أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Sunday 24th December,2000العدد:10314الطبعةالاولـيالأحد 28 ,رمضان 1421

مقـالات

شدو
عليه الحرام أن تقلط,,!!
د, فارس الغزي
لماذا أصبح الناس يتصددون! ويتمنعون عن قبول وتلبية دعوات الفطور أو السحور، ولماذا انحسرت معدلات الدوريات! الغذائية بين الأقارب والأصحاب في وقتنا هذا؟ بل لماذا أصبح الناس يتأففون من حضور المناسبات الكبيرة، كدعوات الزواج مثلاً؟! هل السبب يكمن في وفرة الطعام في المنازل؟,, عدم وفرة الوقت للتواصل؟,, ارتفاع الوعي الصحي/ الغذائي لدى أفراد المجتمع,,؟! شخصياً! أعتقد ان السبب يعود إلى كل الأسباب المذكورة آنفاً وهي أسباب ليست سوى نتاج لما مررنا به من تغير اجتماعي: إن العديد من مفاهيمنا التقليدية اجتماعياً، قد انقرضت بسبب تغيرنا الاجتماعي الذي جعل من العزيمة أمراً يثقل كاهل الفرد نفسياً، الأمر الذي بسببه لم تعد الدعوة الغذائية وسيلة تواصل اجتماعي، بل اضحت عبئاً نعمل الفكر، ونتدارس الأفكار، ونستعرض الحلول، تلافياً له! ومع ذلك فظاهرة كهذه لا تعني أبداً أن الناس قد أصبحت تكره الناس! ، أو انهم لم يعودوا يأكلون قياساً على ما كانوا في السابق، فكل ما في الأمر ان علاقاتنا الاجتماعية قد تبلورت إلى صيغ مقننة تنقصها المرونة نفسياً وجسدياً وذلك بسبب انتقال علاقاتنا الاجتماعية من علاقات ميانة! وحميمية ومباشرة، إلى علاقات ثانوية واستقلالية وانتقائية ومعقدة، بل إن هذه العلاقات قد زاد من تعقدها تعقيدا! ، ارتفاع مؤشرات قيمة الوقت، واكتظاظ وازدحام الشوارع والطرقات، وانفصال مكان السكن عن مكان العمل، الأمر الذي جعل من المشوار الواحد! يسرق من العمر القصير يوماً كاملاً، ان التغير الاجتماعي قد فرقنا مكانياً مما قلل من تواصلنا اجتماعياً: فبعد ان كانت اجيال عدة تقطن إلى حد التكدس بمنزل واحد، استقل كل فرد لوحده، وانتشر الجميع في أحياء متفرقة ومتباعدة، مما حد، في النهاية، من معدلات التزاور والتواصل بين الأقارب والأصحاب,
مرة أخرى أقول إن ما سبق قوله لا يعني أبداً وكما يعتقد البعض ان صلاتنا وروابطنا الاجتماعية قد ضعفت إلى الدرجة التي لم نعد نكترث بوالدينا وأهلينا وأقاربنا، فمع ان التغير الاجتماعي يقود إلى اضمحلال فانقراض القديم، فإن لدى المجتمع آليات تعويض اوتوماتيكية من شأنها تعويض القديم المنقرض بالجديد: فالدينمو مثلاً حل محل الدلو! والمخبز الاتوماتيكي أخذ مكان مقرصة! الوالدة الحنون، والسيارة قد عوضتنا مشقة التنقل على الجمال، بل أصبحنا نمتطيها حتى إلى المسجد، إذن فالوسائط التكنولوجية الحديثة، كالهاتف والجوال والانترنت، قد حلت محل التزاور الجسدي، وعوضت تباعد ومشقة المسافة بين الأقارب والأصحاب، فلم يعد بحوزة الناس وقت نفسي لتلبية دعوات الآخرين، الأمر الذي جعلنا نعتقد كما ذكرت آنفاً ان امتناع الآخرين عن تلبية الدعوات ناجم من عزوفهم عن الأكل بشراهة، أو لعدم اكتراثهم ببعضهم الآخر، في حين أن الوضع، في الحقيقة، ليس كذلك: فكل ما في الأمر ان التغير الاجتماعي قد حور المفهوم الاجتماعي للوقت : فبعد ان كان الوقت قوتاً! أصبح القوت وقتا! حتى المتسولون لم يعودوا يرضون بأن تدفع لهم قوتا لأنهم ببساطة لا يملكون الوقت الكافي لتخزينه، واعداده، وطبخه، فأكله، مفضلين بدلاً من ذلك الحصول عليه نقداً يابساً! حفاظاً على المزيد من الوقت التسولي! ,
,, ما رأيك أنت؟,, وهل أنت مع أو ضد مقولة الخليفة عمر بن الخطاب، رضي الله عنه، حينما قال: مروا ذوي الأرحام ان يتزاوروا ولا يتجاوروا ,,؟
للتواصل: ص,ب 454 رمز 11351 الرياض

أعلـىالصفحةرجوع




















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved