على امتياز من احدى الشركات الأمريكية العالمية وذنبها الوحيد انها حصلت على امتياز من شركة عالمية لتتمكن من افتتاح عدة مصانع وتتعامل مع عدة مزارع ومخابز سعودية وتوظف الآلاف من الشباب السعودي في فروعها.
فمثلاً اعجبتني مقالات عقلانية نشرت بواقعية ومصداقية وبعيدة عن العواطف، وفي الوقت نفسه اعجبتني المقالة التي نشرتها جريدة الاقتصادية في عددها الصادر يوم 9 ديسمبر الجاري للكاتب سهيل عبدالعزيز السيد من المنطقة الشرقية يقول عنوانها: المقاطعة العاطفية تهدم ولا تبني ويذكر الكاتب: ان معظم الشركات الأجنبية والأمريكية في العالم العربي تعمل من خلال وكلاء مواطنين لديهم مئات الموظفين السعوديين والعرب والمسلمين، فلماذا نحاربهم من خلال مقاطعة المنتجات ذات العلامات العالمية؟ ويستمر الأستاذ سهيل قائلاً: أليس من الأجدى دعوة هذه الشركات الى التعاطف مع قضايانا وكسب دعمها المادي والمعنوي بدلاً من محاربتها ومقاطعتها؟
وأشير إلى مقالة أخرى كتبتها السيدة نبيلة محجوب في جريدة المدينة في التاريخ نفسه 9 من شهر ديسمبر الجاري بعنوان: من هو المستهدف بالمقاطعة؟ تقول السيدة نبيلة: افلاس مطعم سعودي، أو خسارة متجر لمواطن، لن يشعرنا بالنصر بالتأكيد، لاننا بذلك كمن أخطأ تصويب بندقيته فأصابت قريباً أو عزيزاً عليه بينما استمتع العدو والهدف بالفرجة والتشفي، وابتداع طرق ووسائل ينقذ بها إلينا بأفكاره، وتستمر نبيلة في حديثها عن المقاطعة قائلة: أرجو أن ننتبه بفكرة تؤذي من بالداخل بينما المستهدف الحقيقي يخطط لاختراق العدو لا الصديق.
اختتم هذه المقالات بمقالة نشرتها جريدة البلاد في يوم 9 من ديسمبر أيضاً بعنوان: هل مقاطعة الشركات الأمريكية تعني افلاس الشركات المحلية؟ للمحللة الاقتصادية الأستاذة العنود محمد عبدالعزيز وتقول الاقتصادية العنود في مقالتها العقلانية: وما يهمني شخصياً في مملكتنا العربية السعودية، البلد الخليجي العربي الإسلامي الذي استجاب لكل دعوة انسانية وخيرية من أية دولة في العالم,, وان المواقف الايجابية لحكومتنا الرشيدة تثبت ان القدس بصورة خاصة وفلسطين بصورة عامة في قلب كل سعودي وان مصلحة وسلامة وبقاء الشعب الفلسطيني هي من أولويات سياسة حكومتنا الرشيدة,, لهذا اردت ان أشير إلى بعض الدعوات التي وجهها بعض الكتاب لمقاطعة المنتجات والشركات الأمريكية في بلادنا متناسين ان ما يطلق عليه منتجات وشركات أمريكية هي في الغالب شركات مساهمة مدرجة في بورصات جميع بلدان العالم,, ومتاح لأي شخص ملكية أسهم في هذه الشركات,, بما فيهم السعوديون والخليجيون والعرب والمسلمون كبقية المساهمين من تجار العالم, وتستمر المحللة الاقتصادية العنود في مقالتها مؤكدة بالقول: وان الشركات المحلية والحاصلة على امتياز هذه الشركات العالمية تقوم بمنح موظفيها والذين في الغالب يكونون مواطنين أو مقيمين عرباً أو مسلمين عدداً من أسهم الشركات العالمية وبذلك يصحبون ملاكاً في هذه الشركات كحافز لهم,, وتستمر العنود في تحليلها الاقتصادي قائلة: ويقودنا هذا إلى شركاتنا السعودية والحاصلة على امتياز من الشركات العالمية,, وهي كثيرة ولله الحمد والتي تمتاز في الغالب بكونها شركات سعودية مائة في المائة ورؤوس أموالها كذلك وأرباحها أيضاً تصب في خزينة الاقتصاد الوطني السعودي,, وينحصر دور الشركات العالمية والمانحة للامتياز بالسماح للشركات المحلية في كل دولة باستغلال مسماها التجاري والمشهور عالمياً,, وكذلك الاستفادة من خبراتها العالمية فقط في مقابل حصول الشركات العالمية على مبالغ لا تكاد تذكر مقابل دخل هذه الشركات السعودية.
وقد عددت الاقتصادية العنود النقاط الهامة والتي توضح دور الشركات المحلية في بناء الاقتصاد السعودي من خلال: السعودة استخدام المنتجات المحلية في شركاتها دعم خطط الدولة التنموية بدفع الملايين من الريالات للاستفادة من الخدمات العامة التي توفرها الدولة,, كذلك مساندة ودعم وسائل الاعلام السعودية باستثمار مئات الملايين من الريالات في الترويج والحملات الاعلانية,, توفير المنتجات العالمية والتي تتميز بجودتها العالمية وقلة تكلفتها على المستهلك وبالتالي تفسح باب المنافسة أمام المنتجات المحلية,, وأخيراً استخدام التكنولوجيا العالية المستوى مما يفسح المجال أيضاً امام الشركات السعودية للاستفادة من هذه التكنولوجيا المتطورة والمتقدمة.
وما تم توضيحه في المقالات الثلاثة السابقة نستنتج ان التفكير الواضح والعقلانية في اتخاذ قراراتنا الشخصية والعامة يقودنا وبكل صراحة ان نصوب بنادقنا إلى صدور العدو وليس إلى صدور أبناء وطننا,, والذين يوفرون لنا ولاسرنا العمل والعيش الهنيء .
إبراهيم أحمد الحربي

أعلـىالصفحةرجوع
























[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved