أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Sunday 24th December,2000العدد:10314الطبعةالاولـيالأحد 28 ,رمضان 1421

الاخيــرة

وتاليتها
أ,د,هند بنت ماجد بن خثيلة
مر رمضان مرور الكرام,, كان سريعا، خفيفا، هنيئا، ومر معه شوقنا للصيام، والسحور، والقيام، والتواصل العائلي، والتعلق بحبال الرجاء، والدعاء ابدا بين الأرض والسماء.
مر رمضان وترك فينا شبعا لا ينتهي، وطيبة غير منقطعة، وعادات، وتقاليد تقفز لها القلوب كلما خطرت على البال.
بقدر جمال أهزوجة العيد التي حرمنا منها!
ابي عيدي عادت عليكم,,.
جعل الفقر ما يدخل عليكم,.
ولا يكسر رجليكم ولا يديكم,.
نسوق الحميٍّر وإلا نوقفه,,.
بقدر جمال هذه الأهزوجة، وجمال العيد ذاته بحلوياته، ولقاءاته، وابتساماته,,, كان رمضان جميلا ايضا.
حوالي منتصف الشهر الفضيل، كنت أمر في أحد شوارع الرياض الجميلة في طريقي إلى مائدة إفطار ملبية دعوة إحدى الصديقات، شاهدت منظرا جميلا معبرا، له من الصيام نصيب، ومن العيد نصيب، ومن كل ما معبّر نصيب، كان آذان المغرب قد رفع بينما نحن في الشارع، وحين وصلنا إحدى الإشارات الضوئية الحمراء (التي لا تبرمج في مثل هذه الظروف) توقفنا، وترجل من احدى السيارات شاب (لايتجاوز الخامسة عشرة من عمره) يحمل على كفيه طبقا مليئا بالتمور الجيدة، ومضى يركض بين طوابير السيارات يوزع التمور على كل من فيها، يفطرهم، وكلما فتحت الإشارة انتقل إلى الاتجاه الاخر,,.
ألم أقل: كان المنظر جميلا ومعبرا,, بل كم تمنيت لو أن لي أن انزل من احضان التكنولوجيا المرفهة، وأحمل (كرتونا) مليئا بزجاجات الماء، وأسير إلى جانبه، أو وراءه, هو يطعم الصائمين,, وانا أسقيهم.
هكذا نحن كنا,, نطعم الحجاج ونسقيهم,, وها نحن لانزال,, نطعم الصائمين ونتمنى ان نسقيهم، هذه هي عاداتنا، وتلك هي واجباتنا,,, اما ما وفد علينا من التقليعات الرخيصة والغريبة، فهو ليس لنا، ولايناسبنا، ويصر المستوردون على الاستمرار في استيرادها، ويدافعون عنها، ويتهموننا بالتخلف,,, وتاليتها؟

أعلـىالصفحةرجوع




















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved