أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Sunday 17th December,2000العدد:10307الطبعةالاولـيالأحد 21 ,رمضان 1421

عزيزتـي الجزيرة

الخرج لم َ كل هذه يا أخانا المنيف,, ولمَ تتزيّد عليّ بعبارات لم أتلفّظها؟
سعادة رئيس تحرير جريدة الجزيرة الاستاذ/ خالد المالك المحترم
اطلعت على ماكتبه الاستاذ/ خالد المنيف في العدد ليوم الثلاثاء الموافق 16/9/1421ه وأعتقد أنه حقُّ لي لدى الصحافة أن ينشر هذا الرد لإجلاء ما التبس، وعلى الأخص بعض العبارات الجزافية التي تزيّد بها عليّ الأستاذ خالد، ولهذا فإنني أحيّي أستاذنا فأقول:


جاء شقيق عارضاً رُمحهُ
إنّ بني عمك فيهم رماح

وبعبارة أليق:


ترفّق أيها المولى عليهم
فإن الرفق بالجاني عتابُ

فكيف بمن لم يجن؟ لقد انهال عليّ الأستاذ بقضّه وقضيضه وادّعى عليّ بأشياء تزيّد فيها، بل وقلب الموازين في بعض عبارات أُخر، وسيأتي ايضاحها بعد,, فأولاً الاستفهام الذي صدّر به المقال (كعنوان له) فقد استنكر قولي: (بأن كثيرا من النصوص التي حفظتها وبعض الأساليب التي في ذهني تزدحم عليّ) فأنا أعي وأعني ما أقول فهذا حصيلة ما حفظته من أكثر من 45 عاماً وليس لعام أو عامين حتى يثير دهشته واستنكاره وتهكمه أيضاً، ومايراه هو مستحيلاً قد يراه غيره ممكناً، وهو ليس الحكم الفرد في هذا العالم، رغم انني أعطيت للجمهور,, والأخ خالد من بينهم، رقم هاتفي، فما يريد برهانا غير هذا؟
لهذا، فانه يبيح لي اتهامه بأنه تزيّد عليّ بأشياء ووضع الايهام والتمويه بأشياء أخرى عن قصد أو غير قصد العلم عند الله .
1 الأولى؛ قوله: (هل سمعتم بأحد يحفظ كل مايقرأ؟) فأنا أكفيه عناء الاستفسار وأكون أوّل المجيبين فأقول: لا، لم نسمع به ولا يمكن أن يكون ويستحيل ذلك عقلاً وأظن أن من هو مثل الأستاذ خالد ذكاءً وفطنة وتضلعاً في اللغة لا يخفى عليه عود الضمير في عبارته السالفة: (كل مايقرؤه) إلا إذا كان قصده التشهير، لا أدري: (الله أعلم بما يوعون) فالضمير على نيّة المتكلم مما سبقت الإشارة أو أُلحقت إليه عن الكتب التي نصصت على انني حفظتها فقط، ولم أقصد انني أحفظ كل ماقرأته لاستحالة ذلك عقلاً ومنطقاً، وقد اعتمدت في ذلك على فطنة القارىء، يؤيد ذلك ما أكدته في العبارة التالية، حيث قلت: (وغيرها الكثير مما قرأته من غير حفظ) لكن الأستاذ ضرب صفحا عن هذه العبارة وعن الضمير في (غيرها) وعلام يعود؟
2 التزيّد الثاني، يقول: (وإذا به يحدث حديثا أقسم بالله أنني يعنيني لا أعلم أحدا قاله قبلي أي المقال ولا أظنه سيأتي من يدّعيه) هل نطقت بهذه العبارة يا أستاذ؟ اتق الله في نفسك وحكم ضميرك وجمهور القراء بمراجعة المقال! فالذي قلته وأقسمت عليه ولم أخش في قسمي هو:(وإنما هو أي المقال من محفوظاتي عن الزيات وغيره ولم تمس يدي أي كتاب لحظة كتابتي للمقال) وأكدت هذه العبارة بأن قلت: (ومع هذا فانني أشكر الاستاذ خالد المنيف بأن نبهني بانني لم أشر إلى ذلك، أوليس هذا اعتذاراً مقنعاً؟! بانني لم أنكر الزيات؟!
3 ذكر في مقاله الأوّل: بانني نقلت مقالي كله، وفي هذا الرد الثاني يقول: (أكثر من نصف المقال) فياترى النصف المتبقي فمن أين أتيتُ به؟
4 يقول: (كم تمنيت أن يوافينا البكر بردّ علمي موضوعي) فأقول: وماهو ردي عليك؟ أهو سوقيّ مبتذل في نظرك أم أنك عالم ذرة فتريد مجاراتك في علمك فأقول: (ياويلتاه أعجزت عن أن أكون,, أستغفر الله، أما الذي ستنكره وأنكره من أنه وصفني بالجاهل، فعبارته ناطقة بذلك وهو قوله: (ان من لا يعرف الأشياء يأتي بالعجائب) أليس هذا هو الجاهل ومن أجل لفظة واحدة (نتر)؟! (ومن يتتبع جاهداً كل عثرة يجدها),.
5 ذكر انني بالغت في مدح نفسي،وقد اسهب وأطنب وأطال في الهزء والسخرية بانني (سحبان) أهل حائل وأفصحهم ومامن مناسبة (ولا بكر فيها) يخطب فلا قيمة ولا وجاهة لها فهل يعقل هذا) وهذا قوله هو، فلم أقل بهذا وكم كنت أربأ به عن هذا الإسفاف ومع سرده لهذه السخرية المضحلة التي استوعبت عدة أسطر من أعمدة الصحيفة، فقد انصفني في آخرها بهذه العبارة؛ وهي قوله: (عموما أهل حائل أعلم بالحقيقة) ومادمت أقررت بأنهم أعلم بالحقيقة فانهم هم الحكم وليس أنت، ولم لم تترك الحكم لهم من أول (وهلة) فتخف ظهرك ما أنقضه وأثقله من وزر هذه السخرية المتناهية؟
وأظن الاستاذ نسي أو تجاهل مدحه وإطراءه لنفسه من طرف خفيّ وبطريق غير مباشر:
1 منها قوله: (عن خبير التعليم) يقول: (لم أرم من ورائه شيئاً غير ان هذا المسمى لم يمر عليّ) فقد جعل نفسه مرجعاً وقاعدة ثابتة يمر بها كل مافي الكون والحياة، ولو عكس العبارة، وقال: لم أمرّ به أو لم أصادفه لكان أنفى للتعالي والتعاظم,,.
2 ذكرت بانني كتبت 150 مقالاً، فقال: (والتي أخشى أن تكون من محفوظاته) وهذا طبعاً من سخرياته فأقول: وماذا ترك لبقية جماهير القراء من الوعي والفطنة والإدراك؟ فلقد طوى جميع القراء في يده ولا يخشى أحد منهم سواه بما اكتشفه هو، فأقول له: اطمئن وليفرخ روعك، ولا تخش شيئاً من هذا، وأعود مردداً عن جمهور القراء: (إن بني عمك فيهم رماح) فالقراء لهم قدراتهم وكفاءاتهم ووعيهم,, وقادرون على اكتشاف كل خطأ أو زلل,, أنسيت هذا؟


وليس يصح في الأفهام شيء
إذا احتاج النهار إلى دليل

أما بالنسبة لأهالي حائل وأشكره على ما ذكره عنهم (بأن مايعلمه عنهم ان منطقة حائل معين لاينضب من الأدباء والمفكرين والخطباء) فقد أراحني بهذا الاستشهاد، اذ لو كان ماذكرته محض خواء وتخليط وتزييف كما ندد به الأستاذ خالد لتسنوا لي بالنقد قبل الأستاذ لكن الاستاذ قلب الزّين شيناً:


لن يقلب الزين شيناً من يشيّنه
حتى يردّ كبيراً عاسياً حدثا

فان أبى الأستاذ في عنان العذل إلا جماحا كماقيل:


ظلّ يلحاه العذول ويأبى
في عنان العذل إلا جماحا

وان أراد التمادي في الهزء والسخرية والتشهير قلت التشهير لأنه أعاد ما كتبه مرة ثانية، والله أعلم بمراده: (وما أسر امرؤ سريرة إلا ألبسه الله رداءها، إن خيرا فخير وإن شراً فشر).


فمسرُّ الخير موسوم به
ومسرُّ الشّر موسوم بشرّ

وكلُُّ ينفق مما عنده، وكل امرىء يأكل من زاده وعلى الباغي تدور الدوائر.
أما هذه اللفظة (نتر) والتي حشد لها الأستاذ كل قواه وأسهرته، فأقول له: (هنيئاً مريئاً غير داءٍ مُخامرٍ) (قد ظفرت بها أبا الصقر) وآمل أن يقبل اعتذاري بهذا البيت وما يتلوه:


ومن ذا الذي ترضى سجاياه كلها
كفى المرء نبلاً أن تعدّ معايبه
أيذهب يوم واحد إن أسأته
بصالح أيّامي وحسن بلائيا؟

ونزولا على رغبته وإرضاء للقراء (فإن لكل عالم هفوة، ولكل صارم نبوة، ولكل جواد كبوة).
أما ما ذكره الأخ الكريم في آخر المقال بأن ما دار بيننا لا يعدو كونه نقداً بناء ونقاشاً ذا فائدة:
فأنا أيضاً أقول: آمل ألا تكون في نقدك مثل بعض نقاد معاصرين، هم من نقدهم في دعوى فارغة وزوائد من الفضول والتعسف، يتزيّد بها بعضهم للنفخ والصّولة، وإيهام الناس أنه لا يرى أحداً إلا وهو تحت قدرته ومعرفته، فهو يكتب أو ينقد حيث يريد أن يحقق ذاته ويثبت مكانته فيما أراد، ويملأ فراغاً من الورق حيث يقتضيه البحث أن يملأ فراغاً من المعرفة، فهذه يا أخانا خالد صفات بعضهم في نقدهم وأدبهم، مطولين في القابهم لا غير.


وأرجو ألاّ يفسد الود الذي بيننا
فيلحق الأول بالآخر (العجز فيه قلب)

واستميح الاستاذ العذر إن بدر منى انزلاقه أو زلة لسان أنت اضطررتني إلى ركوبهما


إذا لم يكن إلا الأسنة مركباً
فما حيلة المضطرّ إلا ركوبها

وإيماءة قصيرة؛ أقول إنني أعتذر عما بدر مني في المقال السابق من الخُيلاء والتفاخر أو التباهي بنفسي أو ثقافتي، فقد أخطأت أنا وأصاب الأستاذ خالد لنقده لي في هذا الجانب بالذات، والسبب في هذا أنني لم أطلع على مقاله الأول إلا في اليوم الثالث من نشره وقد بحثت عنه فلم أجد وطلبت ارساله إلي من مكتب سعادة رئيس التحرير فوصلني بالفاكس، فكتبت المقال رداً على الأستاذ وأنا في حالة نفسية غير مستقرة وأنا مستعجل على نشره، ولو تأنيت وأجلته آخراً لكنت أكثر تحفظاً واتزاناً ولما تفوهت بشيء من الإطراء، وصحيح أن في التأني السلامة وفي العجلة الندامة ولم أتباه وقد قيل (ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد) ولكنه كما قيل أيضاً (ولن يرد الفائت الحزَنُ).


قد يدرك المتأني بعض حاجته
وقد يكون مع المستعجل الزللُ

وأخيراً أزجي خالص شكري وصادق تقديري لرئيس التحرير والقائمين على صفحة عزيزتي الجزيرة لنزاهتهم وبعدهم عن الهوى والحيف حيث أتاحوا الفرصة للناقد والمنتقد للدفاع عن نفسه، وكل الناس عندهم سواسية لا فاضل ولا مفضول، والله ولي التوفيق.
عبدالله تركي البكر

أعلـىالصفحةرجوع
























[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved