أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Sunday 17th December,2000العدد:10307الطبعةالاولـيالأحد 21 ,رمضان 1421

عزيزتـي الجزيرة

الضلعان ليس أولهم ولن يكون آخرهم
تكريم الرواد في الرس مسؤولية الجميع
ودعت محافظة الرس مؤخرا أحد أبنائها البررة البارزين الذين تركوا بصمات واضحة على مسيرة التربية والتعليم فيها على مدى عقود مضت كان خلالها - يرحمه الله - نعم الرجل المخلص والمواطن الواعي والمسؤول النابه الذي افنى عمره في خدمة الوطن والمواطن في مرحلة كنا أحوج ما نكون فيها الى مثله ممن يمثلون الشموع المضيئة التي تحترق من أجل الآخرين حيث قلة المتعلمين وندرة القياديين التربويين ليس على مستوى المحافظة فقط وإنما على مستوى المملكة بشكل عام.
إنه فقيد الوطن عامة ومحافظة الرس خاصة المربي الفاضل الاستاذ الكريم علي بن صالح الضلعان الذي انتقل الى جوار ربه بعد عمر مديد حافل بالعطاء والتضحيات والمواقف الوطنية المشرفة الامر الذي يدركه بجلاء كل من تشرف بمزاملته او تتلمذ على يديه او حظي بمعرفته والنهل من معينه العذب شعرا ونثراً وثراء معرفياً لا حدود له الى آخر لحظة من حياته.
فعطاؤه وإخلاصه وتفانيه لم يتوقف على الرغم من معاناته على فراش المرض حيث تشرفت قبيل رمضان المبارك بزيارته والالتقاء به بصحبة فريق عمل من دارة الملك عبدالعزيز بهدف توثيق معلومات هذا الرجل العلم صوتاً وصورة وكان رحمه الله خلال تلك الزيارة عذب العبارة لطيف المعشر حاضر البديهة واثق المعلومة غزير العطاء صادق الوفاء والولاء لدينه ثم مليكه ووطنه,, وقد كان لتلك الزيارة وقعها الكبير في نفوسنا جميعاً كونها زيارة ثرية لم يتردد اثناءها وهو يتحدث الينا في الادلاء بأية معلومة يرى انها هامة,, بل إنه اهدى لفريق الدارة شيئاً من وثائقه الخاصة والعامة التي يحتفظ بها بملفات منظمة ومنها شريط كاسيت يتضمن خلاصة تجربته المديدة في مجال التربية والتعليم مقروناً بابتسامة صافية تعكس اريحيته وحبه لخدمة الوطن والناس.
وهو رغم معاناته مع المرض وتقدم السن في السنوات الاخيرة من حياته لم ينقطع عن المجتمع حيث كان بابه مشرعاً لكل راغب في لقائه او باحث عن الحقيقة فيما يخص تجربته الطويلة او تاريخ المحافظة او اي جانب من الجوانب المتعلقة بهذا الوطن وقيادته الحكيمة شأنه شأن كل علم مخلص موسوعي من أعلام هذا الوطن العزيز.
إن حديثي عنه هذا لم يأت لكونه صديقاً مخلصاً لوالدي رحمهما الله ولا لكونه شاعراً مبدعا من شعراء محافظة الرس ولا لكونه رائداً من رواد التعليم في بلادنا وانما لأمور كثيرة تداعت في مخيلتي وأنا التقيه اللقاء الاخير الذي شعرت خلاله أنني أمام رجل متعدد المواهب من الرجال القلائل الذين قلما يجود الزمن بمثلهم ويعد غيابهم خسارة لا تعوض وتجربتهم متفردة لا تتكرر وبصماتهم ذات سمة خاصة لا يمكن تقليدها!.
* إن وفاة هذا الرجل الكبير سناً وعلماً وتجربة ومكانة رغم إيماننا بقضاء الله وقدره وأنها النهاية الطبيعة لكل انسان مهما كان - لها ألمها الشديد ووقعها المحزن وأثرها الفادح وتشكل غصة في حلق كل مواطن مخلص يتطلع الى وضع كل عضو فاعل في المجتمع بالمكانة التي تليق به ليس بعد وفاته وإنما في حياته.
فهذا المربي الفاضل الجليل كان يستحق منا جميعاً الكثير من التقدير والكثير من الوفاء مسؤولين ومواطنين وهو بلاشك أهل لذلك كله لكننا للأسف الشديد لم نعطه حقه ولم نع مكانته وهو في هذا الجانب لم يكن الأول ولن يكون الأخير اذا واصلنا نظرتنا هذه تجاه روادنا وأعلامنا ورجالنا الأوفياء!!.
لقد كان في متناول أيدينا ان نكرمه التكريم الذي يستحقه في حياته مثل ان نسمي احدى مدارسنا باسمه او احد شوارعنا او حتى على أقل تقدير ننظم له حفلاً كبيراً على مستوى المحافظة يخصص لتكريمه,, فالرجل يستحق اكثر من ذلك لكننا لم نفعل ومسؤولية ذلك لا تقع على جهة معينة او فرد معين بل يتحملها الجميع,, وليتنا نتعلم من محافظة عنيزة التي لا تبعد عنا سوى كيلومترات قليلة شيئاً من وفائها لمبدعيها وأعلامها ورجالها البارزين ام اننا سنظل مكتفين بتشييع أعلامنا دون ان نفعل ما يليق بهم؟!.
إن أعلام محافظة الرس يغادرون عالمنا الواحد تلو الآخر مثلهم مثل عامة الناس الذين لم يقدموا بعض ما قدموا,, ولنا ان نتساءل كيف سنجد من يعطي لخدمة هذا الوطن ومجتمعه الوفي اذا لم يلمسوا التكريم فيمن سبقوهم؟!, إن وفاة المربي الفاضل الأستاذ علي بن صالح الضلعان - رحمه الله رحمة واسعة - يجب ان يكون لها اثرها الكبير علينا جميعا وعلى مختلف المستويات ليكون الوفاء شعارنا مع كل مواطن مخلص في محافظتنا العزيزة وكما شعرنا بالألم ونحن نفقد هذا التربوي الجليل شعرنا به أيضا ونحن نراقب فقد العمل التطوعي الخيري لاحد رموزه في محافظتنا الغالية وهو الاستاذ محمد بن سكيت النويصر الذي خدم في هذا المجال قرابة عشرين عاماً على حساب وقته وجهده دون ان نرى أي بادرة لتكريمه بالشكل الذي يليق بمشواره الطويل مع العطاء الذي لا يرجو فيه الا وجه الله خصوصاً انه لا يزال يواصل خدمة وطنه ومجتمعه من موقع آخر نحن بلاشك مطالبون بالتعامل الحضاري مع كل جهد يقدم من مواطن او مواطنة ولا سيما في المجال التطوعي حتى لا نفقد جهود أجيالنا القادمة التي لا نجد فينا الحماس لتكريم روادنا في شتى المجالات ولن يتم لنا ذلك ما لم يتم اعتماد آلية واضحة المعالم لهذا الغرض تكون من خلالها الثمار شاملة غير منقوصة وذات فاعلية متواصلة تشمل الصغير والكبير وتشارك فيها كافة الجهات والاسماء الاجتماعية الفاعلة,, وأجدها فرصة اثني من خلالها على جهود تعليم الرس في تكريم منسوبيه والمتعاونين معه وهي جهود مشكورة تتطلب تضافراً من الجميع لتكون بالشكل الذي نتطلع اليه مسؤولين ومواطنين,وختاما في محافظة الرس غنية برجالها المبدعين الأوفياء ونسائها المبدعات الوفيات ويبقى دورنا فقط تجاه هؤلاء ممن هم في مكانة فقيدنا الشيخ الضلعان انها كلمات صادقة صادرة من قلب مخلص مفعم بحب وطنه ومجتمعه كتبها بهدف الصالح العام راجياً لمحافظتنا العزيزة المزيد من التطور والعطاء والكثير من الوفاء وهي رسالة مفتوحة للجميع آملاً ان تجد صداها,, والله من وراء القصد.
خالد محمد الخليفة
محافظة الرس

أعلـىالصفحةرجوع
























[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved